حيدر الغراس
أمرٌ سيٌِّء جداً
.................
الأمرُ سيّءٌ
حقاً
موحي لكتابةِ
نصفِ قصيدةِ
احتساءِ نصفِ
قنّينةِ عرقٍ باردٍ
تقطرُ من
ياخةِ جندي مستجدٍّ
الاحتساءُ
هنا ليس بالضرورةِ من المشروباتِ الروحيّةِ
أمي تمنعُنا
من تناولِ الحساءِ الذي ترسلُه مراتٍ كثيرةٍ لجارتِنا النفساءَ
لا معرَّفٌ
يُذكرُ لهذه النفساءُ
كيف اتى بها
سلاطينُ الُّلغةِ
هل تنفَّستِ
الصعداءَ بعدما ألقتْ بحملِها؟
أم يا تُرى
انَّها تتنفسُ من بطنِها
أو من خاصرتِها كمديرِ بلديّةِ حيِّنا وعلى ذمَّةِ
حارسِها..!؟
حارسُ
البلديّةِ يقولُ الأمرُ سيّءٌ جدً
الحكومةُ
أعلنتْ عجزَها عن سدادِ النقصِ الحاصلِ في
تجهيز ِقطوعاتِ الكهرباءِ والذي تزامنَ مع
تقطُّعاتِ ملابسَ الصيفِ القصيرةِ وتقاطعاتِ الدروبِ التي باتت خارجَ نطاقِ
السَّيطرةِ وبلسانِ مديرِ البلديةِ الأميِّ.
هذه القصيرةُ
وأعني الملابسَ تصلبُني ساعاتٍ وساعاتٍ تحت وسائدَ الظهيرةِ
الظهيرةُ هنا
ليس بأستراحةِ الجمعةِ التي كانت تتحفُنا بها مذيعةُ التلفزيون بتسريحتِها السيئةِ
قبيل فيلمِ عصرِ الجمعة العربيِّ
الأمرُ
سيِّءٌ أو كما خيِّل لي _ ف_ قانونُ
المحاكمَ معطلٌ لأجلٍ غير مسمىً لأرفعَ دعوى كيديِّةٍ ضد حبلِ الغسيلِ حين
يشنقُ ناضريَّ كلما تدلتِ الثيابُ الرَّثَّةُ عليه
الأمرُ
سيِّءٌ هكذا تقولُ وزارةُ الداخليةُ لكنها لم تُفلحْ بحظرِ تجوالِ طعمِ الرُّطبِ
البرحيِّ بدمي كلَّما سقطتْ قُبلةٌ من
فمِكِ وإن كانت على الطائرِ وعلى طريقةِ الدَّبل كَت.
لم أكنْ من السيَّاسةِ
بشيء ٍ
لم أمتهنْ
عمليَّةَ غسيلِ الأموالِ والأفعالِ كلَّما حاولتُ غسيلَ اطباقِ حديثِنا
أكسرُ عنوةً
تلك العُروةِ الوثقى، لكن أنّى لي كلُّ ذلك
لذا يسوءُ
حالي ويتدهورُ وعلى ذمَّةِ الناطقِ الرسميِّ لوزارةٍ سيئَةِ السُمعةِ وإن مازالتْ قيدَ الإنشاء ِ
خطواتُكِ على
بلاطِ النصِّ تهدِّدُ السلَّمَ الموسيقيَّ
تضطربُ حالةُ
دوزنةَ اللحنِ الغجريِّ المجنونِ
تتركُ ندباً
حمراءَ تميلُ للازرقاقِ كلما عوى ذئبُ المفرداتِ السيئةِ الذكرِ في نصّي
وعلى ذمَّةِ أحدِ القرّاءِ
أعلمُ أن
النصَّ سيِّءٌ وسيِّئٌ جداً
سينعتُني
البعضُ بالتخبيصِ، والبعضُ سيصلبُني ساعاتٍ لجهالتي بعلاماتِ التنصيصِ
لاضيرَ اذاً
أن أتركَ الكتابةَ جانباً
أنزوي عند
هامشٍ سيِّءٍ.!
.
حيدر غراس.