معنى الجائزة في الفن و الأدب و الثقافة
العقيد بن دحو
منذ عهد الحضارة الاغريقية الأولى، أين كانت الآلهة تملأ الوجود ، و
الاسطورة ميراث الفنون بل شبيهة بالتاريخ ، و الجائزة تطرح عدة اشكالات و تاويلات
و دلالات رمزية
فبعضهم جن وذهب عقله ( اياس) عندما لم يحصل على الجائزة و فاز بها غريمه و
منافسه. كما البعض منهم نوفي خارج الأوطان و بعيدا عن الإخوان، و هو حاصل على
الجائزة ( درع و سهام هرقل المجنحة) مثل البطل ( فيلوكتيتيس) .
اما في تاريخنا المعاصر ظلت الجائزة قائمة و سارية المفعول ، إلا انها لم
تعد تؤدي دورها الحضاري المرجو منها . بعد ان صارت مطمع كل من هب ودب ، رخص ثمنها
و ذهب بريقها و لم يبق منها الا
اللهم..... و شيئ من حتى..... !
كلنا صرنا على علم كيف تمنح الجوائز و التكريمات إلى غير أهلها، كتا تعلم
كانت تمنح بالغالب لأسباب سياسية او اجتماعية للمواليين او لا صحاب التملق و
الشيتة و لللاقربين و حتى للجيل و
للمعارف.
للاصحاب.
الا ان لازالت الدنيا بخير عندما تسمع من هنا و هناك محليا ووطنيا و عالميا
ان الاديب الفلاني او الفنان المفكر العلاني رفض استلام هذه الجائزة او تلك.....!
هذه الغيرة الأدبية و النخوة و الشهامة و الانفة و الكبرياء الفني الفكري
في زمن الانبطاح و الفساد الثقافي ، في زمن الميوعة و الخلاعة و سقط المتاع و الرويبضة
و الديوثية بكل معانيها اللا اخلاقية القصوى و الدنيا.
ما الجائزة حسب سوسيولوجية الأدب الا نوع من انواع التمويل ورعاية الأدب و
الفنون.
ما الجائزة الا نوع من انواع التشجيع لادباء و للفنانين مبتدئين ناشئين
ليواصلوا المسير ، و يتم التعرف بهم بالدوائر الثقافية و الفكرية.
الا ان احيانا الجوائز إذا كانت ذات مبالغ مالية معتبرة كجائزة نوبل ، يكون
عائدها كبيرا على الاديب الفنان المفكر و تنعكس ايجابا على واقعه المعاش اجتماعيا
الا ان بعض التنويرين الفرنسيي يحطون من شان الجائزة على ان تكون ذات شان
فهي لا ترفع و لا تخفض من قيم الاديب في
شيئ !، بل ينعثونها بتلك الجزرة التي تقود الحمار.....! .
جميل ان تكون لنا جوائز حكومية و تكريمات او بمثلها مستقلة ، لكن الاجمل
عندما تجعلها في حجمها الطبيعي فهي ليست كل شيئ مجرد أشياء طيبة تطيب بها عن جبر
الضرر و الخواطر ، حتى يخادع الفنان الاديب المفكر نفسه انه يقدم ذكرا يسمع....!
الجائزة ليست كل شيئ ، وسيلة و ليست غاية ، و لا سيما تلك الجوائز التي لا
تضيف شيئا لصاحبها.