"الغميضة"..
ماهر محمد
تعرفين لعبة
الغميضة،
ما زلت
مختبئاً من أولاد حارتنا
مدرس اللغة
العربية وحروف جره ونصبه
من ورشة
الحدادة
من دوريات
التجنيد
من أبي لأدخن
سيجارة
من دوريات
الجمارك
من خفر السواحل
من سعادتي
من ومن
ومن...
حين خرجت
لأتنفس قليلاً،
لم أجد
الكثير ممن أعرفهم،
منهم من
اختبأ في المهجر ومنهم في القبر
وجدت أبي
يحمل أوجاعاً لأمي على ظهره
ووجدت وطناً
غير الذي أعرف.
وجدت حرباً
طاحنة قد حصلت
وأن بيتي بات
مختبئاً مثلي..
أما أنت!
أنت التي اختبأت
تحت السرير
فوجدك رجل
غريب
أما أنا
فمازلت مختبئاً منذ ذلك العمر
ولم يجدني
أحد..
******
"حياة"..
للمسرح الذي
فتح لي ذراعيه
وخشبه
المهترئ جراء أحزان رطبة
من أنهار
رواياتٍ لبيوتٍ وشوارع عبرت أسفله..
ستائره
الممزقة إثر مشاهد حقيقية
لمدينة أدمنت
الحرب ككوكايين
ونشبت
أظافرها فيها..
لكراسيه
الحمراء الممتلئة بظلّ أناسٍ كانوا هنا فيما مضى..
للذين
يُصّفرون بصمت عبر حناجر اصطناعية
بعد
استئصالها لأنه كفروا بأوطانهم،
ويُصّفقون
بأطرافٍ اصطناعية
جراء قذائف
من الفقر..
للسيناريو
المكتوب قبل بناءه..
للمخرج الذي
منحني دور لصٍ فاشل
فلحقتُ
بالذين يُصّفقون
والمُلّقن
الذي لقّنني كلاماً خاطئاً
فلحقت بالذين
يُصّفرون
لمدير
الإضاءة والصوت وعامل البوفيه..
ل 5 4 3 2..
شكراً جزيلاً
لمنحي دور
كومبارس صغير..