جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك

 

لن يجف البحر

إبراهيم عبدالفتاح شبل

قصة قصيرة (لن يجف البحر)

نشأت في قريتي الصغيرة الواقعة على حدود الوطن الذي لا أعرف عنه سوى قريتي، والبحر الذي يفصلنا عن تلك المدينة المضيئة ليلا ونهارا :وكأنها انوار هذه المدينة لا تعرف الراحة أما قريتي التي يحكمها كثيرا من العادات والتقاليد فهي الآن تستعد الإستقبال شهر رمضان الكريم وقد عرفت هذا عندما رأيت عم حسن السمكري يصنع فانوسا كبيرا من الصفيح والزجاج الملون ؛ وناس يلقون عليه التحية ، ويعطون له نفحة رمضان أوبركة رمضان مقابل إنه بصنع فانوسا كبيرا ويتولى اضاءته طول شهر رمضان بمصباح الكيروسين ؛ لأن قريتنا لم يدخل فيها الكهرباء ؛ ولكني سمعت المهندس قائلا: إن القرية اشترت مولد كهربائي سوف يضئ القرية لمدة محدودة من الساعات وقد يأتي بأول أيام رمضان وقد تبرع بيه صاحب مركب صيد كبير يدعى الحاج حنفي معروف وهذا الرجل يقوم على خدمة القرية في العام الماضي حفر بئرا عميقا للماء

وتم توصيله إلى مسجد القرية الوحيد وأيضا هو المسئول عن شراء ما تحتاجه مدرسة القرية عندما يعبر البر التاني بمركبه ويشتري طلبات أخرى لكل بيت من خلال ورقة صغيرة تكتبها زوجته أو إبنته الأستاذة هناء المعلمة الوحيدة بمدرسة القرية ومع أحمد أفندي الذي ترك المدينة وعاش بالقرية وتزوج منها وهو مدير المدرسة التي تتكون من ستة  فصول وحجرة لإدارة المدرسة التى دائما يجلس فيها عمي محمود العامل والسكرتير وحارس المدرسة والمسئول عن استضافة الزائرين بالمدرسة وعلى فكرة عدد التلاميذ المدرسة التي تعمل إبتدائي واعدادي خمسة وسبعون تلميذا خمسة وعشرون طالبا في الإعدادي، و خمسون تلميذا  بالإبتدائي ولذلك نجد الحاج حنفي داعما لها بقوة ويدعي أهل القرية لتعليم أولادهم لدرجة إنه سوف يتكفل بمصاريف الاولاد الذين ينتظمون بالمدرسة ؛ ولن يأخذوا من مصاريف نقل مقابل الأغراض التي يشتريها لهم من سوق المدينة كان الريس حنفي ليس الوحيد الذي يريد للقرية التنمية ولكن كان هناك الحاج محمود صاحب مزرعة التين والنخيل فقد بنى مصنع لتجفيف وتعبئة التين والتمر ؛ ليعمل بيه وبالمزرعة كثيرا ممن لايعملون بمهنة الصيد فقد أحب العمل بالزرعة والمصنع، وهناك عمي على النجار الوحيد  بالقرية فهو نجار ماهر يعمل بصناعة الموبلياوايضا بصناعة مركب الصيد وعنده ورشته الكبيرة الموجوة على شط البحر والخاصة بصناعة مراكب الصيد فقط؛ وصارت كمدرسة وهو معلم فيها لأن بيها كثير من شباب القرية يعملون بمهنة صناعة السفن فهم يأملون أن يهاجروا على إحدى هذه المراكب خارج حدود الوطن، والهروب من هذه القرية لأنهم لايذهبون إلى المدينة إلا عن طريق البحر فقد قال: يوما أحد العرافين إن البحر سيجف يوما ما! وعندها نستطيع العبور إلى الناحية أخرى للبحر ولكن هيهات بين الأمنيات وتلك الخرافات التى يهذي بيها من يريد الرحيل بلا اهداف او أمنيات تحقق ؛ فالبحر لن يجف يوما ما

لن الخير بقريتي لن ينضب مادامت القرية بقلب واحد ينبض والكل يهيئ نفسه للإستقبال رمضان :ويفرشون المسجد بفرش جديد، وقد تزينت شوارع القرية وكذلك البيوت التي تمد إليها أسلاك الكهرباء لتضيئ في اول يوم برمضان عن طريق الدينامو الكبير الذي سوف يضئ القرية مع أذان المغرب إن شاء الله بأول يوم في رمضان  هكذا قال: المهندس مصطفى المسئول عن توصيل الكهرباء عندما قال لعم حسن لن يضئ الفانوس هذا العام إلا بالمصباح الكهربائي فتبسم عمي حسن، وقال هيا يا أطفال فالبحر متلاطم الأمواج حبا بالقلوب لن يجف أبدا من الخير.



الكاتب / إبراهيم شبل


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *