إبراهيم
عبدالفتاح شبل
قصة قصيرة ( كفر أبو الشوارب)
في كفر صغير
بوجه بحري الذي يعمل معظم سكانه يعملون بالزراعة وكان هذا الكفر والمجتمع الريفي
الصغير عبارة عن عائلة واحدة متحابة ومترابطة في جميع الأحوال الإجتماعية من أفراح
وأحزان حتى تظنهم جميعا أصحاب المأتم والمصيبة وهم أيضا من يرقصون بفرح عريس الكفر
ابو الشوارب مصطفى هذا الكفر كان يطلق على أبنائه لقب ابو الشوارب حتى لا يحلق
الشاب شاربه مدى الحياة ليكون عنوان الرجوله والدافع للإلتزام بالخصال الحسنة
وفضائل الأعمال وإحترام وتقدير الكبار ومجلسهم لدرجة إن هذا المجلس يحكم على من
يخطئ بقص الشارب ليكون عقابا له بين أهل الكفر فيمشي مختبأ ويتوارى عن أعين الناس
كأنه محمد أبو سويلم بفيلم الأرض مع الإختلاف والسبب الحقيقي فحلاقة شارب ابوسويلم
بفيلم قد زادته مهابة وإحترام بين أهل قريته لأن كان نتيجة جزاء من طاغية محتل وهو
بطل يثور من أجل قطرة ماء لأراضي القرية في ظل ظروف إجتماعية ومادية وسياسة صعبة
جدا على القرية المصرية ولكنهم تحملوا جميعا هذه الظروف الصعبة رغم التضحيات
الكبيرة اما في كفر أبو شوارب نجد أن الشباب قد خلع نفسه من جذوره ولم يعد يتمسك
بأرضه ولا بعاداته ولا بتقاليد الأباء والأجداد
ولم يعد حلق الشارب عيب او معيرة
فأصبح كل شيئ بالكفر عكس ما ورثه الأجداد من قيم فصار التباهي بالتعدي و بالفحشاء
من الرجوله في كل شارع أصبحت تربية البنات على حسب الفيس والإنستجرام والماسنجر
والواتس أصبح من الرجوله أن يعصي الشاب المراهق ابيه ليعلن لجميع البقرات إنه صار
ثورا صاحب صوت تخين يستطيع أن يعلو بيه في أي مكان اما الحكماء بكفر أبو شوارب فهم
يترحمون على أخلاقهم ويضعون أيديهم على شواربهم فيقولون كان كفرنا منبع الرجوله
وسر نهضة الوطن عندما كنا عائلة واحدة وليس فرقا متشعبة لا يبالي كل منا بالآخر
ولايرحم كبيرنا صغيرنا ولايوقر صغيرنا كبيرنا فضعت هيبة الجميع وتاهت مركب الفضائل
في بحر قد زينه الشيطان لنا إنه أجمل ما بالحياة فبكت عيون الحكماء على شباب ماتوا
غرقا دون أن يعلم كل منهم بسوء عقبته التي تجرعتها أسرته مرارا ليعود شيخ الجامع
ومعلم المدرسة والفلاح بأرضه أن يعود كفر أبو الشوارب اسما على مسمى ليفتخر
الأحفاد به كما أفتخر به الأجداد طالما مازال النيل يجري إذا فالخير قادم بكفر ابو
الشوارب والأيام القادمة قد تمحو آثار تلك الأيام الضائعة
الكاتب/إبراهيم
شبل