جنان الحسن
أعلِمني إن كنت تريد أن تقول لي
أحبكِ ..
كيّ أفرد ضفائر الشوق على سرير
الوقت ليحلو ..
وأنفض غبار الأيام عن تجاعيد
القلب ليهدأ ..
وبكلّ الحبور
أقص على ذاتي حكايةً صغيرةًٌ ..
وأدعي كذبة بيضاء
بأنك لا تستطيع الّولوج إلى قلبي إلاّ بإذنٍ
مسبقٍ منّي ..
أعلِمني إن كنت تريد أن تقول لي
أحبكِ ..
كيّ ألمّلم رماد الحرب
عن شوارع الروح
فتصحو ..
وأغسل أدران المسافة
ببعضٍ من مياه الغانج المقدس
لتليق بخطوك ..
أعلِمني إن كنت تريد أن تقول لي
أحبكِ ..
كيّ أشذب مشاعر الشمس
ببعضٍ من ملامحك
فتشرق لنا بحلة قشيّبة مذهبة
بالضوء ..
وأغرس على أعتاب الشّتات
مصروف قلبي الكامل
من ابتساماتك
ليزهر ..
أعلِمني إن كنت تريد أن تقول لي
أحبكِ ..
كي أصلح أوتار الكمنجة
التي لم تتوقف عن النشيج
ولا عن البكاء
منذ قطعوها من أمها الشجرة
لكي تقيم حفلاً غنائياً عاماً
ترقص على صداه طويلاً
أشجار الغابات
ويصفق لها المطر
بأجنحة ملائكية ..
أعلِمني إن كنت تريد أن تقول لي
أحبكِ ..
كي أعيد ترتيب أولويات دولاب
زينتي
رف لعطرك وأخر لضحكاتك
وثالث لذلك العناق الذي
يأبى أن ينتهي
أعلِمني إن كنت تريد أن تقول لي
أحبكِ ..
كي أوقظ مصاريع النوافذ
ببضع نقاط من الضوء ..
وأشّعل
على نافذة جارتي الضريرة
عشرات الشموع ..
فالعالم من حولها قد بات أعمى ..
أخبرني ذلك فقط
كي أسلم القيادة لعينيك وحدهما
بعد
أن أرتدي فستاني المفضل
وأذيب بقايا الملح من على بساط ذاكرتي
وألتقط سلفي أخير لحزني
وعلى أعتاب كل ذلك
انتظرك ..
🕊
