قراءة فى ديوان "حبّة عشق"للشاعرة : دينا لطفى(دمياط/مصر) بقلم : حامد حبيب_مصر
_( قراءة فى ديوان "حبّة عشق")_
للشاعرة : دينا لطفى(دمياط/مصر)
بقلم : حامد حبيب_مصر
¶| مؤتمر "ملتقي النقد الأدبي العالمي"¶|
_ اليوم السابع (٢٧ يناير ٢٠٢٣م)
_( قراءة فى ديوان
"حبّة عشق")_
للشاعرة : دينا لطفى(دمياط/مصر)
بقلم : حامد حبيب_مصر
------------------------()-()-()------------------------
_الشِّعرُ فى
طفولتِه البريئة_
ذاتٌ شفيفةٌ تُحلِّقُ فى سماواتِ
العشق بحُرّيّة،تُطلق
العنانَ لحالتِها الوجدانية دون تحفُّظ ، لتخلقَ إبداعاً
بريئاً من الزخارف والزركشات التى يلجأ إليها البعض
وإنما هو إبداعٌ وُلِدَ كطفلٍ حُلو الملامح.وتلك الحرية
هى التى تخلقُ إبداعاً حقيقياً.
و( دينا لطفى) ..هى تلك الأُنثى الطفلة
التى تعيشُ
عالماً استثنائياً كما ينبغى إن تعيشه ، بالكيفياتِ التى
تراها ،ولاتُخفى نبضة من نبضاتها الوجدانية، تصوغ
ذلك فى جُمَلٍ
سهلةٍ عذبةٍ ، تتراقصُ معها الصورة
فتتحوّل القصيدةُ إلى
غنائيةٍ لطيفة مُحَبَّبة، فهى
دلّوعة الشعر الرومانتيكى كما يتراءى لى..وهى ذاتها
تقول فى قصيدتها " بحب صوته " :" وبقول الشعر بدون تكليف".
_وكعادتِها فى" الإهداء " : " للواد الساكن فى عيون
البنت.. الواد إيّاه". وكان الإهداءُ السابق فى ديوانها
"القلب بيفرح فى الزقازيق" تقول فيه : " إليه اجمل
وأصدق قصيدة حُب ... الواد اللى
واحشنى من القصيدة اللى فاتت.. الواد
إياه".
ف "الواد إيّاه" المتكرّرة
، تعنى بالملاحظة
تعيين المُشار إليه فى وجدانها. وفى نهاية الإهداء تلقائية
بريئة:"واللهِ بحبُّكُم".
_وعنوان الديوان يختزلُ الصورةَ
الكُلِّيةَ للديوان،
فموضوعاتُ القصائدِ جميعُها برائحةِ العشق لاتتعدّاهُ
إلى موضوعاتٍ أُخرى...(٧٦قصيدة) هى (٧٦شُجَيرة)
فى بستان العشق.
_فنجدها_ منذ البداية_ فى قصيدتها"بحب صوته":
ومحدّش فيكم يسألنى
علشان مش لاقية خلاص إجابات
محتاجة لحُبّه مِتين
كتالوج
علشان استوعب دا الإحساس
انا كنت ف دنيا غير
الدنيا
ولقيت واللهِ الجنة خلاص
_وفى"ينفع كده":
انا دايبة، عاشقة ، مُدمنة
شرّيرة حدّ الإنهيار
إحساسى صحّ أوغلط
انا كل ده مايهمّنيش
الف طُز ف اى حاجة
المهم معاك أعيش
انا قلبى صوتُه من دماغُه
ومش بحب الوسوسة
عرقى بدمّى مخلوطين
وعايشة حالة هلوسة
بسّ قلبى شطان بجدّ
خلانى أعشق طلّتك
واغويك لأبعد م السما
وإن جيت ابُصّ لحد غيرك
عيونى بيصيبها العمى
_ هذا المستوى اللغوى
الذى اختارته ، هو ذلك
المستوى الشعبى الذى يميل إلى الغنائيات الشعبية..
_ففى غنائيتها:"انا مبسوطة بينى وبينك"تقول:
واشرب شهد غرامك
واسكر صُبح وليل
واكتم لهفة قلبى وحيرته ف صمت جميل
وادخُل جوًه عيونك
ادوّر واقرا الكفّ
ألقى مانيش مكتوبلى ف حبّك
إنّى أخِفّ
_فقد استطاعت أن تحشد من مفردات العشق بقدر
المستطاع، وإن تستخدم مع تلك
المفردات عناصر
اخرى من حركة وصوت وغيره فى تشكيل الصورة
وإعطاء الكلمة مُرادات ودلالات تتناسق مع مضمون
الصورة الجزئية والكلية ، مثل لفظة"صوت" التى
تستخدمها مراراً وفى حالاتٍ شتّى، لكنها لاتعنى إلاّ
صوت العشق ، وذلك
فى مثل قولها فى غنائيتها:
"بحب صوته":
(انا اصلى بَموت فى الصوت ده بجد/ وبتحضن صوته حرف بحرف/واخدنى بنبرة صوته
وراه).
فيستطيع الشاعر إنتاج عدة
معانٍ من اللفظة الواحدة بالتوظيف
الجيّد وعبر الإسناد بالإضافة.
_وفى "غمّازة على خدّى اليمين":
معقول تكون حدّ الجمال ، حدّ الوجع
انا حاسّه انى دوبت فيك يادى الجدع
تلك هى اللغة الشعبية التى اتخذتها وسيلةً للتقارب
بينها وبين جمهورها من القُرّاء.
_وفى "الشعر كان يوم مااتكتب لعنيك" تلك الفقرة
اللطيفة التى تقول فيها:
مشتاقة اقول بتنفّسك
أشعار
والقافية ليه سايقة الجنان ع النّص
مش عارفة ليه بَنزِف غرام مكتوم
وكل يوم بكتِب فى حبّك نَصّ
_رغم بساطة المستوى اللغوى ، فإن
ذلك لايعنى
بساطة الصورة ، فالصورة لديها قوية
ومدهشة ولاتخلو أيضاً من مجازاتها الرائعة، كما تقدم وكما
سيأتى فيما بعد.
_ونفس الحال فى "شبّاك خصامك":
شباك خصامك اللى فاتحُه
فى وش قلبى
ليل نهار
جابلى انهيار
وبَعترف ...
إن انت بُعدك عن عينيّا ده انتحار
وباختصار
انا روحى بَعدك مش فى راحة
وبصراحة
كل حتة جوّه قلبى مضلّمة، متألّمة
ودموعى نازلة زى نار
على خدّ قلبى معلّمة.
_ والصورة لديها للتجمع إلاً بين اثنين ، ولاتسمح بثالث، هى وهو ، حتى
صِيَغ الجمع ايضاً تُختزَلُ
فى واحد،ذلك الآخر الذى يعنيها كما فى "عينيك
أولاد" :
عينيك أولاد وغاوية كل ماتشوفنى
تعاكس فيّا ليل ونهار
باستمرار
بتاخد قلبى من حضنى
توشوش ودنُه بالأسرار
_كما إنها من خلال اللفظة الواحدة، ومن خلال التشبيه ان تضع عالَماً له
حركاتُه وسكناتُه، مثل
ماجاء فى القصيدة"الغنائية"السابقة ،فى لفظة
"عينيك" :
كانت عينيك دى مزّيكا وأغانى لثومة ويّا حليم
عينيك حُب ف حياتى قديم
عينيك أنتيم
لكل مسام فى شرايينى
وأم لكل نبض يتيم
_وفى" ملامحك مجرمة وطعمة":
ياوشّك ده بتقاطيعه
مدوّب قلبى والنعمة
ملامحك مُجرمة وطعمة
وحُسنك ده اللى مايشوفهوش
اكيد واللهِ يبقى أعمى
_عناوين قصائدها ايضاً جاءت بتلقائية ، دون التفكّر بشأنها طويلاً، وهى
عناوين مُلفِتة ،مثل:(علبة كنز _
غمّازة على خدى اليمين_عينيك أولاد_برتقان العشق
_ ياعيون ولد حلوين _هيّا
عنيك حلوه ليه
وليه جميلة_مابتحبّكش والله _مخدّرهم) ..وتلك الاخيرة
تقول فيها:
مخدّرهم بكام كلمة
وكان ضحكة
وحضن فى آخرُه كام بوسه
يادى الحوسه
منيش قادرة
أفسّر لك مشاهد كلها خدعة
هواك كان م الأساس بدعة
_هى عالمٌ وحدُه فى أسلوبها
وصورها ولغتها
تتفرّد بملامح خاصة.. نستطيع إذا لم
نجد
إسمها على الديوان أو قصيدة ما ان نقول انها
للشاعرة(دينا لطفى).
.................
#تمنياتنا لها بالتوفيق والنجاح الدائم