جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
آراءAkid Bendahou

مجانين ام أصدقاء افلاطون

 

مجانين ام أصدقاء افلاطون

العقيد بن دحو

المسافة التي قطعتها باتجاه سوق ( بودة) الشهير ، رفقة إطارات و كادر في التربية من مختلف التخصصات ؛ قدموا  ولاية ادرار ، ضمن إطارا ايام تكوينية تربوية بيداغوجية مالية مادية؛ باطوار التعليم الثلاث : الابتدائي - المتوسط - الثانوي.

وفي منتصف الطريق اعترض سبيلنا واحدا من أولئك الذين كان يحبهم الفيلسوف المفكر اليوناني افلاطون ، من سميناهم " بالمجانين" و سماهم هو : " بالملح الذي يحمي العقل من الفساد " !.

سماهم ايضا بالمبدعين ؛ و المجانين السماويين ".

ايضا الثورة الفرنسية قامت على فكرة مجنونة كان شعارها : : ولنكن عقلاء ونطلب المحال " !.

ياليتني !. ما التقينا بواحد منهم ، اشعث اغبر ، و كانه استرد من عالم لا يؤوب منه مسافر!

وكانت شقاوني و تعاستي تزداد أكثر كلما تقدمنا خطوة إلى الأمام، و اقتربنا من سوق بودة .

 عندما خصني وحدي دون الرفقاء ، رغم أن موقعي في المشاء و الترجل كان  وسطا لا ضررا و لا ضرارا!

غير انه اوقفني، و سألني بعض الدنانير المعدودات ، التي لا تفقد من ودي قضية !.

في البدء سمعت او ادعيت اني لم اسمع ، لست أدري!. وواصلت المسير...بقي صديقنا المجنون متسمرا في مكانه ، مندهشا مستغربا ، و كأننا نحن من أصبحنا كذلك وهو سيد العاقلين ، و لا أعتقد مع زحمة المرور هذه و الشمس تزداد انتشارا على الظل و الهجير و الظليل لا يزال في هذا الشارع المزدحم بالمارة و السيارات و الأصوات البشر و الآليات  ؛لا يزال من عاقل يمسك مخه في دماغه.

لم نتعد خطوات معدودات حتى سمعته ينادي علي باسمي ....، في البدء لم نتأكد، حتى اكد لي أحد الرفقاء ما سمعت.

وليته توقف عند هذا فحسب ، بل ظل مسترسلا و يسرد بعض من سيرتي الذاتية و كأنها علبة أرشيف إذاعة تحكي جزء من حياتي :

وااااه يا... الشاعر...هذا انت...

بخلت عني ببعض من الدنانير...!

سمع الجميعةما سمعت و حتى بعض المارة ايضا...عندما رأيت بأم عيناي اعينهم تتفرص ملامحي التي صارت بلالون ، و كانه لمز بتهمة ما ضدي... و كأني اقترفت وزرا عظيما شنيعا!.

ناديت عليه ان يقبل الي ، مددت يدي إلى جيبي ، تقدم خطوة إلى الأمام، ثم استدار إلى الخلف عائدات من حيث جميع الطرق بالنسبة اليه تؤدي إلى جميع البلدان و الأمصار، يمشي تجره أقدامه الشبه حافية من الفراغ إلى الفراغ ، سعيدا يهز اطرافه من اعلى الى لسفل و نن لسفل الى اعلى؛ يصفق ؛ يغني ؛ يصفر ؛ لا أحد يحاسبه على أي مذهب او مدرسة ، و كان الدنيا بحالها صارت ملك يمينه !.

قال كبير الرفقاء : فاتتك يا العقيد !

قال الثاني : حتى المجانين تعرفك يا العقيد !

بينما التزمت الصمت و اختلط علي حابل الامل مع نابل الندم...

وطيلة المشوار و انا أردد اهاتف  نفسي بنفسي : ليتني سمعته عند البدء ؛ او ليتني استمعت اليه !

هذا واحد من المجانين ، من من كان يحبهم افلاطون يعرفني ؛ يلومني ؛ يسألني عن شيئ عميق دفين نفسه ، عقد علي امل كبير و خيبت ظنه. .

هذا واحد من ملح الخليقة فمابالك ان كانوا العشرات ، ان كان كل هذا الشارع بما فيه من بشر و حجر و شجر ؛ الجميع مهتلسا ، و كانه أصيب بنوبات جنون غير عادية في مثل هذا اليوم الذي يبدو طبيعيا ا من أجمل ايام ادرار لا هو بالبار د القارص و لا هو بالساخن الحار ، حتى الاوجه كانت تبدو نظرة جميلة تردد سذاجة بداية سنفونية لحن الحياة.

طيلة هذا الوقت جيئة وذهابا صامتا سامتا أردد..

حتى انت يا... يا الشاعر !

فاتتك يا العقيد !.

حتى المجانين تعرفك العقيد !.


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *