الفوضى الخلاقة و غير الخلاقة في الفن
و الأدب و الثقافة
العقيد بن دحو
حين سئل
افلاطون ما الفرق بين الفوضى و النظام!؟
اجاب :
الفوضى نظام غير مرئي !.
ثم سئل : ما
الشاعر !؟
اجاب :
الشاعر جنون سماوي !.
ولأن جل
المذاهب و المدارس الفنية الأدبية الفكرية كانت على اساس و أسس تصورات فلسفة فكرية
خربية أكثر منها سامية، و لان معظم رجالاتها كانت رجالات حرب. أين تشكل أسطورة
فنان من كاهن او رجل دين : فعل المعرفة ، و من شاعر فعل الخلق و الإبداع، و من
الجندي المقاتل فعل القتل.
تبدو للعين
المجردة فكرة الفوضى الخلاقة فكرة حرية بامتياز ، لكن ما تحت العدسات المجهرية
المخبرية الالكترونية يكتشف الباحث بأنها ايضا بالفن و الأدب و الثقافة و لا سيما
منذ ظهور ( الانطباعية) اذ تحلل الكائن البشري ليس على موشور زحاجي كما هي في
قوانين الضوء ( الانعكاس - الانكسار ) او حسب (قرص نيوتن) أين يتحول الضوء الأبيض
إلى ألوان الطيف السبعة ، باستثناء ( اللون الاسود) الذي يمتلك جميع الأشعار
الضوئية الوالدة اليها و لا يعكس أحدا منها.
لقد تحلل
الكائن البشري إلى لون و ضوء ، و كتلة و مساحة وحجما ، إذا صار ما يميز الأشياء
يميز البشر ، بل يميز القيم.
وعندما نخلط
بشكل مخادع ما هو ثقافي و ما هو فني و ما هو ادبي بماخو فلكلوري فتمة فوضى غير
خلاقة ، بل هي فكرة استعمارية فرنسية حين كان تريد من الشعب الجزائري ان يبدو
فلكلوري أكثر منه نفكر او أديب او مثفف.
ولا اعتقد
يوجد واحد من هؤلاء يملك سلطة ادبية يعرض نفسه أمام الجماهير في مشهد كارنفالي كما
تعرض اليوم الفرق التقليدية.
هذه المشاهد
(...) أسمى فوضى غير خلاقة و تليق بالصرف الاخر كحداد يليق ( بالكترا) . او فكرة
فرق تسود!.
صحيح انتشار
المذاهب و المدارس الفنية ياهمت كثيرا في انتشار ظاهرة الفوضى ، لكن ان تمزج
الحليب مع الماء فهذا شان آخر.
اما تلك التي
كان يعني بها افلاطون نظام غير مرئي ، حين يخفي المبدع تحت مرحه و سروره كلمات
فكرية و فعلية و أنظمة تنفي اللحظة؛ تكتب من ذاكرة المستقبل لفظا و لحظا و اشارة.
كن فوضوي و اكسبني معرفة ما وراء الزخرف ، ما وراء البهجة، كا وراء الازدراد ،
عندما يفترق الجمعان و لا تخلف وراء الجمهور و الاحتفال الكثير من النفايات ، و
انما العديد من الانطباعات المعاشة ووقائع الشعور و افكار نشاريع اخرى قابلة
للنقاش حضارية تصل بين ما هو ثقافي إلى ما هو شعبي حتى لا اقول شعبوي
.
تمة فوضى
بالفن و الأدب و الثقافة ، لكنها فوضى من فوضى شعبوية ويكون من الخطيئة ان تسمى
جمهورا و ماساة ما بعدها ماساة ام تسمى على الخلق و الإبداع!
فوضى اليوم
هي ما بعد الفوضى عندما تجد الصفوف قيادة تقوم على التخطيط مجددا...التنظيم...االمراقبة....المتابعة...التقييم...التقويم...اتخاذ
القرار.
وليس
الاختبار وراء الكرنفالات.
أخرجوا من
تحت عباءات وجلابيب وبرانس الفلكلور واستعرضوا لنا عضلاتك الفكرية و تصوراتكم
الذهنية.
ساعتها سيظهر
على ركح الساحة من الفارس و من (الكومبارس) !
كان النظام
في أوجه وغابت الفوضى الخلاقة و غير الخلاقة اساس كل إبداع