جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
آراءAkid Bendahou

مثقف السلطة و مثقف الشعب

 

مثقف السلطة و مثقف الشعب

العقيد بن دحو

اكيد إذا حاولنا ان نعكس العنوان أعلاه على سبيل المتعة او الفضول ، لوجدناه : سلطة المثقف و شعب المثقف !.

والله لم أفهم بعد كل هذه الحضارة و التقدم و الازدهار الذي وصلت اليه البشرية ، و لا سيما التماثلية منه و الالكترونية  ، و كذا الحضارة الرقمية و الذكاء الاصطناعي ، ومنصات شبكات التواصل الاجتماعي ، و ان العالم اخيرا اقتنع ان لا أحد يقرر مصير احد ، وإن تقرير مصيره بيده ، و ان خلاصه بيده. لا مناص و لا خلاص له إلا أن يعيش على هذه البسيطة في جو من الأمن و السلام في حدود انتشار التسامح و، و ان عمر الإنسان فيها محدود وما عليه الا ان يسابق الزمن و يعيش في جو من الحضارة الديمقراطية حرية و مساواة وعدالة شريكا مع أخيه الانسان مع المحافظة على المحيط بيئة وعرقا و تاريخا ؛ و كذا في حدود انتشار الثقافة لا عادة التوازن ما بين الإنسان و المحيط.

الغريب العجيب ، والمذهل المدهش لايزال فينا من يحاول عبثا او يوجد باقي قسمة واحد على ما لا نهاية او واحد على صفر حيث النتيجة عدم تعيين كما و كيفا تجريبا و تجريدا ؛ بل و الهائل ؛ لزلنا نسمع عن ( مثقف السلطة) ، و كان هذا " المثقف" لا يغمد له جفن و لا يهدأ له جانب دون هدهدة (ماما) السلطة !.

نسي هذا المثقف ( ...) المنتشي بعرف وريش الديك ؛ المكتتف، المتصدر ، المتضلع و المتراس بكلمة (سلطة) انه في حد ذاته سلطة!  و لا يحتاج إلى أي سلطة حتى لو بقي في بيته بلا عمل و لا راتب ، زاده العلم و البحث و الإبداع!.

ان هذا الأخير الذي سقط في فخ العوبة و اكذوبة مثقف السلطة لا يدري بان العشرات: بل المئات من بني جنسه قدمت الجحافل و القوافل أرواحهم بالنفس و النفيس قرابين في سبيل ان يكون هو اليوم و غيره ليكمل الرسالة..... الانسانية النبيلة العميقة الجذور ؛  منذ ما قبل التاريخ الى يومنا هذا ؛ و سوف تظل مادام الظلم و التنمر و 🇭🇲 الاسلط الاستبداد و الخطيئة  فينا قائمة إلى ابد الابدين ، سواء كنا فرادى او جماعات او حتى حكومات و دول.

نسي هذا المسكين ( ....) بأن لفظة مثقف السلطة ما هي إلا(صفعة إلى اعلى) قد صفع مثلها و  بها  من قبله عشرات من الديكتاتورية، و العشرات من  صار بيدقا مبكرا من ضمن اللعبة الفخ الكبيرة الاعم.

نسي ان السلطة السياسية لا تحتاج لأي أحد لا مثقف ينتمي اليها غرامشيا ؛ او مثقفا خارج مجال التغطية درويشا معاشيا!

السلطة السياسية ميكيافلية و ماكلوهانية في ان واحد . عندها الغاية تبرر الوسيلة ، و عندها ايضا -  ( لماذا...متى...اين....كيف) - تصير الغاية هي الوسيلة ذاتها !.

المثقف بالنسبة لها مجرد (كومبارس) يقوم بدور لعبة البديل، او يقوم بدور الحاجب. يحجب على صاحب السلطة من عينته (...) عيوبها و نقصانه و تقصيره امام جحافل المواطنين بالاركان النائمة .

اما مثقف الشعب ان صح التعبير هو مجرد مثقف بائس فضل ان يعيش على الهامش و بالصمت - مجبرا لا بطل -  معتزلا:  معتكفا في محرابه؛ ناسكا متعبدا في مصلاه الأدبي الفني الثقافي يردد تعويذة و ترنيمة نقص القادرين على التمام.....!.

المتعاهد عليه ان المثقف مثقفا في دائرة و قربى وجماعة وطريق ثالث لا هو بالشعب و من الشعب و إلى الشعب كما يسرده الشعار السياسي ، و لا هو مع السلطة حيث تقوم بحقنه بدماء جديدة و بكروموزومات جديدة  ،  تطهير و تكفير ارسطوي قديم في كل مرة يعاد. يصير واحدا من دواليبها ؛ يدور حينما يدور الترس الاكبر ، بل أكثر مرارة منها و سلطوية و تسلطا.

ساعتها لن تسمح له الايديولوجية الجديدة بالتفكير العودة للخلف وفق اثر رجعي قصد تصحيح خطأ او تأكيد معلومة  ، و انما توغله المزيد في عمق تلافيف متاهاتها يصعب خروجه منها سالفا معافى بدنيا و نفسيا و ذهنيا.

في الحقيقة لا يوجد لا مثقف سلطة و لا مثقف شعب توجد فقط ( الديماغوجية السوداء) على وزن الكوميديا السوداء ،  ليظل صاحب السلطة هو الحاكم الواحد الاوحد الامر الناهي بالبلد ،  وقتئذ فلتذهب الثقافة و ليذهب كل مثقف مغرور إلى الجحيم !.

هنا فقط يتدخل طرف رابع هو الإعلام بشقيه الخفيف و الثقيل ، المقروء المسموع المرئي الالكتروني لينقل إلى الدوائر الشعبية اكبر كوميديا الهية صنعتها السلطة باسم الثقافة. بلا مثقفين فرسان أبطال و انما مجرد دمى تحركها أيدي خفية من وراء الستار و من خلف الكواليس يسمع صوت متقطع متحشرج مع إضاءة باهتة تتناقص حدتها تدريجيا، يشبه رجع صدى غير مكتمل اذانا بسقوط المثقف في هاوية طعم الطموح الرجل المجدار صعدا نحو الاسفل !.

من وراء كل هذا ان الادب الحقيقي و الفن الحقيقي و الفكر الحقيقي جعل من المثقف (سيدا) فوق السلطة ، و لكن ما نشهده اليوم هو الذي اوصل نفسه إلى هذا السلم و اختار ان يلبس معطفا ليس معطفه و برنسا ليس برنسه ، و ركب حصانا (دادا) ليس حصانه فاغترب و اعتزل و هرب من المجتمع و فضل ان يعيش مختبئا داخل جذع شجرة فلا هو معقولا ولا هو غير معقول و انما صار خرافة!.

بقي ان نقول : هل فرنسا القديمة وعاصمتها الجن و الملائكة عرفت هاتين الفئتين من اونتلجونسيا البشر ( مثقف السلطة و مثقف الشعب) !؟

الإجابة ما يشبه نعم . الشاعر فولتير نموذجا .

كان الشاعر الفرنسي فولتير صديقا لملك فرنسا الويس الخامس عشر في جولة بعرض البحر على متن يخت ملكي ، و فجأة اضطرب البحر و اعتلت امواجه القارب شعرا بالخطر و سارعا إلى شط الأمان.  فكان فولتير ان قفز اولا مسرعا ، ثم تلاه الملك ، و لما التقطا انفاسهما و نجيا سالمين من هلاك محقق

- قال الملك : اتظن حياتك أغلى من حياة الملك يا فولتير  ؟!

- رد فولتير : يوجد كثير من الملوك في هذا العالم ؛ لكن لا يوجد الا شاعر واحد !.

انظر التشابه مع الفارق من خلال هذه المناظرة المقتضبة بين رجل مثقف ورجل سلطة.

هم  هكذا....في لحظة ما يستطيعون  ان يستردون وعيهم باتجاه اتفسهم و باتجاه شعبهم ،  يصيرون قادرين على الرجوع إلى ارثهم الثقافي المكنون الأصيل فيهم الى ضميرهم يحتكمون اليه، بينما متقفنا اكلته الولاءات كما أوكل الثور الأبيض، فهو لا يستطيع التقدم إلى الامام و لا الرجوع إلى الخلف ( حيص بيص) !.

صار ( ميداسا) يتضرع إلى كافة اعضائه التي تحولت كلية إلى ذهب او كما تقول الأسطورة الاغريقية

بقي ان نقول ايضا : هل عرفت الاغريق القديمة و الاغارقة القدماء سلطات مثل هذه التي لا نزال نسمعها مثقف السلطة !؟

لو ناخد على سبيل المثال لا الحصر الشاعرين الملحمين " هوميروس" شاعر الملحمتين الخالدتين " الاليادة" و " الاوديسا" و الشاعر الملحمي " هزيود" صاحب الرائعة الانسانية " ثيوغونيا" / Theogonia او ما يسمى " أنساب الآلهة " ، او حتى " فهرس النساء" .

فالاول كان قريبا للسلطة الاورستقراطية ؛ من الآلهة و انصاف الآلهة و الابطال ، فاغترف مما يغترفون ترفيها ورفاها و سمي اصطلاحا بمثقف السلطة حاليا.

اما الثاني كان اشتراكي الحزب فانحاز إلى جانب الشعب ، فاحس بشعوره و شاركهم افراحه واقراحه ، ماسيه و ملاهيه ، احس بالمنكوبين و المنكودين و المعوزين من الناس.

لذا كان دائما الشاعر هزيود معجبا بهوميروس يقول عنه كان محظوظا ،  عاش عصر الترف و  الرخاء الذهبي الاثيني وامتاز بما امتازت به الآلهة و انصاف الالهة و الابطال.

لكن الاثنين معا  ابدعا و انتجا للانسانية حتى اليوم في مجرى الزمن شعرا ، ليس كباقي الشعر ؛ انما كان حلما ، روح جماعية لا فردية. صورة ، فكرا ، و فعلا و نقدا و نقد النقد.

كان حديثا بالف صوت ، و من حيث صوت الشعب هو من صوت الاله / Veix popuei ex     veix dei


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *