قراءة في قصائد ل: رانيا الفاهوم" من (الناصرة/فلسطين) بقلم : حامد حبيب
قراءة في قصائد ل: رانيا الفاهوم
" من (الناصرة/فلسطين)
بقلم : حامد
حبيب_مصر
¶|ملتقى النقد الأدبي العالمي"¶|
_اليوم الأول(٢١ يناير ٢٠٢٣م)
عيناكَ
بوصلةُ مسارى
وأهدابُها
أسوارُ القُدسِ البعيدة
هل يعشقُ
أسيرٌ قيدَه
ويهوى نبراتِ
صوتِ جلّادِه ؟!
..................
في عالَمٍ
واسعٍ رحيب،لاتحُدُّه حدود،ولايدخله سوي
الشعراء ،
فيصنعون فيه حكاياتِهم ،ويتجاوزون فيه
حدود الزمان
والمكان ، تدخل (رانيا الفاهوم) _ من
الناصرة_هذا
العالَم ، وتحلّقُ فيه كيفما شاءت،تأخذنا
معها في
رحلةٍ من رحلاتها ، مع قصائد تخلّقت في
رحم هذا
العالَم الخيالى الرّحب.
الأمرُ أنَّ
النورَ في قلبِك لاينطفي
وانَّ روحَكَ
النيِّرة
هي بُقعةُ
الضَّوء الوحيدة التي...
تُبصرها
عينايَ في هذا العالَم المُوحِش
.......
أن أضعَ راسي
علي روحِكَ وأغفو
ولاباسَ أن
زارني الحنينُ وقتها
لِلحدّ الذي
أعلمُ فيه جيّداً
أنَّ شجرةَ
حُبِّك في قلبي
لن تذبُلَ
ولن تموت
وأنَّها
ستُثمرُ ظهراً أبيض
يحملُ
رائحتَك
وتتدلّى من
أطرافي
من قلبي
ووريدي
---------------
هكذا
الشاعرُ مخلوقٌ غريبٌ ذو عَينٍ ثالثة معنويّة ،
تري في الطبيعةِ
مالاتراهُ العيون ،
وأُذن باطنيّة تسمع من همسِ الأيام
والليالي مالا تعيه الآذان .....
ينظرُ إلي
وردةٍ ذابلةٍ فيري
فيها ماساةَ الدهور،
ويسيرُ في
الحقلِ ، فيسمع أغاني البلابلَ والشحارير
وليس هناك
شحارير ولابلابل.
...............-
أدركُ كيف
سيكونُ قلبي
لو لم تكن
فيه
وانت تزرعُ
الياقوتَ بقلبي
كلّ ماتلمسه
يداك يتحوّل لِجَنّة
-------------------
فتلك الروح
لكي تسمو إلي مستوي الشاعرية ، لابدّ
وأن تنسجمَ
مع أرواح الاشياء ، ويزول الخلافُ بين
الداخلي
والخارجي.
...............
اللّيلُ
مُظلِمٌ بلا حديثِه
وانَّ
النهارَ مؤجَّلٌ شروقَ شمسِه
ستُدركُ أنَّ
الروحَ تُغادرنا دُفعةً واحدة
حين ينعقد
لسانكَ عن الحديثِ
بوجعِكَ جهرا
وتغدو
الكتابة ُ رئةً ثالثةً
تمتدُّ إلي
قلبِك
واطرافِ
يديكَ الباردة
----------------
هذا هو
الشعرُ ...هو بطبيعتِه تعبيرٌ
عن دهشةِ
الإنسانِ في
مواجهةِ الظواهرِ الغامضةِ في الّنفس
والكَون ،
يجسّدُ فيه الشاعرُ
أحزانَه وافراحَه
واحاسيسَه
البسيطةَ والمُرَكَّبةَ علي السّواء .. وهو
هاجسٌ لُغوي
يرتبطُ بتجربةِ الإنسان في
تنوعِها
وعُمقِها
،وسُمُوِّها إلي المُطلَق.
لِمَ التقينا
الان ؟
بعد أن
تحطّمنا علي ألفِ عُكّاز
ووطانا ألفَ
قلبٍ
وتكدّسَت
فينا ألفُ ذاكرةٍ
لما عادتِ
الأشياءُ مرّةً واحدة...؟
----------------
هي موهبةٌ
لاشك فيها...وماالإبداعُ الأدبي الّا وليدُ
تلك الموهبة
، التي هي العنصر الحاسم فيه.
تأسست بِنيةُ
القصيدةِ لديها علي الصُّور المتحركة
داخل أعماق
النفس ممتزجةً بمشاعرَ
فيّاضة
نضحت بالصِّدق
فتسلّلت بلا معاناة إلي
قلوبٍ
عاشت تجاربَ
مُشابهة ، وبالتالي ،يُكتَب لِمثل هذه
التجارب
النجاح لجذوةِ تأثيرها .
هي أيضاً
تُقلِّد قصائدها وشاحَ لُغةٍ راقية ومفرداتٍ
تلائمُ جوَّ
القصيدة،هذا الانسجام اللغوي التصويرى
الشعوري،
يجعل كلَّ وحدةٍ شعرية تنسابُ رقراقةٍ
كموجةٍ
تتلاحمُ مع أخري ، فتتشكل فيها روعةُ
المشاهدةِ
والتأمُّل...لاصَنعةَ ولاتكلُّف.
من ذلك
أخيراً:
وأوُّلُ
معزوفةٍ تطرُقُ سمعَك
تهديكَ من
ثَوبِ المغفرةِ ألحاناً
وتُرتِّق
فجوةَ الغيابِ
وتُقلِّصُ
خارطةَ اللَّهفةِ
وتضاريسَ
الأشواق
________
عبورٌ سريعٌ
ببعضِ قصائدِها يُلقي الضَّوءَ علي
طبيعةِ
وروعةِ إبداعِها ، واستحقاقِه للقراءةِ
والاهتمام ،
وعلي تلك المشاركة النسائية في
إثراء الحركة
الشعرية في الوطن العربي.
_______
تحياتي
للشاعرة العربية : رانيا الفاهوم
مع تمنياتنا
لها بدوام العطاء الإبداعي.
----------------------
حامد حبيب_
مصر