جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
علي حدادقصة

قتلة النوارس.. أو المالة صاحب

 

علي حداد

قتلة النوارس.. أو المالة صاحب

قصة علي حداد            

                        

الكلمة

لاتكتمل دعائم ..الحزن والوحدة والدمار .الا ومعها ظلم وقسوة ... تدفعنا الى الهروب من الحياة..او العيش فيها بجنون !!!!!                                                               

الاهداء : إلى مصطفى جواد .وسالم الآلوسي .ومؤيد البدري .وكامل الدباغ... الحرفيون في صناعة البهجة .....                              

علوان الشرطي هكذا ينادونني اهالي محلة الكولات والدهانه  وابو سيفين

 ..او يسمونني الاحبة .علوان ابو الواشرات .. ما يرمون اليه < الرشوة> واليوم أطلقوا عليها اسما غريبا لايستقبله رأسي.. الفساد الاداري ..ماأردت قوله عن  الضابط الجديد الاعرج الذي حل علينا منذ اسبوع  ناداني وهويصيح   :                  

 _    علوان ..علوان ..حيوان ...

_      نعم سيدي ... علوان ...انا علوان

عدت الى سنوات بعيدة جدا ..عندما كان عدد سكان بغداد لايتجاوز المليون نسمة  وحين كان عدد سكان العراق سبعة ملايين نسمة ..وحين اعود الى مركز شرطة  ابوسيفين والى ضابط  قذر يدعى حسان   < ابو شفة>كان يصيح ولأكثر من مرتين علوان ..علوان ..وحين لااسمعه يصرخ

 ..حيوان ..حيوان ..واحيانا يقولها لمرة واحدة ،فانقذ نفسي   بالصياح .

-  نعم  سيدي

 في ذلك الوقت كانت احقادنا لاتتحول الى عدائية تصل حد القتل ..يوم كانت شوارع بغداد تغسل عصرا بالماء  ..ويوم كانت تزين اشجارها الطيور الملونة .. وحدائقها تضج  بالعصافير الصغيرة . وكان لون السماء ازرق  بلون مياه دجلة ... و السيد ذكاء الذي كان يرمي لنوارسها الخبز ..سنوات طويلة ولازال الى يومنا هذا تنتظره النوارس ان يرمي لها الخبز..وكانهم على موعد معه وحين يسافر الى  لبنان يتصل باصدقائه وهو يحترق

..عليكم؟؟ للنوارس الله _ < وكلتوهم> ...

كانت  النورس تشبع يا ذكاء لانه كان هناك الف ذكاء ..يوم كانت بغداد تغسل عصرا ..واهلها كانت  تذهب الى السينما وهم يسالون الخارجون منها  -

شلونة الفلم ؟   _

- لا تتورط ..

والى السينمات الصيفية .والمسارح ..ومشاهدة السيرك .عشاق ..يزهو بهم  شارع ابو نؤاس  وكورنيش الاعظمية و شارع الرشيد  وشارع النهر الذي يحف بهم حين يريدون الزواج ..  بثيابهم النظيفة والمكوية وهم يركبون الربلات .هي عربة تجرها اربعة خيول تنطلق من الطيران الى باب المعظم ..وارجلها تردد طربك .طربك.وايام المطر تتغير النغمة ..طربوك طربوك ...

 الايحق لنا ان نتسأل من سرق ليل بغداد ..ومن يقتل نوارس ..الايحق لى ان انفجر..كما انفجر الشاعر انيس عطا

 ولت لياليك ..

لاكأس ولا طرب ..

واقفر الدرب لا لهو ولا لعب ..

ولا مظلة عشاق تسائلها لقيا حبيب

له من سحره عجب..

نعم بأمسك كان الصفو مكتملا

وطوعك الليل والكاسات  والعٌرٌبٌ ..

كنت المغنى ..

وتسقى صرفة صافية لكنها اليوم .نكراء وتحتسب ..

 ان واشراتي القديمة لم يكن لها تأثير انفجارات ..ولم يكن لها دوي اليوم ..كانت بلا ضحايا ..بلا دم..واشراتي لم تخلف ضحايا ..ارامل ومعوقين..واشراتي لم تعطل .مسطر العمال عن العمل .ولم تؤخر ماكينه الدولة عن الدوران .. ولا عن لملمة القمامة التي باتت تزهق ارواح الناس .. المهم سادتي انهم اعادوني الى الخدمة كخبير.. والحقيقة كنت اعرف السراق والمجرمين واعرف عن ظهر قلب اين يقضون سهراتهم  فمثلا اذا سرق احدهم محفظة< جزدان > سيدة في سوق الصدرية مباشرة اجر نفسي الى مشرب السمان في حافظ القاضي  لاجده يكعكع ثالث زجاجة بيرة ...وهكذا اذا سرق دكان في سوق حنون ... وووو ...

ويوم حدث انفجار ساحة الطيران ..كنت على مقربة منه فهرعت لاأرى الشرطة تجرد الشهداء من نقودهم وساعاتهم اليدوية .وأحذيتهم الجديدة ..انتم لا تصدقونني لاني مرتش قديم وسافل قديم ومنحط قديم ..لكني اليوم اواجه نفسي وجها لوجه ..لم يسبق لي ان رأيت شرطيا قديما يفعل ما اراه ..لم ار شرطيا يقتل ويسرق ويطلق سراح قاتلا للشعب مقابل اجر ..جمعت موبيلات ..هواتف ..الشهداء .ثلاثون جهازا . وفي صباح كل يوم كنا نجتمع لتناول افطارنا نحن الشرطة وكانت الهواتف ترن وترن ..وترن  .. عراقيون

الو عبد الله  ...الو كوركيس ..ألو كاكة حمه.. الو ام نشوان ..الو ... ألوووو..

الا واحدا لم يقبل ان يرن  ..اسميناه نحن شرطة ابو سيفين .. والموقوفين على ذمة التحقيق ..  ب ..الماله صاحب..واليتيم... وكنا جميعا نتساءل بأستغراب ..هل من المعقول ان لايكون له أب .. أم  ..أخ ..أخت ..جيران  .. اوحبيب اوصديق  اوقريب......حبيبه..زوجة ...او ..او...

وكانت ثلاثة عشر من الهواتف قد فقدت بقدرة قادر ..كنت اعرف من سرقها انه الضابط <  صديق  حسان ابو شفة >  ويوم اوفدت لجنة  النزاهة محققيهم .. اثلجت قلبي وهي تخاطبه بحده :

    _ ياحيوان ..لمن بعت هواتف الشهداء

قيدوه واخذوه .. صار مثل جرذ وهم يجردوه من رتبته ..كان ينظر الى كأنما يقول لي :-

 _  فعلتها  ياحيوان !!!؟؟

الحقيقة اني شعرت بغبطة لامثيل لها ..وكانت نظراتي تقول له بحيوانية :-

_ نعم  ..وانا فخور  ...بما فعلته يا اعرج الكلب !

    أقول هذا  يوم كانت بغداد لبغدادها ..وليس لمن وفد اليها  ليقوٌم اهلها او ينتقم منهم .. لالشيء الا لأنهم لم يقبلوه مواطنا بغداديا ..

 وذات يوم شتوي ممطر  ..وبعد ان لطخ المواطن العراقي اصبعه بحبر الانتخابات ..وحين كنت اتناول طعام الافطار دخل علينا و

افدا جديدا يرتدي حلة سوداء ووجه بلحية قصيرة تزين اصابعه خواتم فضية تلعب بهما مسبحة سوداء .. عاد حسان ابو < شفة> بلباسه الاسود الجديد ولحيته الجديدة وخواتمه الجديدة ومسبحته ال 101 السوداء < بكركوشة > خضراء تلمع

  عاد ضابطنا  بحلته الجديدة  رأيت الى عينيه كأنهما تقولان لي :-

_  لقد عدت بشفتي ..ابو الواشرات !!!!

وهو يضيف صارخا :-

_ اصطحب معي المجرم ..مخرب الحياة ..ذكاء قاتل النوارس !!!

وفي ذات صباح كنا نتناول افطارنا ..وحين كان الشاي تتصاعد منه الابخرة ..كنا مبهورين جميعا   ونحن نسمع الهاتف .. رنين اليتيم ...  المالة صاحب ..

.... موطني ...موطني .........موطني.........


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *