صلاح عبد العزيز 🇪🇬🇪🇬🇪🇬
عنوان النص
كلنا معا نتحدث
ها أنْت تُخْطِئُ كالعَادةِ ، وتعُودُ ، تَنتظِركَ أريكَةٌ كَانتْ - يوْماً
مَا - جدِيدةً .. بمِرُورِ السَّنَواتِ فقَدتْ بَهْجَةَ اللوْنِ وَغَادرَتها
أمْنيةٌ : أنْ يَجْلسَ مُحِبَانِ لَمْ يَلتَقِيا ،، لكنَّهما مُحِبان عَظِيمانِ
لمْ يجْرُؤا يَوماً على المُواجهَةِ ..
ما الذى أخرَكُمَا كُل ذلكَ الوقْتِ ، مَنْ عطلَكمَا عن المَجِِئ ..
كُلُّها أيامٌ وتَمْضى روحُك ، هَل يمْكنُ أن تنْعم بملمسٍ حىٍ ليَدك بعد أن فقدْتَ جَسَدَهَا..
أن تفتحَ البابَ فلا تجدْكَ يَعنى أَنَّك لستَ حياً .. تلْك خَبَطَاتٌ
أعرِف أنهَا لكِ ، نَقرةُ الباب تُحددُ الشَّخْصَ ومَلبَسَه وهيْأَتهُ ومَاذَا
يُريدُ ؛. تتصَور ما بين الصَّوتِ والصُّورَة - دُون أنْ تَرى - جمالاً أو تعاسةً
أو لهْفةً ، قلبك قبل الدق مباشرةً ، يجرى ويفتحُ قبلَ يدكَ .. كانَ مَعكِ كل ذلك
الطَّريق ؛. استغْرقنا العُمْرَ كلِّه ولَم نلتقِ يوما ..
أُدْركُ أن الذهابَ إلى الشَّاطئِ
الآخرِ مرحلةٌ ، بمَركبِ الشَّمسِ أو بدونها ، مرحلَةٌ يُمكن أنْ تكونَ مُفارقَةً
أخرى أكثر قسوةٍ ،،،
الشَّيطَانُ نفْسُهُ مَا كانَ ليَظُنَّ أنْ يحْدثَ ذلِكَ وَأنا عَلَى مَاءِ
العزلةِ أكتبُ وهْو أيضاً :
أقْسَى ما يمْكنُ أَنْ ينْجَرِحَ شعُورُكَ مِنْ شَخْصٍ أقَلَّ منْك بكَثيرٍ
، رُبما تكُونُ الإهَانات دَفعاً لَك للأَمَامِ وأنْت لا تُريد الأمَامَ ولا
الوراءَ ولا أحَداً .. فِى قَطِيعةٍ كَحَائطِ صدٍ .. وَمَع ذلِك إبعَاد تلْك
الفِكْرَة واجِبٌ ..
شُعُورُك بالأَسَى ممِلٌ وفَاضِحٌ ومَكشوفٌ وَدُخولُك فى النهَاياتِ مُؤلمٌ
؛. أنتَ رَجلٌ كما يُقالُ جِبِلَّةٌ وأنَا إنسَانٌ بى مِنَ البساطَة ما يَجعَلنى
كَفقْرَة مَخْفيةٍ من "حياةِ كَاتبِ السِّيرة "* ،،، حَتَّى أَنَّ الشعورَ يكادُ يكُون كَلباً
شَرِساً يمضغُ لَحْمكَ وَعَظمَكَ وَيسبَح فى دَمِك تَلقَى نَفسك بَطِيئاً
وضَعِيفاً ودَنيئاً أيضاً ، لا تلْقى بَالاً لأَمل لهُ عِشْتَ وبه عَلى واقعٍ فَظٍ
اسْتَيقَظتَ غَيْرَ مرئىٍ ..............
الشَّيْطَانُ نفْسُهُ لَم يَكنْ فِى وَعْيهِ حِينَ قَذف أمْنِيتَهُ فى
بئْرنَا العمِيقِ ؛. مَنْ ينْجِدنِى مِنَ النحْوِ وأنا خائن للنَحوِ والإمْلاء من
يَجْعَلنِى بلِسَانى المُعوجَّ صدِيقا .. لا أظُنُّ أن ذلك الهُراءَ يَكُون شِعراً
إنما هُو نزفٌ ، وفى نقْرةِ الباب فِى فيلم يجِب أنْ ينْفجِرَ المَكانُ بعدَ
مُغَادَرَة البطَلِ وأنَا انفجرَ المَكانُ بِى ولمْ أكُنْ بَطَلاً قَطْ ..
يُكْمِلُ مَا لَا يَكْتمِلُ .........
.. قبل أن أضَعَ قلبى بيديها
اتفقتُ أن تَترفقَ وتعتصِرهُ بِبطء لكنها كَانتْ تجْهل رقةَ الأُنثَى .. وأنا فى
احْتياج لِحماية خصُوصِيتى دون أن ينْتهكنى القبْح والرعونةُ والشفقةُ ..
بذَلك البابِ ، المخلوقُ الوهمِى الذِى بينى وبينها ولا أجْرؤ عَلى فتْحَه
،،، وَمَعَ ذَلك أحْمله مَعى كَى يرد الشَّر عن نفْسِى ..
وَضَعَتْ ما يُشْبه حائطاً كطَريقٍ مَسدودٍ ولا فَتْحَةٌ فيه ولا نافِذةٌ
،،، سِوَى حِرمانٍ وظَنٍ سئٍ ..
يا لتلك الشَّياطين التى تسْكنُنا وتَجعَلُ رُوحى مُنجرفَةً لِماضٍ كسَلة
مهْمَلاتٍ صَدأةٍ .. : كيْف تكتب لمَن لا ترَاها ولا تَرَاك وَلَنْ تَقْرأَكَ يوما
حَتَّى تَعْرفَ كَمْ كنتَ تُحِبها ، كَم كُنْتَ تنتَظرها وَهْى تَرفُضُ ..
كُل تلْك الشَّياطين تسكن أيضا خَارجنَا وتمنعُنا الحضُورَ ..
نَحن أرْواحٌ بائِسةٌ ندلفُ من أَبْوَابٍ لا نِهايةَ لها .. حَتى أَنَّ
وُجوهاً مُلْتَبَسَةً نُواجِهها بكَراهيَةٍ مُتَبادلةٍ وغير مبررَةٍ ، وُجوها
جديدةً كمَا الجَحِيم ....
رُبْع قَرن مَضَى وَرُبع قَرنٍ يأْتِى .. يَا إلَهى كَيْف نتَحدَّث كلُنَا
مَعا كمَن فقَد السمعَ .. أنا الآنَ فِى انتظارِكِ .. بَابُ الجَحيمِ مُغلق لكنه
مفتوحٌ ، سَتعلَمين حتما أَيُّنَا فِى الدَّاخِل أيُّنَا فى الخَارجِ .. نَحن
إثنَان أم ثلَاثَةٌ أمْ أربَعَةٌ أم خمسَةٌ ربَّمَا أَكْثرَ مِن ذلك .. مَنِ الذى
يَتَكَلَّم وَجْهِى أمْ وجْهُكِ أَم وُجُوهَهم .. وكَيْفَ لَنا أن نعرفَ .
- لا تُخْفى علىّ الحَقَائِقَ ..
- الأسَى يَصْنَعُ المَزِيدَ مِنَ الأسَى إذْ لا حَقِيقة غَيْرَ أنْ نَفقد
عُقُولنَا ..
= هُناكَ جزْءٌ ضَئيلٌ منا لم نكْتشِفهُ .
- ممْكنٌ أنْ يخدعَ الشكلُ ونحْن ما تَشَكَلنا بعدُ ..
- نحْن الكَثيرون على حَيز مِن الورقِ نمْلأ فراغاتٍ بيضاء ..
- لو أن لى وجهاً واحداً لقلت كفى ..
- لو أن لكَ وجهاً واحداً لكَانَ يَكفى ..
- لكننا عِندما نتَكلم يكون معنا الهؤلاء ..
- كيْف نتَخَلص من سَطوة الكتَابة ومن سُلطَة التعدُّدِ .. أنا فى الداخل
أم أنت.. - كيف لنا أن نتقابل بدونهم .. - مستحيلٌ..- مستحيلٌ .. - كلمَا تصَالحنا
تخَاصمنا .. - يا لبؤْس ذلِك التفرد ..- قليل من الشُّعراء ينجُون من الجُنون ..
- هَل أخَفتُك يا عزيزتى ..- لازلْنا فى مَلهاةٍ .. البَطلُ حين انفجَر بِه
المَكان كانَ قد غَادَرَ ..
- ما الضَّامِنُ لِى أنَّ روحهُ ستَسْتَقر وتَجدُ الرَّاحةَ وتَهْدَأُ
فِيهَا العوَاصِفُ وَهْىَ مَا سَمِحَتْ أنْ نلْتقى كَحَبِيبيْنِ مَا قَبْل الخليقة
افْتَرَقَا ..
- الخَوْفُ أحْيَاناً مُرَادفٌ للحَيَاةِ ونَحْنُ لَمْ نعِشْ ..
لَمْ نعِشْ بَعْدُ ..
لَم نَعِشْ بالقَدْرِ الذى يَكْفِى كِلَيْنَا ..
صلاح عبد العزيز 🇪🇬🇪🇬🇪🇬
عنوان النص
كلنا معا نتحدث
29/12/2022
3/1/2023
* هامش
ديوانى
حياة كاتب السيرة