إدريس جوهري
كلما رأيت واحدة قلت هذه هي ..!!
قد وجدتها ثم أركب الميترو ..
فأرى أخرى .. لا لا .. بل هذه ..!!
ثم سرعان ما أغير رأيي للمرة الألف
.. لا لا ..!! هذه المرة وجدتها لا محالة ..!!
إنها مكتملة المواصفات التي أريد ..!!
اللعنة العدسات لا تتوقف عن التصوير
و تخزين المشاهدات .. بطاقة الذاكرة
ممتلئة .. أرجع في المساء للبيت
منهكا محملا بنسخ كتالوج ...!!
ومجلات لقائمة العارضات ورائحة
الحلويات والفاكهة والعطور والورود ..!!
يا صاحبة الشال العنابي رفقا بنا ...!!
لقد حلمت بك هذه الليلة يا مراهقتي
أيتها الطفلة المدللة لم أعرف كيف أقول
لك تلك الكلمات وقتها كنت أتلعثم
لا أجيد القراءة ولا الكتابة لذلك أجعل
حروف العصر الذهبي تناجيك بمشكاة
الهيام والحنين حيث ألبستك الطبيعة
أحلى وأرقى فساتينها آخر تصميمات
الماركات العالمية للموضة .. فيروزية
فاضت منك كل الجواهر اللألئية
الزمردية الرائعة التي انتشرت في
بحري بحرارة الخجل .. صم .. بكم
أمام الروح الملائكية .. أنت فراشة
طاووسية تدغدغ أوتار القيثارة
والعود .. تعبر عن عواطفي المكتومة
المكبوتة المحبوسة حيث تتسارع
تتدافع جيوش أفكاري بسرعة
ضوئية خيالية .. مذهلة .. مخيفة
تشق الأنسجة .. إنها الهرمونات ..!!
اسمحي لي أن أداعبك بالكامل
أراقص أغصانها الحلوة الرطبة
ثم تتدفق نبضاتي إلى فروعها
الناعمة الحانية بخجل بتردد
أتجول ببطء مع كل تمريرة
تتساقط أوراقها الحريرية ...!!
سأكتب عليها أفكاري نوايايا
الرومنسية اللطيفة والشقية
الجريئة لنا وحدنا رغباتي
ورغباتك العسلية الوردية الوقحة
نكتشف دنيا العجائب على خريطتنا
فأنا قاطع الطريق بلا موطن
ولا جنسية ... حيث أحرقت
هويتي حين التقينا في أروقة
الحي .. التوهان الذوبان والحيرة
أمام الحور العين التي مزقت سمائي
وهربت من الجنان تمشي على
الأقدام تمردا عصيانا تصور تعرض
لي كل الزهور والفراشات والأشواك
إنه البث المباشر للوسادة الخالية
التي لم نكملها أيام الصبا ...!!
الإعجاب بهن .. حيث يتجلى
الإعجاز التصويري الجمالي الذي
وهبتهن الآلهة .. انعكاسات جوهرة
حواء الأم في ألف مليون آية
إلى ما لانهاية .. من روح وشكل
ولون وعطر .. الفواتن النواعم ...!!
أقف أمام هذه المعجزة الفردوسية
فأجد العجز .. والشغف والخوف
من الاقتراب .. أنتن الأميرات
أنتن الساحرات ..!! عرائس البحر
والنجوم والجحيم كلكن جواهر
حسان أيتها الحوريات أيتها القاتلات ..!!
كم الاختيار صعب ...!! وخطر ...!!
فهذه برازيلية .. فارسية .. عربية ..!!
وأخرى روسية .. فنزويلية ..
لبنانية ..!!
وجارتي اوكرانية .. سويدية .. خليجية ..!!
وصديقتي بريطانية .. ايطالية .. مغربية ..!!
يرقصن على أوتار وتيني ينشدن
نسمات ليلكية حنطية كم تفرحني
كم تحزنني كم تعذبني كم تؤنسني
كم تغضبني كلما أتيت إليهن تمسحن
مدامعي بأنامل نحاسية تدمي الفؤاد ..!!
هل أنا رجل امرأة ...؟؟ أم ألف امرأة
لرجل ..؟؟ قيصر الجواري ..؟؟ أم زير
النساء ..؟؟أم راهب عابد متنسك ...؟؟
هل عين تشبع ..؟؟ أم العيون لا تنام
من دَسِم ..؟؟ يا صاحبة الوشاح
العنابي ..!! منذ الطفولة المنسية
والقمر يتلعثم في عواطفه يتأرجح
بين الأحلام الوردية الوهمية
وعود الحلم المقنع للحبيب
الذي يستيقظ وتنزلق الشمس
بعيدًا عنه للحظة متأملا آملا
في هذه الثانية الأبدية .. انحنى
جلالته كانت ستدينه إلى الأبد ..!!
إدانة الشمس الفخورة المغرورة
جدا .. أن ينير خطوته التي تصبح
أوضح ، دون الابتعاد عن رغباته
وفي نفس الوقت تطير بعيدا
عنه .. حلق وراء الشمس لقد أراد
بشدة اللحاق والإمساك بها .. تلاعب
أوتاره .. نار هادئة تمسك به لا يمسك
بها ... العذاب الأليم ... المسكين
مقيد ... بين الجلاد والكأس ...!!
يصرخ زيديني عشقا اسقيني من وجع
ومن كابوس .. كان يحب صدقا وفاءا ..!!
مع صبر مع تحمل لاذعات سياط الجناة ..!!
يجد ملاذا يأوي إليها ولذة لازوردية ..!!
إنها "متلازمة ستوكهولم" ...!!
يا أنثاي يا حواء القيصر السعيد قد
ذبلت أزهاره من ضحكة التعذيب ..!!
فوق جنازة جرحى وقتلى من سهام
اصابتني .. فلا بد من هدنة لتضميد
المصابين حياتهم عبء لأنهم أبرياء
عاطفيون ، لقد استنفد ضوءه واحترق
هناك وهكذا ماتت الشمس للطفل ..!!
الذي صار رجلا لا تغره الأجرام
السماوية .. ولا رياحين الجنان
الفردوسية .. أخيرًا مزق الشرنقة
الحارقة .. وخرج من الوسادة
البالية .. يرى بعين الحرية الخلابة
يستنشق ناطحات الجمال السرمدي
شكرا لك أيتها الوسادة الخالية ...❣❣
@ بقلمي/ إدريس
جوهري . " روان بفرنسا "
14/01/23 Jouhari-Driss