فتحي مهذب
الضرب بالكلمات.
كان أبي لا
يضربنا بالكرباج عند ارتكابنا الهفوات وسقوطنا في فخ الشيطان.
كان يضربنا
بالكلمات ضربا مبرحا بعد شحذها وإيداعها مسامير حادة مقدودة من معدن الدلالة
الجارحة. بينما أمي تقوم بتضميد بقع الكدمات الزرقاء المنتشرة على جلد الروح التي
خلفتها لذعة كلماته الحارقة.
كانت عيونه
تتكلم بقسوة وتلدغنا كأفعى مجلجلة حين نرتكب حماقة أو جريرة ما.
مات أبي في
المهجر .
دهسه جنازير
العزلة المتوحشة. ورحلت أمي مع أول عاصفة
نسيان.
وهانذا أحاول
إسقاط محنتي القديمة على الأشياء.
أحاول ضرب
العالم بالكلمات
حتى تستوي
الحقيقة على سوقها
أحاول ضرب
الخفاش الذي يحلق في بحة صوتها . .
أطلق سربا من
خراطيش الكلمات
لكن لم أوفق
إلى حد الأن.
أحاول ضرب
ذبابة المخيلة بكلمة
طويلة العنق
لتهدأ روحي من الدوران الممل لكن لم أفلح.
أحاول ضرب
الموت على أليته..
الموت الذي خطف
كواكب عائلتي
الجميلة.
لم أزل أحاول
حد الجنون .