ماهر محمد
معرض..
من هنا مرّوا..
من هنا رحلوا..
وأنا قابعٌ هنا داخل لوحةٍ
أسبح..
أحاولُ الإستنجاد بالمارة..
ها هو الرسّام يشرحُ للزائرين
كيف رسم حياتي بريشةٍ فقيرة
لتُصبح لوحةً لا تُقّدرُ بثمنٍ
ويا لهُ من كاذبٍ رخيص..
في زاويةٍ مخفيةٍ من القاعة،
رجل يُقبّل إمرأةً
وأنا هنا أبتلعُ محيط أحزاني..
أنظروا لذلك الرجل،
يحملُ سيجاراً كوبيّاً
سيشتري اللوحة حتماً
ويخلصني من الغرق والبؤس
لقد غادر،
شاهد لوحةً بنصف ملابس
مرّت من هُنا ولحق بها..
من هذه القادمة؟
يا الله..
كم تبدو وحيدة..
تبدو حزينة..
مدّت يدها
تحسّست القماش
فانشقّ البحر..
لمست وجهي
مالت اللوحة قليلاً
مالت حياتي
فسالت دمعتها
وسالت بحار الذكرى من روحي
إختلط الحلو بالمالح
الحب بالحزن
وتلاطمت المشاعر
حينها
غرقت !..
***********************
***********************