ماهر محمد
الآن
يبدو كل شيء مثالياً جداً
لارتكاب جريمة..
عقارب الساعة تتخذ وضعية الهجوم
لتلسع صدري ودسّ سمّ الوقت تحت جلدي..
أسترجعُ ذكريات سريعة
مُحّملة على عربات الفوضى
مرّت من هنا سابقاً..
لا لشيء
ربما لأعطي النفس هُدنة
مع وسوسة السكاكين
وامتطاء ظهر النهاية..
هل كان عليّ أن أعدّ إلى العشرة
إلى الألف
إلى ما لا نهاية
قبل أن أُحبك..
قبل أن ينهال علينا سقف السماء..
قبل أن تدّكه التقاليد العائلية
على رؤوسنا..
حسناً
الساعة الآن الواحدة صباحاً
والعقارب تراقب صدري
وأنا أراقب من النافذة..
عربة فوضى تقف أمام منزلي الآن
واحد..
إثنان..
ثلاثة..
الجرس يدّق
رسالةٌ على عتبة الباب :
"ألقاك في الآخرة..
أحبك"
ألتفتُ خلفي
أجد السكاكين تبتسم في وجهي..
******
من نصوص "هلوسات"
إنها الساعة الخامسة صباحاً بتوقيت الكادحين
وكلّي يقين بأن الشروق آت لا محالة بعد لحظات
يُخيّل لي أني ما زلت مُمّدداً على السرير
أعدّ خيباتي الكثيرة في الحلم
خيبة بعد خيبة
أُحصي عدد الطعنات التي نالت مني
أُحاول سدّ تلك الحفر في ظهري
الأشبه بملعب غولف
عدتُ من هناك
ولا أحد يسألني من أين
لأني لا أعلم في الحقيقة
أستيقظ..
أجد نفسي على التراب
لا سرير لديّ ولا شروق
إنها الرابعة عصراً بتوقيت الأموات
أشعر ببرودة شديدة في ظهري
ألتفتُ بصعوبة إلى الخلف
فلا أجد ظهري
لقد سرقوه يا حبيبتي
وتركوني في القبر
بلا ظهرٍ أو سند..
ماهر محمد
فلسطيني من سورية