بلاد الشام ومكر الاحتلال
بلاد الشام ومكر الاحتلال
كان الانجليز والفرنسيين قد حقّقا في بلاد الشام بعض النفوذ قبل وقوعها تحت الاحتلال عن طريق استغلال الكثير من الطوائف في تلك المنطقة خصوصاً في لبنان .. ففرنسا مدّت يدَ المساعدة ل"الموارنة" وقرّبتهم إليها ، ومدّ الانجليز يد العون ل"الدروز" وقربتهم إليها.
وقبل الحرب العالمية الأولى كانت بلاد الشام والعراق وجزيرة العرب ترتبط بالعثمانيين سياسياً
وإسمياً، ورغم ذلك لم يتحقق لهم الاستقرار في تلك المنطقة ، فعمل الاستعمارُ علي قطعِ الروابط بين العثمانيين ومابقي تحت أيديهم من بلاد العرب ،من
خلال إشعال النيران القومية ، ووعود العرب بالاستقلال عن العثمانيين.
وكانت البداية مع الشريف حسين (شريف الحجاز)
من أسرة الاشراف التي كانت تحكم الحجاز ،
بتنصيبه ملكاً علي الأجزاء العربية التابعة العثمانيين إذا ماساعدهم ..وبرزت فكرة تولية الشريف حسين ملكاً للعرب ، وساعد المستعمرون(الشريف حسين)
فى دعايته ، ليس من أجله ولكن باعتباره الوسيلة التى ستمكّن لهم في بلاد العرب ، وبالفعل انتهت
الحرب العالمية الأولى بهزيمة العثمانيين ، ووقوع بلاد العرب في أيدى المستعمرين .
وفي البداية عملوا على تولية (الشريف حسين) على بلاد العرب ، لكي يُثبِّتوا أقدامهم فيها أوّلاً، فعيّنوا ابنه (فيصل) علي الشام،لكن الاستعمار راجعَ نفسَه فوجد أنَّ تحقيقَ أهدافِه لاتستدعي هذا الكمَّ الكبيرَ من البريقِ ل(لشريف حسين) وأسرته، فطوّرواخطّتَهم وقاموا بتعيين الملك (فيصل) علي العراق، وخلق ولاية شرق الأردن وتولية الأمير (عبد الله بن الشريف) عليها، للتقليل من بريق (الشريف حسين) وعائلته ، ثم عملوا بعد ذلك علي إضعافِ الشريف حسين، وأعانوا السعوديين عليه حتي فقد
( الشريف حسين ) الحجاز ( قاعدتَه الأساسية
التي استمدّ منها المكانة السياسية والدينية لدى العرب) ، وبالتالى تخلّصت من القوة التي تخشى من مقاسمتها السلطة ، وبالتالى لم يبقَ للإشرافِ من وجود في بلاد العرب سوى العراق وشرق الأردن،
وكان كلاهما خاضع للسيطرة الأجنبية، فقضت بذلك علي أيِّ خطرٍ للأشراف،وبدأ الاستعمار يطبّق سياسة
"فرِّق تسُد"، حتي يصعب علي العرب المقاومة.
ومازالت آلية المكر الغربى الاستعمارى تقوم بمهامها
داخل الوطن بشكلٍ أخطر.
---------------------
حامد حبيب_مصر
