جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك

 

حقيقة بنت حق

محمد أبو عيد



ليس شعراً وليس نثرا

هذا الذي سأتلوه عليك

إنما هي دمعة غزيرة

من أضواء القلق الرشيد

حقيقة بنت حق  ...... فلتسمعني

فإني عما قريب سأسافر للغيابات البعيدة

ربما تظن إنك تراني ولا أراك

لكنني أراك جيداً كما تراني

أنت لا تمتلك قدرة دماغية

تمكنك من إزالة هذا الاحتقان المزمن ؟

أعرف ؛ أنت لست نبياً لتصنع المعجزات

أدرك هذا تماماً ولكنك كعادتك دائما

بوهم ساطع في دماء أحلامك الواسعة

تظن بأن استحلاب بعض الارتدادات المضادة

ربما يتكفل بهذا ! وتلك صدمة أخرى ؟

جرثومة الاستنساخ ياصديقي

انتشرت بشراهة في الهواء الأدبي

وللأسف كل المجازات المتداولة منتهية الصلاحية

وكما تعلم عندما يستيقظ الموت

الوقت لن يكون متوفرا

فكيف سيتدفق الضوء في الشرايين ؟

أراك جيداً بوضوح ؛ ترتدي الكاجوال

وتتنقل في حياتك بطائرة وأحياناً بصاروخ

وهذا حقك الشرعي بالتأكيد

لأن يومك يعيش هكذا الآن

بين أقمار صناعية وأنهار مزروعة

ومنتجعات سحابية ساحرة جدا

إنما ليس من حقك على الإطلاق

أن تهبط بالبراشوت على الخيام

وتحتلب من الأغنام النفيسة شمع أصابعك

فهذا الشراب لا يليق الآن بمزاجية يومك

راعي الشعر القديم كان جميلاً صافيا

يحرث بفكره ويروي بعرقه

كل مايليق بشخصية يومه

ولذلك أنبتت شموسه الدواء المناسب

للأشياء والمسميات وأسرار الخفايا العظام

فشربت الأشجار والطيور من نبع أصابعه

أغنية الحياة المموسقة بالحضارة والمجد

هذا الراعي العبقري المرصع بالسخاء

أهدى أنفاسك المظلمة شمعة

أنت من أطفأ جذورها العتيقة بالنسخ الأعمى

والأكثر قسوة من كل هذا

إنك تركت لآلئها في المتاحف مستباحة للغبار  !

واكتفيت بمصمصة سيرتها الأولى يوم ولدت !

كان من الأفضل أن تصب دمعة أناك في فكرك

وتمسح من عليها هذا الغبار لترى وجهها الظليل

سيعكس لأظافرك ما ينمي قدراتك الدماغية

وبذلك تستطيع بمساعدة حكمة الأشواك

أن تجعل هذه الشمعة شمس آمالك

التي تعلقها في سماء الغد

ليتذكرك بالكرم والسخاء

كما نتذكر نحن الآن سيرة الراعي الصالح

ولتعلم أيها الشارد إن كل ما دون ذلك

سيجعلك تقف بهدوء أمام مرآتك

تبصق بجنون مدرار على أصابعك المستنسخة

الآن أسمع صوتك المرتعش فقط ولذلك لا أراك

أتقول أنني مثلك ؟ أتحداك على الملأ

إن أمسكت زهرة قديمة واحدة في آنية أصابعي

أنا يا أنت لا أخرج من رأسي في الظلام

كي أبحث عن موسيقاي في نغمات غيري

لي على غصن الفطرة حكمة خاصة بانفعلاتي

تجعلني أسير على الأشواك بعلو شاهق

أدهسها جيداً وأصنع عطراً لنجمات السماء

 

محمد أبوعيد


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *