"سماح محمد"
🌷🌷
حينما نُريد أن نتعري امام الورق
تفضحنا
بصمتنا اللغويه
لم أكن يوماً
ثريّة
وكانت
الشوارع تنبح خلفي
كُلّما لسعها
حذائي المدكك بالمسامير
كُنت أذهب
مُسرعة إلي أبي
أخبره أن
الطريق ينبح
ويخبرني أنّه
لحن لموسيقار
مات متأثراً
بوفاء كلاب المدينة
وقتها رقصت
كثيراً
وفرحت أكثر
أنني الوحيدة التي تقُود خلفها أوركسترا
كم كنت
جميلاً يا أبي
كان يرتق
ثيابي المدرسيّة
بخيوطٍ من
القشّ
وينتشل إسماً
عالمياً
يُرتّق بهِ
وجعي
عندما أُخبره
أن صديقاتي
يرتدين ماركة
(أديداس )
كان يخبرني
أن القش هو
موضة (فيرزاتشي)
كان رغم قصر
يدهِ
يبني فوق
الرمال قصُوراً
تُعانق عنان
السماء
وكنت أسكنها
عشيّة كُل كذبة
كُنت أسكنها
وملامح السعادة
تتسلق وجهي
وتطل من
شرفات عيني نور برّاق
إنّه أبي !
و لأنه أبي
أستمع له عن تفسير
(الإغتيال
الإقتصادي للأمم )
واصفق بحرارة
حتّي تتأجج يدي
وأصرخ في وجه العالم
(أبي رائع )
رغم حقارة
الظروف
أبي مُزارع
حينما يتطلب الأمر
حشو بطوننا
و مصمم أزياء
عندما يتعلق الأمر بالموضة
وقارئ جيد
عندما أكتب
وشاعر عظيم
عندما يتغزل في عيوني
ويخبرني أن
العسل المسكوب في بؤبؤ عيني ورثته عن أمي
وأن حمضي
اللغوي
شبيه بحمضهِ
أبي رائع
أيّها الكون
رغم حقارة
الظروف
سماح محمد..