محمد الطحيني
أفلاطون والجمهورية
سأتناول في سلسلة من المقالات بحث متكامل عن المدينة الفاضلة لأفلاطون علي
أستطيع تقديم بعض الفائدة لإخوتي واصدقائي ....
· فكرة عن الجمهورية:
هذا الكتاب كتبه أفلاطون على لسان أستاذه سقراط، حوالي 400 قبل الميلاد،
وهو عبقري بلا شك، حيث تناول مناقشة قضايا تخص الدول والمجتمعات الشرقية والغربية
منذ فجر التاريخ الإنساني، وحتى يومنا هذا يناقش أفلاطون في بداية الكتاب فكرة
العدالة، وكيف نبني دولة عادلة أو أفراد يحبون العدالة
رأى أفلاطون أن النفس البشرية تنقسم إلى ثلاث قوى: الناطقة (العاقلة)،
والغضبية، والشهوانية، يقابلها في المدينة ثلاث وظائف: الحكم والدفاع والانتاج..
وقد قسم أفلاطون الناس إلى ثلاث طبقات: الحكام (القوة الناطقة)، الجند (القوة
الغضبية) والشعب.. وأسند مهمة الحكم للطبقة الأولى (الفلاسفة) والدفاع للطبقة
الثانية والانتاج للطبقة الثالثة. ثم يبين أفلاطون طريق انتقاء أفراد كل طبقة من
هذه الطبقات. وكيفية تربيتهم.. علما بأنه لا يفرق هنا بين الذكور والإناث في طبقة
الجند (الحراس) فعلى المرأة أن تشارك في الحراسة والدفاع، وعلى الدولة أن تتكفل
بتربية الأبناء.
لقد تأثر أفلاطون في جمهوريته بالأساليب التسلطية الإسبرطية، تأثر المهزوم
بثقافة المنتصر. بالطبع.. انا ارى انه لا يمكن ان تتأثر ثقافة المهزوم بثقافة
المنتصر الا إذا فرضت قسرا كما فعل العثمانيين في البلاد التي غزوها لم يستطع
أفلاطون تحقيق دولته المثالية تلك أبدا.
ü يقدم الكتاب
من خلال المحاورات تعريفا للعادل وهو الحكيم والصالح، وإن المتعدي هو الشرير
والجاهل، وهو يظن ان الانسان يميل بطبعه الى التعدي أكثر من العدالة، والدولة
ينبغي أن تعلم الافراد حب العدالة، ويشبه أجزاء الدولة بأجزاء الإنسان...
الدولة تنقسم إلى:
1- طبقة الحكام
2- طبقة الجيش
3- طبقة الصناع والعمال
ويقسم افلاطون الانظمة الحاكمة الى 5 اقسام:
1- حكومة القلة الفاضلة (النظام الارستقراطي): هو ان يحكم أفضل الناس
وأرشدهم ويدخل عامل السن ضمن الصفات حيث يعتقد ان الكبير الفاضل يقدم على الصغير
الفاضل ويتم الاختيار من قبل العلماء والمختصين بعد اختبار هؤلاء الفضلاء.
2- حكومة الطامحين واصحاب الشرف (النظام التيموقراطي): يحكم الناس اصحاب
الطموح والمندفعين نحوا السمو والشرف والغلبة.
3- حكومة الشعب (الديموقراطية): تعطى الحرية الفردية مجالا كبيرا ليشارك
الاغلبية في صنع الحكومة.
4- حكومة الطبقة الغنية واصحاب الثروات ( الاوليوجارية): ويحكمها الاغنى
والاكثر جاها ومالا فيحكم الغني الفقير.
5- حكومة الجبروت والطغيان (الاستبدادية): ويحكمها المتجبرون والمجرمون
الذين يحكمون بالنار والحديد ويستعبدون الشعب.
ويقسم الانسان الى:
1- الرأس وفيه العقل، وفضيلته هي الحكمة 2- القلب، وفيه العاطفة، وفضيلته
هي الشجاعة 3- البطن، وفيه الشهوات، وفضيلته هي الاعتدال * والدولة العادلة هي
التي يقوم كل فرد فيها بالعمل الخاص بطبيعته: الحاكم يحكم، الجندي يحمي، العامل
يشتغل * وهكذا تكون فكرة العدالة في النفس البشرية: العقل يضبط الشهوات، العواطف
تساعد العقل في عمله، كالغضب ضد الاعمال المنحطة والخجل من الكذب * والعدالة
الاجتماعية هي جزء من هذه العدالة الداخلية / عدالة النفس
يتبع ....
محمد الطحيني
