العقيد بن دحو
الأدب الاسطوري
تعود فكرة
" الأدب الاسطوري" إلى بدايات الحرب العالمية الثانية 1943 ، يوم كانت
المدفعية الالمانية النازية تدك التحصينات الامامية و الصفوف المتقدمة لمدينة
باريس فرنسا.
ولأن اغلب
المذاهب و المدارس الأدبية و الفنية ، من الكلاسيكية التقليدية الاخلاقية إلى غاية
المدارس و المذاهب العالمية ذات الاتجاهات الحديثة، قامت على انقاض الحرب و ليس السلم ، جاء الأدب
الاسطوري كلبوس ولوغوس لمخرجات الأثر الذي
خلفه الحدث يوم ذاك.
" الأدب
الاسطوري " هو ذلك الأدب الذي يقراه القارئ العادي فلا يفهم منه إلا ظاهره ،
اما القارئ المتامل فيفهم منه هذا الظاهر ، و لكنه لا يقف عنده ، بل هو لا يكاد
يمضي بالقطعة الأدبية الواحدة الاسطورية
حتى يبهره ويدهشه و يذهله هائل ما تحت سطحها.
ما المستتر منه و الخفي المكنون هو لب و قلب الأدب الاسطوري .ومن اعاجيب
هذا اللب و مميزاته انه يظهر بصور مختلفة في ذهن القارئ المتامل ، صور تتفاوت في
مقدار ما فيها من الجمال و المعاني و الاهداف . و عجب العجب ان قارئا متأملا آخر
قد تتخيل له صور ذهنية جديدة غير تلك التي مرت بذهن القارئ المتامل الأول.
صحيح الظاهر
يبدو الادب الاسطوري ادبا صنع من اسطورة ، بقدر ما هو اسطورة استولدتها الكنايات و
الاستعارات، فكل كلمة تحمل قصيدة مجمدة.
فلو نظرنا
إلى أسطورة( اوديب ملكا) ففي البدء كانت مجرد تساؤل ، تتغذى عليه الهولة :
ما الكائن
الذي يمشي في أول النهار على اربع ، و في وسط النهار على اثنين ، و في آخر النهار
على ثلاث !؟
الإجابة كانت
الإنسان.
لكن بالتراكم
و الاضافات صارت قطعة ادبية مكتملة.
ويسقط هذا
على بقية الاساطير الاخرى و العقد لكتاب ومؤلفي الدراما الاغريقية و
الرومانية......يتبع