جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
آراءAkid Bendahou

الوطن و الوطنية في اهم المدارس و المذاهب الفنية الأدبية الفكرية

 

الوطن و الوطنية في اهم المدارس و المذاهب الفنية الأدبية الفكرية

العقيد بن دحو



في مجرى الزمن ، و في مجرى التاريخ  مجدت وجلت ومدحت جل المدارس و المذاهب الفنية الأدبية الثقافية الوطن و الوطنية  ، و اعتبرتهما قيمتي خالدين ؛ نفي اللحظة ؛ لا يطالهما زمان و لا اية وحدة زمنية اخرى . من أهم محور ومركز التصورات الفلسفية ، و النقدية و نقد النقد.

فمن الكلاسيكية الاغريقية الرومانية ، مرورا بالرومانسية ، بالنيوكلاسيكية ، بالطبيعة الواقعية ، التعبيرية ، الوجودية ، الرمزية، السيريالية ، الصوفية ، إلى الاتجاهات العالمية الحديثة و ما بعد الحداثة كان الوطن و كانت الوطنية ، حتى ان كانتا هذين القيمتين الانسانيتين تطرح عدة احالات و انزياحات لقضية واحدة .

صحيح الدارس لوطنية ( اونتجون) او (هيمون) في نصه الارسطوي التنظيري ؛ الصوفوكليسي الدرامي الكلاسيكي التقليدي لا يفقد وده في قالبه او تصوره الوجودي او التعبيرية ، للود  الوطنية قضية. الا ان الملموس  لدينا : عندما اقتبس المفكر الوجودي نص (الدباب) او (الندم) من النص المحافظ الكلاسيكي ، عن الكاتب الاغريقي ( اسخيلوس) في ثلاثيته الشهيرة ( حاملة القرابين - اوريست - اجاممنون ) ظلت جذوة الوطنية في النص الشعري الدرامي متقذة ، حتى ان أصبح الحال غير الحال ، و الوضع غير الوضع ، و الزمن غير الزمن مع التطور الثقافي و الحضاري للامم و الشعوب. لكن بالمقابل ظل الإنسان هو الانسان ، محافظا على قيمه الإنسانية، بل مدافعا عنها إلى آخر نفس في حياته ، كون في الاخير هذه القيم  لا يمكن التنازل عنها باي حال من الأحوال ، و الا اعتبرت من أعظم الخيانات العظمى التي لا يبطلها تقاوم و لا تسنه !.

لقد عالجها المفكر الوجودي في المدرسة الوجودية او المذهب الوجودي ، كما عالجها في المذهب او بالمدرسة التعبيرية تراجيدية ( اسخيلوس) الوطنية الاغريقية ، و أعطاها ابعادا اخرى ، و تصوراته الفلسفية الخاصة و اضفى عليها اسلوبه الخاص بما يخدم قضية بلده فرنسا.

جاعلا من الاحداث القديمة اسقاطات على الاوضاع الجديدة.

انتظر ( جون بول سارتر) حتى عام 1943 و اخرج "الاورستيه" باسم " الذباب" ، كنوع من انواع التحرر و المقاومة ضد الغزو النازي الالماني لمدينة باريس .

(فربات النقمة) يصبحن ذبابا ، تضرب به الآلهة مدينة " ارجوس" الاغريقية، و يحل العفن بين أهلها.

هنا مدينة ( ارجوس) هي العاصمة الفرنسية باريس.

بينما(الذباب) : هو مجموعة الصور الادمية التي تقطن داخل ثخوم المدينة.

يقول حينها المعلم او المربي : ليتني أستطيع فعل اي شيئ يتيح الي الانتماء إلى المدينة. المدينة هنا بمعنى الوطن.

قد نجد ايضا في رواية ( هاملت) التمثيلية للكاتب الرومانسي (وليام تشكسبير) اسمى آيات تجلي الوعي و اللاوعي عند البطل حين يمرر من خلاله الرسالة الوطنية الخالدة ، يعمد إلى فكرة ( الهالمتية) ، حين يعمد المؤلف إلى اعتماد المسرح داخل المسرح ، او التمثيل داخل النمثيل ذاته !.

ولم يتأخر المذهب الرمزي في مناشدة الحرية ، اذ بقدر ما أعطت هذه المدرسة معنى جديدا للفن و الأدب، بقدر ما أعطت روحا جديدا و نفسا جديدة لمعنى الوطن و الوطنية.

ولأن التعبيرية لم تكن بعيدة عن هذه الروح الإنسانية، نجدها تتجلى في إعادة مسرحية ( الكترا) الكلاسيكية صوفوكل ، تحت عنوان جديد " الحداد يليق بالكترا" لابسن.

اذ تقول البطلة في نهاية المشهد : كان علي ان اعاقب نفسي بنفسي لما لم أجد احدا ليعاقبني !.

بينما نجدها تبدو اكثر وضوحا و شمس ساعة جهارا نهارا في رواية ( صقر مالطا) للكاتب " هاميل شاميث" ، و البطل البوليس السري يلقي القبض على عشيقته ، و 🇭🇲 يقدمها إلى كرسي الاعتراف ؛ و ربما كرسي الإعدام مضحيا بعواطفه و ميولاته و رغباته في سبيل انقاذ وطنه  و اعاجة ماء وجهه الوطني وروح روحه الوطنية.

اما المدرسة السيريالية حافلة و حبلى بمشاهد القومية و الوطنية حين أعاد الكاتب و المخرج كوكتو العديد من الكلاسيكيات في قالب مدرستها الحديثة التي كانت قائمة يوم ذاك.

كان لا بد أن تتطور هذه النصوص طبقا لكل عصر . اذ لا يمكن أن تظل حبيسة او رهينة تيار فكري بعينه ، و الا مسها التقادم ، و الكثير من مضامينها ووحداثها لم تعد صالحة كما جاءت به اول مرة.

الا ان يبقى مفهوم الوطنية متباينا حسب كل تصور تيار فلسفي ادبي فني فكري. فالوجودية على سبيل المثال لا الحصر : لا أحد يفرض على الجندي الوجودي إطلاق النار باسم الوطنية ، حتى في ايام عز الحرب !.

المعقول ز عين العقل و الصواب الاصوب : كان على هذا الجندي ان يخضع لاوامر القيادة العامة. القيادة العامة تقول : الحرب و إطلاق النار من اجل الذوذ عن الوطن.

في الاخير يقول الوجودي : ما الوطن !؟

ما الوطنية !؟ انا ( الوجودي) انا من يقرر ما الوطن و ما الوطنية !؟

بطبيعة الحال لا أحد يستمع لمثل هذه ( التصورات) السفسطائية ، و الا لظل الجنود على جبهات القتال وداخل ثخوم المدن يلوكون الجدال العقيم، بينما الغزاة المستعمر المستدمر ، دخل و تمكن من مفاصل المدينة و نصب خيمته الادارية لان بالداخل أقل قتامة ، ثم شرع اتفسه حقه دوام الحال ؛ حقه التاريخي ، و حقه بالحاضر ، و حقه بالمستقبل) و كذا فرض مجاله الحيوي على الجميع أرضا و شعبا وبحرا وجوا وعرضا ، بينما صديقنا الوجودي لا يزال في خندقه يفكر في إطلاق النار من عدمه ، فقط كونه وجوديا!.

ويستمر هكذا...حتى يقبض عليه اسيرا و يقتاد مدبرا يجر اغلال الخيبة و الجدال البليد .

غير ان وجهات نظر في الاتجاهات الحديثة تطعن في الوطن و الوطنية ، و تشير إلى انها مجرد ديماغوجية ، و غسيل دماغ ، و مخدرا موضعي كيما يحارب الجندي العالمي مجانا ، دون أن يطالب بتعويض مادي او معنوية على اضحياته الجسام.

دون شك الوطن اسم لحالة او صفة الوطنية ، التضحيات التي قدمتها الإنسانية في مجرى الزمن و في مجرى التاريخ ، تشير إلى قيمة إنسانية متعلقة بكينونة البشر ، بضميره ووازعه الأخلاقي، كلما يشير إلى انه ينتمي إلى نفس النوع له قيمة إنسانية.


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *