صلاح عبد العزيز
خُدْعَةُ اللُّغَةِ لَا تَنْطَلِى عَلَيْكَ
تَخْرُجُ بِإِصَابَاتٍ عِدَّةٍ
لَا تَرْقَى أَنْ تُخْفِضَ صَوْتِكَ
السَّمْعُ يُخْطِئُ كَمَا البَصَرُ
وَتِلك الحَوَاسُ الذَّائِبَةُ فِى كَيْنُونَتِهَا
فَيَغْفُو لِسَانُكَ عَنْ اسْمِهَا المَنْطُوقِ
كَأنَّمَا هُوَ نَائِمٌ وَمَا هُوَ بِنَائمٍ
وَكُلَّما خَطَطْتَ فِى التُّرَابِِ مَا تَرَى
تَأْتِى الرِّيحُ
كَطُوفَانٍ يَبْتَلِعُ مَا تَظُنُّهُ حَقاً
وَلَا تَعْلمُ
لَهَا اسْماً يُرَدِّدُهُ الخَلْقُ
أَيَّتُهَا البُرُوقُ الذَّاهِبَةُ ،.
أَيَّتُهَا الأَعَاصِيرُ
كَمْ مِنْ مُحِبٍ بِلَا رَجْعَةٍ
كَانَ فِيمَا مَضَى عُنْوانُهَا وَمَكْنُونُهَا
وَفِى أَعْيُنِ الخَلْقِ تَرَى مِنْ مَحَبَتَهَا
مَا لَا يَزُولُ إِلَّا بِزَوَالِكَ كُلِّيَةً
وَهَا أنْتَ تَزُولُ وتنْمَحِى
تُصْبِحُ تُراباً فِى يَدِ حَبِيبٍ آخَرَ
يُعِيدُ الكَرَّةَ وَلَا يَنْتَهِى حَتَّى يَزُولَ
أَيْضاً و.....
وَهَكَذَا مَا أَقُولُهُ ،.
لَيْسَ لدَىّ غَيْرَ أَنْ أَهَبَ نَفْسِىَ لِلتَّلَاشِىَ
رُبَّمَا تَظْهَرُ لِىَ وَأَنَا ذَائِبٌ فِى الذَّائبِِينَ القُدَامَى
وَبِغَيْرِ ذَّوَبَانٍ لَا يَتِمُّ وَصٔلٌ وَلَا وُصُولٌ ..
أَجَمَاتٌ
فِى النَّوْمِ اليَقِظِ
نَعبُرُها مَعَ صَيَّادِينَ نَتَعَرَّفُ إِلَيْهِمُ
يُشْبِهُونَكَ وَبَعْضُهمْ لَا يُشْبِهُ الإِنْسَانَ
وَلَا يَلْزَمُكَ الخُضُوعَ كُلِّيَّةً
وَمُرَجَّحٌ عِنْدِىَ أَنَّ مِرْآةً تَتَجَوَّلُ بِىَ فِى كُلِّ نَفْسٍ
حَيْثُ تَتَوَالَى وَتَتَمَهَّلُ غَيْرَ خَاضِعَةٍ بِالكُلِّيَّةِ
نَحْوَ هَاوِيَةٍ سَرِيعَةِ التَّحَقُقِ تَبْلُغُ مَسِيرَةَ عُمْرٍ
إلَى مُنتَهَى اليَقَظَةِ مِنْ نَوْمٍ يَقِظٍ
فَأَنَا بالكُلِّيَّةَ خَاضِعٌ
وَلَا انْعِكَاسٌ فِى صُورَتِى أَوْ صُورَتُكِ
لِمَنْ يَنظُرُ لنَفْسٍ صَافِيَةٍ بِنَفْسٍ صَافِيَةٍ
كَمَا الغَرَائِزُ تَتَشَابَهُ بِأََسَالِيبٍ شَتَّى
وَمُخْتَلِفٌ عَمَّنْ وَقَعَ بَيْنَ يَدَيْهَا
تَجْعَلُكَ الأَسْئِلَةُ مُرْتَاداً لِأمَاكِنَ
مَا كُنْتَ تَظُنُّ اللُّغَةَ عُنْوانَ بَهْجَتِهَا
..
صلاح عبد العزيز 🇪🇬🇪🇬🇪🇬
9/1/2023
17/2/2023