يحيى محمد سمونة
سرد
ها قد مضى علي عشر سنوات
بالتمام و الكمال لم أتناول فيها حبة صداع واحدة [ وجع راس ] و لله الحمد و الشكر،
في الوقت الذي كنت فيه مدمنا على المهدئات و مسكنات الألم، و كم من ليلة فيما قبل
هذا التاريخ عانيت فيها و ذقت فيها أصناف العذاب و الألم جراء صداع يتشبث برأسي
ولا ينفك عني !!
غير أنني دخلت طورا جديدا
من حياتي لم أعد أجد فيه ذلك الألم المر الذي كان قد حول حياتي إلى توتر و قلق و
ضجر و سخط و اكتئاب
و لعل النقطة الأهم التي
حولت حياتي إلى هذا الشكل من الهدوء النفسي و البدني هي أنني ألزمت نفسي ببرنامج
صارم لا أحيد عنه البتة، قوام هذا البرنامج: انتظام مواعيد النوم و الاستيقاظ،
البحث عن الأطعمة و الأشربة التي تفيدني - دون الالتفات إلى نظرتي السابقة حول بعض
الأكولات التي لم أكن احبذها أو استسيغها فأنا اليوم أبحث عما يفيدني من الأطعمة
فحسب ولا أنظر إلى مسألة تقبلي أو عدم تقبلي لبعض ألوان من الأطعمة
و ثمة نقطة ثالثة ساهمت
في معافاتي من مشكلة الصداع لدي و هي أنني لم أعد أكترث بأخبار السياسة و ما يلزم
عنها من صداع و على الأخص بعد أن تملكني إحساس صادق عارم بأن الله تعالى فعال لما
يريد و ما علي سوى الالتزام بأوامره و نواهيه كي أعيش سالما غانما و في هدوء نفسي
يكتنف حياتي كلها
- يحيى محمد
سمونة -