جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك

 

ما أنا يا حبيبي..

مريم الأحمد



إلا امرأة بحرية، زرقاء السجية..

كريمة الكفين.. لكن صوتي، كمزق الدببة المتعاركة..

لست تلك الشقراء ذات الحسن و الغنج..

رغم ذلك، فأنا أعدُّ نفسي كاملة الأوصاف.. كأي أنثى أخرى..

خافقي نزق، يرتعش بالحنين.. و لست مصابة بتصلب الشرايين ..

.

عندما ولدتني أمي أناروا غرفتي بالشمع.. لثلاثة أيام كاملة.. و لم أتوقف عن البكاء! ..

أخبرني أبي.. أني كنت أحياناً أرمقه بنظرة حنونة و أبتسم بينما أمد له يديّ الصغيرتين..

تعودت أن أصمم لنفسي أكاليل الزهر و عقود و أساور من العشب..

علاقتي بالأشجار.. غريبة فعلاً.. نتكئ على بعضنا بحنو.. و نتعانق.. كأخوات محبّات..

من كومة الحجارة صنعتُ كوخاً لتحتمي فيه الأرانب و السناجب و الطيور.. في العواصف..

أتأبط ذراع الفجر.. و في كروم التين و العنب..

أغني و أغني..

أظن أني صرت جميلة من كثرة الغناء..

أذرف دموعاً.. لا لشيء.. لكن.. سحر البراري و المروج.. يفتح لقلبي أبواب الحزن و الفرح.. فأرتمي حاضنةً حياتي بين ذراعيّ..

.

أشعر أحياناً أني غيمة.. أو كمشة ضباب.. أفكك أزرار الخوف.. و أخلع سترة القسوة..

أنام على العشب.. طويلاً.. طويلاً..

أسمع قلب التراب و قلبي ينبضان كقلب واحد..

ترنو إلي الكائنات الغريبة في الكون.. في المدارات.. و الدهشات التي توشوش البال..

تحدق.. و أحدق..

و نغيب في نوم.. و عناق..

جميعنا ندور.. و نهيم.. متحررين من فكرة التربص.. العزلة.. المرض.. الهلاك..

.

أنهمر بشفافية ما بين الحقول.. أتوغل في صدى النضوج.. فأنا سنبلة يانعة في حزيران.. و عنقود عنب في تموز..

أنا التفاح في آب.. و التين في أيلول..

الأخضر لوني.. الجبل عشيقي الأول و الأخير..

أسعى إليه كلما ضاق صدري.. في عروقه تمرّ الرعشة فتتفجر ينابيع السعادة.. و يورق القلب..

.

لن أحبه بدلاً منك.. فأنت حبيبي..

ألا تحب ماء الينابيع البارد؟

ألا تعشق عطر القرنفل؟

لك تتغنى الدوالي.. و فيك.!

ألستَ حقلي الجميل على مرامي الخصب؟

عندما يفتك بك الجوع.. ألا تستهويك مزارع البرتقال و بيادر القمح.؟

أنا ابنة الأرض.. لستُ مانيكاناً يعرض التفاهة..

أنا قلب الأرض.. لستَُ حبل نقانق فاسد في الثلاجات..

قلبي سلاسل جبلية تقفز لترى البحر..

لستُ تمثالاً من الخشب.. تتقاذفه أصابع الهواة...

أنا.. صوت القصب الأخضر.. و السماء مسرحي المهيب...!!

... مريم.....


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *