جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك

 

محكمة الضمير

العقيد بن دحو

لماذا الفنان ، الاديب ، المثقف يعلم آخر من يعلم !؟

اخر من يعلم ، آخر من يرى ، واخر من يتكلم ان بقي للكلام من كلم ؛ من معنى لغوي و اصطلاحي و فقه لغة  ؛ و مما نحثته الفلاسفة السبع تباينت بهم السبل في معبد (دلف) : " تكلم كي اراك" !.

ما تبقى من كلام يشبه الصمت ؛ و صمت يشبه الكلام وعيا قومنا وطنيا يهز الخلق من رتابة ديباجة أهالي المتاحف المفتوحة على الطبيعة و ما وراء الطبيعة.

مالي اراكم نياما في بلهنية *** وقد ترون شهاب الحرب قد سطعا .

او كما قال الشاعر .

ما لكم ترون شريط الذكريات تمر بملء اعينكم وترون و لا ترون ؛  بملء مسامعكم وتسمعون و لا تسمعون.... !؟

كمن يستمع إلى حريق شب في بيت جاره و لم تهتز له جارحة! حتى اذا قيل له النار في بيتك ؛ قال لهم : السلامة في الراس !

وظل كمن يدفن راسه بالرجال؛ نعيمة ان قيل لها احملي قالت لهم انا طائر ، و ان قيل لها طيري قالت لهم انا بعير  !

بمعنى ان سلمت الخلقة فلا يحفل بقواعد الخليقة..... !.

هذه الانانية بالمعنى الحرفي للكلمة ، إلى حد النرجسية السادية المرضية، التلذذ بعذابات جلد الذات .

والجميع يرى حجم (التكالب) ؛ و حجم المؤامرة على الوطن في جميع ربوعه. وهو يرى المستعمر القديم في كل مرة يستنسخ لنا نسخة طبق الأصل ؛ تذكرنا بهويته الحقيقية . بنوستالجياته الكولونيالية ،  حقه التاريخي و مجاله الحيوي اللغوي و الثقافي المزعومين على ارض الجزائر.

وها هي فرنسا 2023 (الحديثة) اليوم و ما بعد الحداثة هي فرنسا بالأمس حادثة المروحة ؛  ( نافرين) 1827 - و سيدي فريج 1830 تتطاول على ارض الجزائر المستقلة ؛ تنتهك سياستها الداخلية و تضرب بكافة الأعراف و المعاهدات و الأعراف و المواثيق الدولية الدبلوماسية  . تحرم من تشاء و تحلل من تشاء ؛ تمنح صكوك الغفران لمن تشاء وتوجه اصابع الخطيئة لمن تشاء !. تجيز من تشاء بحجة الدفاع عن حقوق الانسان ؛ و تغض الطرف من تشاء.

كل هذا و المعني الأول بالامر : المثقف الاديب الفنان بكل هذا ؛  لا عين رأت و لا اذن سمعت . اذن إذا كانت هذه الفئة و الجماعة و القربى الاونتلجونسيا مغيبة وغائبة و معطلة الحواس في الوعي و الاوعي !.

ألم يقل الشاعر ( غابرائييل غارسيا ماركيز ) :

قد انشد الوردة ؛

قد انشد الجعل

لكن إذا الم مكروه بوطني استخدم شعري كسلاح !.

ماذا ينتظر هؤلاء الأدباء و الفنانون و المثقفون !؟

الشعراء ، الكتاب ، الرسامون ، النحاثون ، الروائيون ، المسرحيون ، السينمائيون ، الموسيقيون و كل أصحاب وهواة الطبوع الفلكلورية المادية و اللامادية  في ان يحولوا ( اشعارهم) إلى سلاح و يأتي من أخبار و إشارات و تلميحات ؛ و همز و غمز و لمز مع امواج  الضفة الاخرى للبحر الابيض المتوسط المهتلسة ؛ الثملة المتسكعة المراكب تعلنها جهارا نهارا حربا ثقافية استباقية ؛ ان كانت هذه الفئة الحساسة المستشعرة بالخطر قبل غيرها لا تعي حجم الخطر الذي صار يدق بيوتنا فمن يعي اذن !؟

ليست الدولة وحدها وعبر اسلاكها الامنية و العسكرية مسؤولة ؛  نتركها وحدها تجابه كل هذه التحديات  ( الذبابية) الالكترونية و البيولوجية ؛ عبر اسلاكها التقنية و العسكرية. المثقف و الفنان مطالب اكثر من اي وقت مضى بتوضيح رأيه،  حان الوقت ان يعلنها "!غرامشية" و ينحاز إلى جانب الوطن .

فكل المدارس و المذاهب الفنية و الأدبية و الفكرية عندما قامت الحرب العالمية الثانية ( 1919 - 1939) تركوا اقلامهم و مقاهيهم و نواديهم ؛ و عجبهم و اختلافهم وائتلافهم ؛ و اتحاداتهم ؛ و فردنياتهم ؛ و اغترابهم والتفوا بصفوف الثوار على الثخوم و الحدود و بالخنادق، و عندما انتصرت الجيوش الحرة على النازية و الفاشية و الديكتاتورية العالمية ؛ كان هذا الانتصار انعكاسا على ازدهار الأدب و الفن و الثقافة العالمية ، و من حيث النصر يجر النصر ، و النجاح يجر النجاح او كما تقول الحكمة.

اليوم وذكرى الجريمة الاستدمارية الاستعمارية الفرنسية ماثلة و متجلية أمام أعين العالم ، و على مسرح الجريمة بسكان الصحراء و الجنوب الجزائري ، بل في حق الجزائر قاطبة و العالم ، تلك التجارب الفئرانية النووية الفتاكة على الاهالي بمنطقة رقان ولاية ادرار الجزائر ، و هم مقيدون إلى اعمدة ؛ ينتظرون قضاءهم وقدره المحتوم؛ العد التنازلي و الساعة صفر لتعلق فرنسا عدها التنازلي نحو انهيار حضارتها المادية و قيمها الانسانية . تعلن  شرها الأبيض كما قال المفكر المستشرق ( روحي غارودي) او رجاء غارودي !. ساعة صفرها ؛  حين تعلن عن ( تصفير) منطقه؛ و تعلنها تدميرا نوويا سرمديا ؛ لا منتهيا على أهالي لا حول و لا قوة لهم  ؛ و على بيئتهم ؛ بقدر ما تفهمت نفسها انه بناءا استراتيجيا لوجستيكيا واعلانها بأنها صارت ضمن النادي النووي العالمي الكبير ، الذي اجاز لنفسه الظلم و لا يظلم !.

أمام هذا الوباء الخطير الذي مسنا جميعا كاجيال متعاقبة من أبناء  هذا الوطن.

نطالب بعقد محكمة ضمير ، فكل المجتمعات الحرة التي كانت تطالب مستعمريها و مستدمريها القدامى بالاعتذار و التعويض ،  طالبته في حق نفسها اولا ، اي كان تجري محاكاة تمثيلية لمحاكمة ضمير لفرنسا على جرائمها فبالغالب ما يجرى على الركح المسرحي او السينما او في أي فن من الفنون الزمكانية هو عين الصواب بالواقع.

بالواقع لا يمكن فصل الظاهرة الإجتماعية عن الظاهرة الأدبية الفنية الثقافية باعتراف فرنسا ذاتها عبر مفكريها و مثقفيها مثل ( روبيرا اسكاربيت ) في كتابه سوسيولوجية الأدب.

لكن مادام جماعتنا ( نائمة) فلما التباكي على الوطنية و القومية ، و شعار السواد الأعظم منا : تخطى راسي و تفوت.... " !.

محكمة ضمير اولا ، محبكة السيناريو ، و مبدع الحوار لجمهور محلي اكثر منه وطني اكثر منه عالمي. محكمة ضميرهم موضوعها الإنسان منطقة ( رقان) ولاية ادرار - الجزائر نموذجا و امثولة و موضوعها:   العدوان النووي على رقان  ، ووقتها وزمانها :  :  كل عصر و كل زمان.

الى غاية ان تجد هذه الكلمات تجسيدا على ارض الواقع و المواقع اعلنها صراحة انا مع الوطن و مع الدولة الجزائرية حكومة وشعبا وجيشا و اسلاك امنية مختلفة حتى لو كانت فرنسا مظلومة !.

في الاخير لم يبق لي غير هذا البيت مما تبقى من " حمراء" و "حميراء  " الاندلس :

اتبك وطنا كالنساء

لم تحافط عليه كالرجال !؟.

والبقية صمت......!




***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *