العقيد بن دحو
المسرح و الفوضى
===========
الفن عموما قائم على النظام ، و ليس على اساس الفوضى.
قائم على النسبة و التناسب كما يقول (ستانسلافسكي) ، او على النظام كما
يقول افلاطون.
إلا أن اقوامنا و البعض من يريد أن يغتنم في تركة( الرجل المريض) !.
البعض وجدها من اليسر و السهولة بمكان ان يعتمد جمعية ما ثم ينظم ما ينظمه المنظمون من مهرجانات باسم
ابي الفنون المسرح او الفن الرابع و ما هو الا ( كرنفال في دشرة).
هذه التسهيلات التي افرزتها الجهات الوصية ، سهلت على الطفيليين ، الانتهازيين
، الاشباه ، الانصاف من الاستنسار في فن المسرح .
تبدا الفكرة المسرحية سمحة ، بيضاء ، بريئة لكنها سرعان ما يدخل عليها
هؤلاء الغزاة الجدد ، يغيرون من طبعها و تطبعها و يحيلونها إلى مزيج بلا
مواصفات.... . و هكذا الشخص غير النظيف يريد دائما السباحة في المياه العكرة.
الصفاء يفضحهم ، يكشفهم على حقيقتهم ، هم لا يريدونها مسرحا خالصا صرفا.
انما يريدونه عكرا بمواد اخرى كالرياضة مع المسرح ، السياحة مع المسرح ، و التجارة
مع المسرح او حتى الفلكلور و الدروشة و اشياء اخرى من التهريج و الضجيج و العجيج
!.
هذا الخلط و الجلط مكنهم من ان يسودوا لبعض الوقت و يصيرون امناء ، شفعاء
حراسا لهذا الفن !
ولحسن الحظ و النوايا الحسنة للخيريين انقذوا ما يمكن انقاذه.
إنقاذ المسرح يجب اولا التخلصومن هؤلاء المتربصين بالحركة المسرحية؛ هم او
لا أحد. .
الان عندما تعيد الوزارة او الجهة الوصية ما لله لله و ما لقيصر لقيصر
، تناقش برنامج هؤلاء (...) و تكتشف بأنه
اجوف وخواء من الداخل و الخارج ، تعيد الكثير في وجهات النظر ، لهؤلاء الذين لا هم
لهم الا ان يظهروا بالصورة ، و يطلعوا في لوحات بروبجندا الفن الاعلانية.
حان الأوان ان تقيم و تقوم الحركات الفنية بالجزائر ، ولا سيما المسرحية
منها.
لابد أن نعيد الاعتبار للمسرح و تقيم و نقوم ما انجز. للانطلاقة من جديد.
كون المسرح يختلف كلية عن اي فن زمكاني. المسرح مراة المجتمع. وجدانيا و عاطفيا و
عقليا ، كلمة ، شعرا، فلسفة ، و تاريخا.
ان النجاح لا يزال ممكنا ، و لا
يزال قائما فكرة خصبة في ادمغة المخلصين الغيورين على الوطن ، و ليسوا الجهويين،
الجغرافيين ، العرقيين، العنصريين ، الذين ادلجوا الخبز و الملح و الغناء .
لابد بالنهاية ان يسود الصفاء ، و
الصدق الفني لهز الخلق الابداعي الوجدان من جديد.
ويصير المسرح من اجل المسرح و للناس اجمعين الاوفياء ، النزهاء، و الاكفاء
، الذين يرون بالاعين ربوع الوطن.
المسرح فن جميل أصيل ان عرفوا أبنائه، ز شفعائه ، و حراسه كيف يخلصونه، و
يفكون اسره من اصفاد و اغلال الغوغائيبن الاستغلاليين اللاموهبة ، الذين يبثون
الفوضى الخلاقة و غير الخلاقة ، كيما يسودون ، و كيما يصيرون اشخاصا مهمين ، بعد
ان خانتهم موهبتهم ، و تخلت عنهم ملكة ابداعهم ، و ما بقي لهم الا وقت متأخر بدل
الوقت الضائع لتسدل ستارة مسرح الكشف - أجلا ام عاجلا - عن اكبر اكذوبة أشخاص،
كانوا دائما يتكلمون عن المسرح حين لم يك أحدا يريد أن يستمع إليهم، و فق لغة
الخشب او لغة الكراسي للكاتب المسرحية العالمي ( يونسكو يوجين).
او هم أبطال القلعة للسيد كلام و للسيد صمت !.