جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك

 

العقيد بن دحو

المربي من ربي

===============

انما الامم الاخلاق ما بقيت *** فإن ذهبت أخلاقهم ذهبوا .

هكذا قال الشاعر ، و هكذا سيظل الناس يقولون في مجرى الزمن بالأمس و اليوم و غدا عن شاب نشأ وترعرع بالسليقة و وفق سذاجة البداية بريئة لك يظلم فيها أحد قائمة على التوازن.ولد على فطرة الأخلاق و الأدب. جميل التشاة و التكوين محط إعجاب الخليقة ، جميع  من وقعت عيناه الا اعجب به و تمنى ان يكون ابنا له او أخا له او صديقا له.

التربية و السلوك الحسن   الإنسان الصالح محط اعجاب الناس اجمعين.

حتى قيل فيه الناس شعبويا : " المربي من ربي " !

اي كونهم  يرون قي هذا الشاب الذي نشأ وترعرع تربية دينية و اخلاقية ومدنية هذا لا يكون لنفسه فقط و لا للاقرب قربى عائلية ، و انما للناس أجمعين. بل لكافة ساكنة العالم.

المربي من ربي. تشعر منذ البدء. الكلمة التي كانت في البدء او الكلمة التي كانت في البداية ، الكلمة السياسية او الثقافية او الاجتماعية او الدينية هي نفسها التي يقولها الله.

او كما قالت الاغريق : " صوت الشعب من صوت الاله " .

Veix populei ex veix dei

ان هذا الجميل جميل للناس أجمعين (الزين زين للناس اجمعين ) ، هو بداية صناعة مشروع الانموذج او الامثولة الجمعي  ، او قل القدوة للعديد من الالاف من اليافعين او صغار المراهقين او الشباب.

سواء وهم في سن الطفولة فترة الحلم ، او فترة الشباب فترة الشعر ، او فترة الفكر الرجولة ؛ او فكرة النقد و الفلسفة الكهولة.

فترة الحلم هذه مهمة في بناء شخصية الشاب الاخلاقية و الخلاقة معا. الفترة التي تكون مبعثا على الشغف و على الفضول و على محبة الاطلاع و الاستكشاف .

فلا تحسبن العلم ينفع وحده *** ما لم يتوج ربه بخلاق.

وتبقى الاخلاق وحدها غير كافية دون ناصية العلم و المعرفة و بداية البحث .

الكلمة الشعبية التي ترددها الالسن الشعبية شبيهة بالتاريخ كما يقول (مالرو) اي : " لبناء حضارة يلزمنا تاريخ و الشبيه للتاريخ "  .

فالسلوكات التي ينمو عليها الشاب كابرا عن كابر ، بل هي صناعة؛ صناعة انسان خلاق صانع للثروة ، و صانع للفكرة؛ و صانع للثقافة و الحضارة بشقيها المادي و المعنوي ، بل صانع الازدهار و الامل / شبيهة للتاريخ.

ان المخيال الشعبي لا ينطق عن الهوى بل عن مراس و تجربة و تراكم لغوي و فكري.

منذ " هوميروس" و " هزيوذ " و رغم أن الفكر و الفلسفة و مختلف التصورات الذهنية التي كانت تبنى بالتراكم لم يك  يقتصروها على فئة معينة اونتلجونسيا تعيش في برجها العاجي ، انما كانوا دائما يريدونها ان تنتقل إلى الدوائر الشعبية ، مشكلة قربى ثقافية او مصلى اجتماعي ثقافي حضاري.

حتى سمي يومها الأثر الكلاسيكي و لا سيما الدرامي الارسطي بشقيه الماسوي النراجيدي و الملهاتي الكوميدي بالمدرسة او بالمذهب الأخلاقي.

صحيح كان يعتمد على الوحدات الثلاث ( في يوم واحد و في مكان واحد يتم فعل واحد ) . إلا انه كان تطهيريا تكفيريا، اي التكفير و التطهير من ادران انفعالات النفس.

لكن مع التطور الثقافي و الحضاري للامم و الشعوب انتقل هذا المبدأ إلى مبداي التفكير و التغيير و مشاركة الانسان مركز ثقل و محور كل نماء حضاري.

بمعنى لم تعد الالسن تلوك الشعار " المربي من ربي " شعبويا و لا سياسويا و لا فلكلوريا بافلوفيا ، قصد ( الاستهلاك) الاسري او المحلي ، و انما من اجل موقف ما . موقفه من النهر مثلا ان ينظم مجرى النهر ، وموقفه من شجرة الفاكهة ان يقلم شجرة الفاكهة ، وموقفه من الحركة المتصلة ان يبني العربات و يصنع الطائرات ، و موقفه من المجتمع ان يغير هذا المجتمع من جذوره.

المربي من ربي ، ليست كلمة من أدب هروب شعبي ام شعبوي ، رسمي أكاديمي ام غيره. ليست كلمة تخديرية تبجيلية و نفخ اوداج ، كيما يخدر من يسمعها  ليخفف عن نفسه لبعض يوم ، بعيدا عن ثقل و حجم ضنك الحياة. أين صارت كلمة تربية ( قديمة ) بكل ما تعني الكلمة لغة و اصطلاحا و فقه لغة ( فيلولوجي) ان بقي لها ذلك.... !.

في عالم تقني رقمي  رهيب محمولا على شاشة هاتف محمول ؛  بدوره ديجيتالي .

المربي من ربي لم تعد كلمة عابرة و فقط يسلي بها الشاعر نفسه زمن العبور او فاصل الحياة ، انما صارت مقرونة بفلسفة الحياة ذاتها : فكرة الحياة ، صيرورة الحياة ، و إرادة الحياة .

كلمة صارت متعلقة بالحالة الابداعية لهذا الحالم الشاعر المفكر الفاعل بالتربية.

هكذا تكون متعلقة و مقرونة بالابداع ، و ليس الإكتفاء بطرب اغنية الكلمة و بعدها تترك الحياة على ستاتيكيتها و نقول هذا الشعب متخلق بمعنى " مربي " !.

صحيح " المربي من ربي " ؛ لكن ايضا كما يقول المثل الشعبي ايضا " شوية من ربي و شوية من رطوبة اليدين " !.


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *