جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
آراءAkid Bendahou

عودوا إلى الكلاسيكيات فإنها تحمل تفسيرات حديثة

 

عودوا إلى الكلاسيكيات فإنها تحمل تفسيرات حديثة

العقيد بن دحو

لم ار ادبا و لا فنا و لا فكرا خصبا نافيا للحظة، و ضاربا بوحدتي الزمكان مثل ما هو عند التقليد الاغريقي او الروماني الأخلاقي.

لا أعتقد اليوم لاي شخصية معنوية كانت او تمتاز بما تمتاز به القيم ، او حتى مناهج و برامج الدول الدراسية الدنيا او العليا البيداغوجية او حتى الثقافية منه الاوندراغوجية او الاونثربولوجية  تستغني على أمهات روائع الفكر الانساني الخالد. الكلاسيكيات عموما لم تصل الينا عن طريق التدوين او الترجمة عرب و عجم فحسب ، و انما حسب طبيعة هذا المذهب او المدرسة الأدبية الفنية الفكرية الجميلة السلسة الإنسانية التطهيرية التكفيرية ( الكاتيرسيز). المكنون ، رغم أنها اورستقراطية الشكل ، تخاطب مباشرة الابطال و انصاف الآلهة والالهة بالمرة ومن اعلى الى اسفل.

غير ان المحدثين من الأدباء و الفنانين و المفكرين  و كذا النقاد، و مع التطور الحضاري و الثقافي للشعوب و الامم ا6ستطاعوا ان يكيفوا ( القضاء و القدر) الاسطوري الذي لا مرد لمشيئته بما يلائمه في عالمنا المعاصر التفكيري التغيري .

متخذين الإنسان موضوعا و من العالم موضعا و من العصر المعاصر عصرا ووقتا وزمنا.

وان الزمن لاله رحيم كما قالت الاغارقة في مكان هو كل مكان و في زمان هو مل زمان.

ونموذجا او امثولة :  لعل (جون بول سارتر) المفكر الوجودي المسرحي هو اول من انتبه إلى تفسير النص الاغريقي التقليدي الكلاسيكي الاخلاقي الاغريقي تفسيرا جديدا حديثا ، وصارت القصة القديمة بما يتلاءم مع ظروفه ، بل فرض تفسيره على جل المخرجين يوم ذاك.

ولعل مسرحيته الشهيرة ( بالذباب) او ( بالندم) المقتبسية عن " ثلاثية اسخيلوس " : ( اجاممنون - حاملة القرابين - اسخيلوس) او هي ( الكترا) للشاعر الدرامي صوفوكليس / او صوفوكل.

لقد جعل من الاحداث القديمة اسقاطات على الأوضاع الجديدة ، يمكن بسهولة ملاحظة فلسفة سارتر الوجودية وخصائص أسلوبه.

فربات النقمة يصبحن ( ذبابا) ، تضرب به الآلهة مدينة ارجوس الاغريقية. ويحل العفن و العطن بين اهاليها ، ان ارجوس المدينة هنا ما هي إلا باريس ، و الذباب هنا هو صور الكائنات الادمية التي تقطن داخل ثخوم المدينة.

كل هذه التصورات و الفلسفة و مجموعة التصورات كانت خليقة لهذا التغيير. وللاخراج الحديث بدلا عن الإخراج الكلاسيكي الذي لم يعد يتماشى والتطور الفكري الاجتماعي..  قد نجد هذا التطور الحاصل بالمثل مع ( اورفيوس) ، و ( اجاممنون) ، و ( بجماليون) مع " كوكتو".

اذن من جهة اخرى و بالمقابل انقذت الاخراجات الحديثة الكلاسيكيات من ترسبات الماضي السحيق ، ومن نبل و من نموذجية الابطال و أشباه الآلهة و الآلهة بالمرة.

وبالتالي جعلت هذه التفسيرات الحديثة اكثر انسانية ، بل انسنة الانسان ، و جعلت من صوت الإنسان من صوت الاله.

كما توقفت تلك النظرة الإنسان من الآلة/ Homo ex dei ألى فكرة الإنسان و عن طريق الإنسان إلى الإنسان.

كما أن أعطي تفسيرا مجددا للقضاء و القدر و جعله يتماشى و العصر الحديث.بمعنى ما القضاء و القدر الا مجموعة من الفئة الاوليغارشية او اسلوب الحكم الديكتاتورية الذي يتحكم في مصير الخلائق. ايضا. لم تعد وحدة الزمن  بذاك الوقت الطويل دو رة الشمس الواحدة ، اي يوم و ليلة لسير الاحداث المسرحية التقليدية  او تلك اللغة الشعرية الفضفاضة  التي تلقي بظلالها الفخمة النبرة و الإيقاع الموسيقي الثقيل ، المكتنزة  بالصور البيانية و صيغ المبالغة ، ولم يسمح فيها بهجو او اسفاف او سفور او سقوط.

كما ضربت الحداثة و التفسير الحديث بوحدتي المكان و الزمان ، كالانتقال من مدينة إلى مدينة ، و الجوقة اليونانية او الاغريقية التي تمثل العدد الهائل (15 - 50) عضوا بين منشد وراقص اقتصر على فرد واحد رئيسا للكورس او الجوقة؛ نيابة على سائر الشعب الاثيني .

مهما يكن الكلاسيكيات ستظل من اعرق المدارس و المذاهب الفنية الأدبية الفكرية لدى الناشئين و للمبتدئين الذين يمكن من خلالها ان بتمرسوا و يتدربوا على قاعدة و أرضية صحيحة كمكون و كمنطلق  إلى أفق ارحب ، يكتشف من خلالها تطوره الانساني الفكري و النفسي و الذهني ضمن بيئة يجتهد دوما ان تظل سليمة خالية من التلوث بمعناه العميق.

ولأن الخطأ دائما وارد في هذه الحياة  ، و أصيل بالذات البشرية ؛  يمكن التقليل منه لكن لا يمكن القضاء عليه ، يظل الاجتهاد مطلب الأجيال على مر العصور في سبيل استقلال و نيل حريتهم ، حيال الخير و الشر ، و سوف تكون نهاية هذه الحرية و فق نهاية التاريخ ، هذا التاريخ الذي ما فتئ يعيد نفسه في دراما كونية تنتقل بنا من فوضى غير مرئية افلاطونية إلى فوضى خلاقة إلى فوضى تدمير.

تاريح يعيد نفسه مرتين: مرة في شكل ماساة و مرة في شكل مسخرة حتى لا اقول في شكل ملهاة.

 تاريخ و شبيه بالتاريخ لبناء حضارة جتى لا نعود إلى ما قبل التاريخ مقلدين و إلى جنون التاريخ الى الحروب و الاوبئة و التشرد و الجماعات، و لا إلى الصفر التاريخي حيث نكرر المكرر و نجرب المجرب.6

اذن العودة إلى الكلاسيكيات ، هي العودة إلى الاصل و ما أحوج المدرسة الجزائرية و الجامعة الجزائرية ان تعود إلى المذهب الاغريقي و الروماني جنبا إلى جنب المدارس العالمية الاخرى لترى نفسها فيه مجددا، كما راته في نص ماساة ( اونتجون) للشاعر الاغريقي " صوفوكل" من سنة 1954 و التحقت صفوف الجماهير مع صفوف الممثلين محع صفوف الثوار مكونين اكبر ملحمة جهادية شهدها التاريخ البشري.

لا أعتقد يوجد نموا فنيا و ادبيا و ثقافيا بعيدا عن الكلاسيكيات الإنسانية. يقول ( هوراس) الروماني : "  اتبعوا أمثلة الاغريق و اعكفوا على دراستها ليلا كما اعكفوا على دراستها نهارا " .

 و يقول الأستاذ الفرنسي (كروازييه / Croisiet : " ان في خيال اليونان فكرا وفي شعوره روحا وفي شهواته روية فانتج ادبا انسانيا يشعر فيه المرء بقرب من حياتنا وبامعان في تفهم مشاكلنا في نغم جميل محبب إلى النفس ، له وقعه في القلوب الصادمة وقعا مباشرا ".


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *