تأسيس مسرح الصحراء الغربية - عودة التاريخ
العقيد بن دحو
لأول مرة بدأ النضال الفني الفكري الثقافي يشق طريقه .
التفكير الصحيح ، عندما يدرك مناضلي الصحراء الغربية على ارض الوطن و في
الشتات ، النضال ياخذ ابعادا اخرى اكثر قوة سياسية احتماعية ، و تعددت الأسباب و
النضال الواحد.
يتاسس مسرح الصحراء الغربية على ارض الثوار الجزائريين ، مليون و نصف مليون
شهيد ، و كيف لا و الجماهير لا تزال تتذكر
تلك المسرحية (اونتجون) للكاتب الاغريقي ( صوفوكل) ، وهم يرون تضحيات تلك الفتاة
الحرة الوفية ، و هي تناضل في سبيل دفن اخيها (بولينيس) . رغم نهي واوامر عمها
(كريون) مغتصب الملك .
ولما شهدت الجماهير ما لحق باونتجون من تنكيل و تعذيب ، حيث زفت إلى مملكة
الأموات تحت الأرض( هيديز). بدلا ان تزف إلى ابن عمها (هيمون) عروسا.
ابكت (اونتجون) الملايين من البشر في العالم ، و ابكت جمهور المسرح
الجزائري. يوم مثلت لاول مرة بمسرح (محي الدين بشطرزي). ضجت الجماهير بالبكاء و
التحقوا بصفوف الثوار الجزائريين 1954.
اليوم و التاريخ يعيد نفسه مع شعب شقيق ، و مع دولة جارة ، تشارك الجزائر
تقرير المصير ، والثوق إلى الحرية و الانعتاق .
كان الشعب الجزائري وهو يشاهد اونتجون ،
يتذكر قي نفس الوقت تضحيات جميلات الجزائر .
والمسرح الصحراوي و هو يشد طريقه إلى الحرية يتذكر نضال المناضلة الصحراوية
(اميناتو حيدر) و الاخريات الجميلات الحرائر الصحراوية.
وكما كانت فرقة جبهة التحرير الوطنية تجوب العالم ، و تجسد حياة الثوار و
الشعب الجزائري على ركح المسرح العالمي .
اكيد مسرح الصحراء الغربية وهو يناشد جوقة الشرف او كورس التضحيات ، سوف
تعاد محكمة الضمير ، الاخلاقية ، كيما تشير إلى العالم ان هناك شعب على هذه
المعمورة لا يزال يرزح تحت براثن النستدمر (...). يناضل في سبيل استرداد حريته.
يعالج المسرح قضية تصفية استعمار،
من الجبن و العيب و العار العالم الحر يظل كالشيطان ساكت على الحق. .
امل على الفنانين الصحراويين ان يلتفوا حول المسرح القومي الوطني ، و ان
اول ما يمثله مسرحية اونتجون ، ليرى العالم مدى تضحيات المرأة الصحراوية على إسقاط
المرأة الاغريقية حتى ان فارق بينهما الزمان و بعد بينهما المكان. و لتكن تضحيات
المناضل و المناضلة الجزائرية ابان الاستقلال تحيات المناضل و المناضلة الصحراوية
، على ارض الصحراء الغربية . و لتكن فرقة جبهة التحرير الفنية تحاكي جبهة فرقة
جبهة البوليزاريو الفنية.
كان لا بد للمسرح ان ينخرط في صفوف الثوار ، نظرا للطبيعة المسرح الثورية
النضال.
هنيئا لتاسيس مسرح الصحراء الغربية على ارض الجزائر ، و ما هي الا ساعة صبر
و يهاجر العالم الفني الثقافي الفكري إلى مسرح الدولة الصحراء الغربية لمشاهدة
مسرحية (اميناتو حيدر) او اية دراما كونية ، تجسد او تحاكي نضال الشعب الصحراوي كابرا
عن كابر .
هنيئا للشعب الصحراوي ، عندما يشرع و يفكر في نضال من نوع آخر، انساني نبيل
، لعبة محاكاة ، عميقة الجذور ، يعيد التوازن بين الإنسان و المحيط .