جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
أريج محمدمهرجانمهرجان الطفل العربي

أدب الطفل (المفهوم الأهمية الرواد التحديات _تجربة الأديب نشأت المصري نموذجاً)

 

أدب الطفل (المفهوم الأهمية الرواد التحديات _تجربة الأديب نشأت المصري نموذجاً)

--------------------------------------------

بقلم : أريج محمد _ السودان



[] مهرجان الطفل العربي []_______

                  اليوم الأول (٢٩نوفمبر)

                  * الأبحاث والدراسات

                   -----------------------

أدب الطفل (المفهوم الأهمية الرواد التحديات _تجربة الأديب نشأت المصري نموذجاً)

--------------------------------------------

بقلم : أريج محمد _ السودان

---------------------------------

أدب الطفل هو نوع من أنواع الأدب تم تصنيفه على أساس الفئة العمرية وهو الأدب الذي يقدمه الكبار للصغار في مختلف المجالات من خلال وسائط متعددة (كتب ،قصة ،شعر ،مسرح ، برامج) بهدف  غرس القيم الاجتماعية الدينية الوجدانية  والمثل وزيادة المعرفة في شتى المجالات

(اجتماعية،علمية،ثقافية،دينية ،تاريخية )وبذلك يكون أدب الطفل هو عبارة عن تشكيل فكري لغوي فني وهو بذلك ضروري جدا في التنمية الثقافية المجتمعية استناداً على ان الطفل (المتلقي) لهذا الأدب هو حجر الأساس في بناء المجتمعات والنهوض بها .

تعرفت على هذا النوع من الأدب في مرحلة مبكرة جدا (الطفولة) الشيء الذي أسس جيداً لتكوين ذخيرة معرفية وثقافية متنوعة لدي ساهمت في منحي شخصية اجتماعية تتمتع بالثقة النابعة من كيفية التعامل مع المحيط والآخر وسلامة اللغة نطقاً وكتابة مشفوعة بكم من المعلومات تعد انجازاً لطفلة في تلك المرحلة مما نما بداخلي حس الاستزادة تبعا لذلك الشعور بالتميز والفرح الذي كان يغمرني كلما قرأت كتاباً جديداً جنباً إلى جنب مع الاستماع الى القصص التي كانت تقصها علينا الوالدة في تلك الفترة الأمر الذي يقودنا الى اعتماد السرد الشفهي من خلال الاستماع من الأهل وفي اعتقادي ان التفاعل مع الأدب المسموع يكون أكبر من قبل الأطفال في مراحل الطفولة المبكرة  نسبة لأن القاص يوظف كل حواسه لتوصيل المحتوى (صوت ، حركة الأيدي وتعابير الوجه)ممايحفز الطفل على المتابعة وبالتالي التقاط المعنى فتتحق الاستفادة الفكرية والتسلية .

تكمن أهمية أدب الطفل في انه واحد من الدعامات الاساسية التي تسهم في تكوين وتشكيل عقلية الاطفال وتصاحب مراحل نموهم لاعدادهم لمستقبل زاهر يشرق منهم ويقوم عليهم ولقد بدأ الاهتمام بأدب الطفل مبكراً فالبداية الشعرية كانت مع الشاعر أحمد شوقي وفي القصة مع كامل الكيلاني الذي يعتبر هو الرائد الحقيقي في كتابة قصص الأطفال والترجمة في المسرح والشعر وقصة "السندباد البحري" هي أول اصدار له في عام  1927م .

ومن الأسماء الرائدة ايضا الأديب المصري محمد عطية الإبراشي الذي قدم السلسلة الشهيرة المكتبة الخضراء مع مجموعة من الأدباء مثل يعقوب الشاروني من مصر وسليمان العيسى من سوريا وثريا عبدالبديع من مصر وعبدالكبير من ليبيا .

أيضا من الرواد في هذا المجال الدكتور عبد الله الطيب "الأحاجي السودانية" والأديب الطيب صالح الذي قدم مجموعة من القصص الخيالية للأطفال باللغة الانجليزية والأستاذ عبدالله ساتي  ، وأحمد محمود نجيب من مصر الذي يعد أول من الف كتاباً عن الكتابة للأطفال بعنوان "ادب الأطفال علم وفن" و"مغامرات الشاطر" حسن وأيضا العربي بن جلون من المغرب الذي كان مهتماً بثقافة الطفل والتاًكيد على الجانب النفسي ومعالجة المشكلات النفسية التي تواجه الأطفال مثل الخجل وعدم الثقة عن طريق القصص ومن مؤلفاته 'قصص الطفل الناجح" .

أدب الطفل نوع من الابداع يحتاج إلى مواصفات خاصة ودقيقة لانه يخاطب شريحة مهمة في مرحلة عمرية طويلة تمتد من عمر الطفولة الى سن الرشد وأن كل فترة لها متطلباتها تبعا للتغيرات التي تحدث في نفسية الطفل خلال فترة نموه وصعوبة التعامل مع هذه العقول الصغيرة التي تحتاج الى من يأخذ بيدها لوضعها ف المسار الصحيح وتوجيه طاقاتها نحو اهتمامات اخرى غير اللعب والتسلية تصب في اكتساب القيم والمعلومات وتعريفهم بالالتزام المعرفي وتنمية مهاراتهم واكتشاف مواهبهم وتنميتها لكل ذلك توجب ان تتوفر اساسيات في كتابة هذا النوع من الادب مثل اللغة والاسلوب والمزج بين الخيال والواقع والقيم والافكار والتسلية وروح المغامرة ايضا لابد من توفر المعرفة بنفسية الطفل والتركيز على الاشياء تساعد على جذب انتباهه واعتماد الطرق التي تجمع بين ما يشبع رغباته الطفولية من لعب وحب الاكتشاف مع الاجابة على تساؤلاتهم بطرق بسيطة وواقعية إضافة للمحتوى المراد تقديمه خاصة اننا اليوم نتعامل مع طفل يواجه كماً معرفياً هائلاً في ظل هذا الانفتاح (التكنولوجيا) فيجب على الكاتب مراعاة أن عقلية طفل اليوم تتلقى العديد من الاشارات فلابد من المواكبة في الطرح واللغة والاسلوب والوسيلة ودمج الفائدة الفكرية بالمتعة والتسلية .

مؤخراً وبعد انقطاع دام لسنوات عديدة اطلعت على بعض الكتب الموجهة للطفل وهي من تأليف الأديب المصري نشأت المصري صاحب التجربة الأدبية الابداعية الكبيرة المصقولة بالتجربة مما جعل خطواته في مجال أدب الطفل تتسم بالتمكن

وتتوافر فيها شروط الكتابة للطفل ومن خلال اطلاعي علي مجموعة متنوعة من مؤلفاته أذكر منها على سبيل المثال "على حائط جودي" وهي مجموعة قصصية تقدم محتوى يمزج بين العلم والثقافة الاجتماعية والمثل والقيم جاءت في قالب مزج فيه الأديب باقتدار مابين الفكر والتسلية وقدم محتوى يحترم عقلية الطفل كذلك قرأت "أجمل الأيام" وهو ديوان شعر "ورحلة بلا نهاية" وهي حكايات شعرية اعتمد فيها الكاتب صوراً تمزج بين الخيال والواقع بطريقة رائعة تمكن من خلالها مواكبة حقيقة ان هذا الطفل موجود وسط مكان محدد ولكن عقله في حراك دائم وانتقال مع ما يتابعه عبر وسائل التكنولوجيا الحديثة ،بالمجمل تمكن الأديب نشأت المصري من تقديم محتوى أدبي فكري ثقافي تاريخي للطفل وبطرق استوفت كل شروط الكتابة الابداعية للطفل مع التنوع في الوسائط (قصة،شعر،حكايا شعرية) مواكباً لما حوله من طفرات متسارعة ووضع الطفل داخل اطار كل ما يحيط به مع امكانية مشاركته والاستماع له ايضا ،لفت انتباهي أيضا جمال تقديم الكتب من عناوينها واغلفتها الرائعة والصور الملونة الزاهية "الرسوم التوضيحية"التي رافقت السرد ونوعية الورق مما يسهم بشكل فعال في انشاء حضور قوي لكتاب الطفل منافساً في تحديات العصر الممثلة في الهواتف الذكية والألعاب الالكترونية وأفلام الرسوم المتحركة والموقع الاسفيريةوالتي هي بمثابة بوابة معرفية ضخمة تقدم كل شيء باسلوب جاذب ولكن بطرق غير مقننة وغير آمنة أحيانا ان لم تكن تحت اشراف مباشر ودائم مع ملاحظة صعوبة تحقيق هذا الأمر بصورة كاملة ،ولقد نال الأستاذ نشأت العديد من الجوائز على هذه الانجازات وغيرها الكثير في أدب الطفل مثل:

جائزة الدولة التشجيعية في أدب الطفل في الشعر

1998م

وجائزة اتحاد الكتاب في أدب الطفل في القصة  2007م

أدب الطفل بحاجة إلى الكثير من الدعم من الحكومات ممثلة في وزارتي التربية والتعليم والثقافة فالأمر ليس مجرد تأليف وانما يحتاج الى وضع خطط واستراتيجيات واضحة ومدعومة للنهوض اكثر وتفعيل دور أدب الطفل بمجالاته المختلفة هذا إلى جانب تفعيل دور النقاد في المواكبة لكل مايطرح فالنقد الأدبي مهم جداً في تسليط الضوء والانتشار وتجويد الأداء وبالتالي التقصير النقدي يكون له تاثيراً سلبياً بكل المقاييس .

الجدير بالذكر الإشارة لبعض الفعاليات المهتمة بهذا الشأن في العديد من الدول العربية والتي تقدم من خلالها الدعم والتحفيز للأطفال نحو المزيد من الاطلاع إلى جانب الاهتمام بما يقدمه الطفل نفسه من محاولات ابداعية متنوعة تمثل بذرة تحتاج إلى الرعاية والاهتمام .

شكراً جزيلاً للأديب والناقد والمترجم حامد حبيب على إقامة مهرجان الطفل العربي في مجموعته الرائعة "الطفل العربي" للاحتفاء بأدب الطفل العربي ومناقشة القضايا المتعلقة به بهدف تعزيز التوعية بدور هذا الأدب في تنشئة مجتمع سليم .


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *