جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
حامد حبيبروايةنقد

مذكّرات الراقصة (هويدا جلال)تفضح أهل القمة

 

مذكّرات الراقصة (هويدا جلال)تفضح أهل القمة

                  ------------------------

قراءة فى رواية:
      "الرقصة الأخيرة  The last dance"

للروائية الفلسطينية المصرية:

 (تغريد مصباح Taghried Mosbah)

بقلم : حامد حبيب _مصر

By : Hamed Habib _Egypt


-----------------------------

اثنان وعشرون مسوَّدة فى مذكّرات الراقصة(هويدا جلال) تفضح واقع أهل القمة:

_د.جلال صالح (اين كبير البلد)

_طلعت الوزّان (من صحفي مبتدئ_ لرئيس تحرير جريدة صفراء)

_رشدى رفيق(أحد زبائنها)

_ (فارس الصيّاد/فؤاد الصناديلي.."الرجل الذي صعد إلي القمة بسرعة الصاروخ،والذي كان يعمل

بالشئون القانونية بسفارة مصر في السعودية، وكان

في الأصل محامي تحت التمرين..عاد إلي مصر وتحوّل بقدرة قادر لرجل أعمال شهير،وعضو بمجلس الشعب").

_سعيد بك (الذي قدّمها لشارع الهرم)

_سعدون (زوجها السعودى الذي استخدمها في تخليص صفقات لرجال أعمال بتسهيل ليالي حمراء معها)...وآخرون.

_شادي الداعوق (رجل أعمال لبناني)

*وأما من كشفت الرواية أسماءهم ،فهم :

_عمر شهاب (صحفي بالقطعة ،ولايُكتب اسمُه علي مقال ..يعيش في لوكاندة بالسيدة زينب..إلي صحفي مُعتمد بشكل رسمي يمتلك شقة فاخرة متعدّدة  الغُرف بالتجمُّع الخامس وسيارة فا خرة)

_علاّم ( الصحفي المغمور،كاتب المذكرات..الذي تظاهر بالخجل والحياء وطلب عدم ذكر اسمه علي المذكرات)

*تلك هي الشخصيات الأساسية الفاعلة والمؤثرة في الرواية.

* الاماكن التى جرت بها الأحداث:

_ بيتها الريفي البسيط بالقرية.

_ بيت الحاج صالح: أكبر بيوت البلدة.

_كباريه في شارع الهرم.

_بيت زوجها السعودى.

_شقتها.

_فندق هيلتون.

_مقر جريدة الخبر.

_لوكاندة بالسيدة زينب.

..وأماكن أخري هامشية.

—-----------

    من  القاع  إلي القمّةِ  حكاياتٌ  نزَّت  بها  الرواية،

تكشفُ الوجهَ القبيح لاهلِ القمّةِ في المجتمع، وتُعرِّي وتفضح  كلَّ  المُتستِّرين   بقناعِ  الفضيلةِ  والشرف،

وكشف   الستارِ  عن   الوسائل َ  التي  يتَّبعونها  في

 الوصولِ   إلي  القمة ... أولئك  الذين  تبنَّوا  منطِق

(ميكافيلّلي) : "الغايةُ تُبرِّرُ الوسيلة".

بحسب قول (هويدا صالح)في مذكّراتها:"إنها قائمةٌ

طويلةٌ  وسنواتٌ    أطول   قضَتها   بين   سياسيين وصحفيين ، ورجال أعمال ، ورجال  وصلَت  لِحاهم

إلي أسفلِ صدورهم،يتاجرون باسمِ الدين..كلّـ واحدٍ

منهم له بصمةٌ علي جسدِها…"

كان صعودهم علي أكتافِ الطبقةِ الدنيا ،من الفقراء أو الضعفاء  أو ذوي  الأحلام ،  باستغلال  مشاكلهم،

إما بالإغراء أوالقوة ،وحين همّ الضعفاء باستخدام

وسائلهم للتسلٌُل إلي قمّتهم،كانت النهايات المُفجِعة

لاحلامهم وتطلُّعاتِهم..هي حربٌ خفيّة للصعود ،حتي امتلأ برواز "Frame "أهل  القمة  من  هذه الشاكلة.

استطاعت   الروائية   ( تغريد مصباح )  من   خلال روايتها"الرقصة الأخيرة" كشف  الأقنعة  عن هؤلاءِ

المُزَيَّفين   وفضح   أساليبهم   الوقحة  الدنيئة  في الوصول من خلال بطلة روايتها(هويدا صالح/ندي ابراهيم)  _ الراقصة الشهيرة_ ومن   خلال   فكرة المذكرات Memoirs "التي هي في  الأساس فتاة ريفية فقيرة في أسرة تضمها وامها واختها سامية،

تتجرّع مرارة الفقر ،وتعمل كخادمة في بيت الحاج

صالح أكبر بيوت  البلدة ، لتتجاوز  أحلامُها الحدود

وتتعلّق بابنه  الدكتور(جلال) ،  الذي اصطدمت في شخصيته ،حين سحبها للبدروم _بعد أن رقصت في فرح أخته ( ناهد ) كما وعدت _ في ظنًّ  منها  أنه

يريد  الاعتراف لها بحُبّه ، لكنه كان  ينوي افتراسها

جسدياً ، بل اكتشفت أنه اتفق مع أصحابه القاهريين

أن يدعها لهم  بعد  أن  تهدأ  ثورته ، لينال كلٌّ منهم نصيبَه  منها ، لكنها  استطاعت  الإفلات   من   تلك المصيدة ، ودخلت في تحدًّ مع نفسها  أن تنال منه

بوصولها   لعالم  القمة ، الذي  تهيا  لها   بالسفر  مع (عواطف) صديقتها ، التي كانت تعمل  كخادمة في إحدي الشقق بالقاهرة،وقد يسّر لها ذلك،رجل حضر حفل زفاف ناهد أخت دكتور (جلال) ،والذي أعجب برقصها،فأعطاها كارت به رقم تليفونه  للعمل هناك،

لتبدأ رحلة صعودها في تحدًّ للدكتور ( جلال) الذي اصطدمت في حبه وأخلاقه ، وهو  مادفعها  للسفر وولوج عالمٍ  آخرغريب،إلي جانب تمرُّدها علي حالة الفقر  الذى تعيشه ، والذي  جعلها  في  مِنطقةٍ  أدني

 أطمعَ أولاد الذوات فيها،ونظروا إليها علي أنهامجرّد

 فريسة لإطفاء شهواتهم.وهناك في القاهرة ينصحها

( سعيد بك) الذي كانت تخدمه (عواطف)  صديقتها

 أن  تعمل  في  شارع  الهرم ، وهناك استغلها صاحب الكباريه أشد استغلال بعدما  أنجز من ورائها  أموالاً

طائلة،ووصل النزاععلي أشده بينهما، لترفع  نصيبها

من الربع لنصف الدخل،فيتدخل رجل عربي سعودى

(سعدون) ويقنعها بالزواج وفرحت أنها ستترك هذا العالم القذر ،وتعيش مع زوج وتنجبأطفال ،وسافرت

 معه،غير أنها فوجئت  به أنه  مُجرّد  قوّاد  يستغلها

لتخليص   صفقات    مشبوهة ،  واستدراج  البعض للحصول علي مستندات بتسهيل استدراجهم لفراشها،فانكشف وجهَه  القبيح ،   لكنه  زوجها،

ويحتجز جواز سفرها،لاتجد مفراً سوي الهروب للشارع،لعلها تجد حلاً،فينتشلها (فارس الصياد)

المصري الذي يعمل بالشئون القانونية  بالسفارة السعودية ويخلّصها من تلك  الزيجة   بالطلاق،

ويرسلها إلي القاهرة لتكون في انتظاره،ويكتب

 لها شقة باسمها،ويجلب لها صديقتها(عواطف) لخدمتها،فكان فارسها المنشود،غير أنها  صُدِمَت في هذا الفارس ، فقد كان قوّاداً هو الآخر،استغلها أسوأ استغلال

في الابتزاز وعقد الصفقات المشبوهة،بعدما سهّل لها عقد  عمل  في  فندق  هيلتون  ، فسقط  من  نظرها

كسابقيه،وبصعوبة بعد سنوات ، استطاعت  التخلص منه، ولكنه أغلق أبواب العمل في الفندق والكباريهات في وجهها،فماكان أمامها إلا أن تمكث في بيتها،بعد أن انحسرت عنها الأضواء ، ثم تتعرف علي

(عمر شهاب)ذلك الصحفي المغمورفي جريدة"الخبر"

 الذي يعمل بالقطعة،ولايُذكر اسمه في مقال ،ويعامله رئيس  التحرير  أسوأ  معاملة ، فيتردد علي الراقصة

(هدي جلال)وترتاح إليه،ويبيت معها الليالي وتكشف

 له رويداً عن علاقاتٍ مع أبرز الشخصيات،فيجد في

 ذلك خروجه من عنق الزجاجة،خاصة بعد أن أفشت له بعلاقتها مع (طلعت الوزان) رئيس التحرير ، وأن لديها ورقة زواج عرفي كتبها قبل قضاء إحدي سهراتِه معها،فينتهز الفرصة ،ليجعل رئيس التحرير

 يِعيّنه رسمياً وينشر مايكتبه من  مقالات باسمه،

ويعلم نيتها بنشر المذكرات فيصطاد فريسة بعد أخري من تلك الشخصيات،حتي يكتب له أحدهم شقة فاخرة بالتجمع الخامس،ليصعد نحو عالم القمة من خلال مذكراتها وهي تعلم بذلك وتوافق عليه…فهي  التي  نصحته  قائلة : "  إن  الحياة  عبارة عن سُلَّم،وكلٌّ منهادرجة  في  ذلك  السُّلّم ، يستغلّها

الأقوياء للصعود إلي القمة،ثم يدوسون  عليهما بأقدامهم،بلاشفقة ولارحمة"..قال في نفسه:

"أنتي وأسرارك وحكاياتك بقت سلّم صعودي للمجد والشهرة والمال"...

وكانت قد اتفقت مع صحفي مغمور  يُدعي (علّام)

لكتابة مذكراتها،والذي وافق بشرط عدم ذكر  اسمه عليها،فوافقت وعزمت علي كتابة اسم(عمر شهاب) عليها..كان(علام)شخصاً نحيلاً خجولاً يتصبب عرقاً إذا ماانكشف من جسدها شي أمامه..

إلي أن انتهى من كتابة المذكرات ،  ويُفاجأ (عمر)

من المذكرات أنّ الرجل الاشد قسوة   في  حياتها

والذي استغلها أبشع استغلال هو(فؤاد الصناديلي)

الذي هو  ذاتُه (فارس الصياد) والذي هو  ذاته والد شروق التي أحبها، وكانت تعمل معه  في الجريدة،

والتى رفضت أن تعيش في ظل أبيها،والذي تقدم له مرة لخطبتها فرفضه، وفي  المرة الأخري استهزأ  به ونعتَه بأنه مجرّد صبي رقّاصة ، فلما علم  بحقيقته،

ذهب إليه لخطبتها  مرة  أخري  ، وفي  جعبته  تلك الصور والأسرار التيجاءت في المذكرات،لكنه توعّده

 وهدده بإنهاء حياته"

أمّا مالم تحكِه المذكرات وكشفته الرواية فهو :

              "لقاء أهل القاع بالأحلام"

أن (عمر)أخذ (هويدا)للعيش معه بشقته الجديدة في  التجمع الخامس  ، بعدما   سافرت   صديقتها عواطف  للاسكندرية ، لتكون  بجوار  ابنتها   أثناء الولادة، ويعرض عليها الزواج ، وأن ينسيا الماضي بكل مافيه، ويعيشا الحاضر ، وطلب منها أن ترقص رقصتها الأخيرة له.." ومالمانع في زواجهما،فهما من نفس  الطينة ، نفس  الملامح  والقسمات.. طحنتهما الظروف،ودفعهما الفقر إلي التنازل كثيراً ،وآن الاوان أن يجمعهما بيتٌ واحد.." لكن الكبار  لن  يتركوا أهل القاع أن يظفرا بشئٍ  من هذا الحلم .. هناك خطوط

 حمراء  لايجب  تجاوزها  عند  أهل  القاع ،  فكانت النتيجة:

_مقتل الراقصة (هويداجلال)و(عمر شهاب) بعدما اكتشف السكان وجود رائحة مُنتنة من شقّته.

_تلك المفاجأة الخاصة بالصحفي المغمور الخجول

الذي وثقت به(هويدا) فأفشت إليه بكل  أسرارها،

حتي أنها رفضت أن تأ خذ منه (الفلاشا) التي عليها

 المذكرات، وأمَّنته  عليها ، أن كان  أحد  الوصوليين الخائنين ،بأنه منذ بداية المذكرات وهناك اتفاق بينه وبين(فارس الصياد/فؤاد الصناديلي)علي أن يسلمه

المذكرات  والمستندات  الخاصة ب (هويدا) والذي كان  مصيره  بعد  مقتل (هويدا) و(عمر) الاختفاء الغامض.

_اكتشاف (شروق) لحقيقة أبيها وانتحارها  أمامه،

للذهاب إلي عالم ليس به زيف،فكانت هي الوحيدة التي  تحمل  الطهر  والبراءة ، رغم  أنها  من  صلب الصناديلي(فارس الصياد).

لم يحدث وان التقي أهل القاع بأهل القمة…وذلك تمثّل في رفض الصناديلي لعُمرفي أن يتزوج ابنته…في التخلص من عمر وهويدا. في اختفاء علام.

ويبقي صدى الرواية متمثلاً في تلك الكلمات التي وجهتها (هويدا) للدكتور (جلال)فيما  بعد بسنين طويلة،حين وصفها بالعاهرة،فقالت:

"أنا عاهرةٌ بجسدى..وانت عاهرٌ بضميرك الفاسد .."

وقول ا (لصناديلي/ فارس الصياد)ل(عمر):

"..إنّ الصعاليك مهما صعدوا إلي القمة بطرُق مشروعة أو غير مشروعة ،سيظلون صعاليك .."

*هكذا استطاعت الرواية أن تكشف عن هذا الوجه القبيح لأهل القمة .

وقد استطاعت الكاتبة بسردٍ شيِّقٍ جذاب،منذ بداية الرواية أن لاتدع القارئ ينصرف عن استكمال قراءة الرواية، التي استخدمت فيها عناصر المفاجأة والفلاش باك ، لتكشف لنا زيف الصورةالتي نعيشها.

ولقد نوّعت في جنسية ذكر  الشخصيات ، لتعطينا صورةً ، علي أنّ هذا الخداع الذي  نعيشه  قائمٌ في أجواء بلادنا  العربية دون تفرّد بلد عن آخر.. فمنهم القوّاد ومنهم الانتهازي ، وآخرون  أصحاب صفقات مشبوهة ،و منهم الراشون والمرتَشون..وفي النهاية يظلون  هم  أهل  القمة ، التي  فضحتهم   مذكرات راقصة.

*تحياتي للكاتبة الرواية (تغريد مصباح)

تمنياتنا لها بدوام التوفيق.


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *