الشاعر فريد مرازقة الجزائري
الأمة الخرسا
🔴 الأمة الخرسا
ما بالُ أُمّتِكُمْ عنْ بؤْسِهَا خرْسَا
كأنَّهَا تبتغِي فِي عَيشِهَا البُؤسَا
فِي كلِّ يَوْمٍ ترَى ذُلًّا فمَا نطَقَتْ
كأنَّهَا جُعِلَتْ بينَ الوَرَى جبْسَا
السيفُ فيهَا غدَا للرَّقصِ مقبَضُهُ
والنَّصْلُ من وجَلٍ صنوَ العصَا أمسَى
تُبْدِي الشُّعُوبُ قِوَى لا بأسَ يُخضِعُهَا
وَالكَلبٌ مُغْتصِبٌ فِي نومِهَا القُدْسَا
سبْعوُونَ عامًا مضَتْ فِي القَوْلِ وَاخجلَا
وَالفعلُ لَمْ نرَهُ منْ أُمَّةِ الخَنسَا
كُلٌّ يرَى نفسَهُ ضِرغامَ أمَّتِهِ
لكنَّ همَّتَهُ تستعذِبُ النَّكسَا
بيعَتْ شهَامَتُنَا فِي سوقِ ذِلَّتِنَا
لمنْ نذالَتُهُ فِي الدَّهرِ لا تُنسَى
يَا أُمَّةً اللَّاصَدَى التَّاريخُ يلعَنُنَا
وَ سوفَ يُبْدِعُ فِي أوهامِنَا كَنسَا
ما عادَ يا أمَّتِي التَّندِيدُ ينفَعُنَا
أمَامَ من يقتلُ الإنسانَ والنَّفسَا
فالقَولُ في عرفِهِ هذْيٌ بلا أملٍ
لا ينتهِي الكلبُ إلا إنْ قضَى رَفسَا
هناكَ في القُدسِ طِفلٌ يستغيثُ وَأمُّ
قلبُهَا راجِفٌ فلتنصُرُوا الحِسَّا
هل سَوفَ أمتُكُمْ تُبدِي شَهَامَتَهَا
أمْ تكتفِي بِشعارٍ يَعبُدُ البَخسَا؟
الشاعر فريد مرازقة الجزائري