جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
إسلاميحامد حبيبشخصيات

مُصعَبُ بنُ عُمَير

 

مُصعَبُ بنُ عُمَير

"*"*"*"*"*"*[ مُحَمَّدٌ و أصحابُه]*"*"*"*"*"*

                               (١)

__________"  مُصعَبُ بنُ عُمَير "_________

                     * مُصعَبُ الخير*

                _ أوّلُ سُفَراءِ الإسلام_

                   *****


*********

كان  مُصعَبُ بنُ عُمَير) فتىً مُدَلّلاً  مُنَعّماً ،حديثَ حِسانِ  مكّة ، وزينةَ  مجالسِ  قُريش   وندواتِها، لِوسامتِه واناقةِ مظهرِه ورجاحةِ عقلِه.

عندما سمِع بامرِ الرسول ِ(صلى الله عليه وسلم)

اتّجهَ ذات مساءٍ  إلى " دار الارقم بن أبى الأرقم)

حيثُ كان الرسول ُ يلتقى باصحابِه ويتلو عليهم القرآن ، فاستمع إلى القرآن ، وقد انسابت  الآياتُ

إلى قلبِه ، وفى لمحِ البصر كان قد آمَنَ واسلم.

كانت أُمُّه(خنّاسُ بنتُ مالك) تتمتّع بقوةٍ شخصيّةٍ

فذّة ، وكانت تُهابُ إلى حدِّ الرهبة.

ولم  يكن ( مُصعَب )  يخافُ  أو يحاذر على ظهر

الارض قوةً سوى أُمِّه ،  من  أجل ذلك  كان  يكتمُ إسلامَه .

لمحه( عثمانُ بنُ طلحةَ ) ذاتَ  ليلةٍ  وهو  يدخل خُفيةً إلى"دار الارقم"، وتتبّعه مرةً  أُخرى فوجده

 يصلّى كصلاةِ  مُحمّد ، فسابق  الريحَ  ليُلقى خبرَ

 إسلامِه إلى  أُمِّهِ الذي  طار  صوابِها  حين علِمت، ومضت به إلى رُكنٍ بعيدٍ  من اركان الدار،وحبسته

 فيه ، وأحكمت عليه إغلاقَه ،وظلّ رهينَ محبسِه،

حتى  خرج   بعض  المؤمنين  مهاجرين  للحبشة،

فاحتال لنفسِه ،  وغافل  أُمّه  وحُرّاسَه  وفرّ  هارباً ليلحق بالمهاجرين إلى الحبشة ، والتى هاجر  إليها الهجرةَ الثانيةَ بأمرِ   رسول  الله  ( صلى الله عليه وسلم)،وقد حاولت أمُّهحبسه فى تلك المرة الثانية ،

فأقسم لئن فعلت لَيقتُلَنَّ  كلَّ مَن  تستعين  به  على حبسِه ، وهى  تعلم  أنه  إن صمّم  على ذلك  يفعلها ولايبالى ، فودّعته باكية.

وقد  اطمأنّ ( مُصعَب ) إلى  أن  حياتَه  قد  صارت جديرة بأن تُقدَّمَ قرباناً لخالقِها، وقد خرج يوماً علي بعض المسلمين،فذرفت عيونهم دمعاً على ماال إليه حاله،بعد النعيم والتدلّل الذى كان عليه، وهو يرتدى

جلياباً مُرقَّعاً بالياً ، بعد أن كان يلبس أحلي الثياب ،

ويفوح منه العطر ،حتى قال عنه رسول الله : " لقد رأيتُ مُصعباّ هذا ،وما بمكّةَ فتيً أنعم عند أبوَيه،ثم ترك ذلك حُباً لله ورسولِه".

ولقد اختاره الرسول ُ لاعظمَ مُهِمّة ، وهى أن يكونَ

سفيرَه إلى المدينة ،يُفقِّه الأنصار الذين بايعوه عند العقبة،ويُدخِل غيرهم فى  دين الله ، ويُعِدَّ المدينةَ ليوم الهجرة .

فجاء المدينة وليس بها سوى اثنَى عشر مُسلماً، هم الذين بايعوا  النبىَّ بيعةَ  العقبة ، وفي  موسم الحج التالى ، كان قد  وصل عددُهم  سبعين  مؤمناً  تحت قيادة مُعلِّمهم ومبعوث نبيِّهم إليهم(مصعب بن عمير

وذات يوم  وهو يعد الناسَ بالمدينة ،فاجأه(أُسَيد بن حُضَير)وهو يُشهر حربتَه غضباً لهذا الذى جاء يفتنُ قومَه عن دينهم ،قائلاً له هو و(أسعدُ بنُ زرارة):" ماجاء بكُما إلى حيِّنا ، تُسَفِّهُون ضُعفاءَنا ؟ اعتزلانا ،

إذا كنتما لاتريدان الخروجَ من الحياة.."

فقال له(مصعب) في وداعة :"أوَلا تجلس فتستمع؟

فإن رضيتَ أمرَنا  قبلتَه ، وإن كرهتَه  كففنا عنك ما

تكره"

..فكان(أُسَيد) رجلاً أريباً عاقلاً،فألقى حربتَه وجلس يستمع،ولم يكد (مُصعَب)يقرأ القرآن،ويفسِّر الدعوةَ التى جاء بها  (مُحمَّد) ، حتى هتف ( أُسيدٌ ) قائلاً :" مااحسنَ هذا القول وأصدقَه!

_كيف يصنعُ مَن يريد أن يدخل في هذا الدين"؟

قال له مصعب:*يُطهِّر ثوبَه  وبدنَه ،  ويشهدُ أن لاإله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله" ، فأسرع(أُسَيد)وعاد سريعاً  يقطُرُ  الماءُ  الطّهورُ من  شعر  رأسِه ،  ووقف لِيُعلِن إسلامَه.. وسرى الخبرُ  كالبرق ، فجاء (سعدُ بنُ معاذ) وتلاه ( سعدُ بن عبادة ) ليعلنا  إسلامها، وتمّت بإسلامه نعمة إسلام أهل المدينة الذين قالوا:إذا كان أُسيدُ وسعدُ بن معاذ وسعدُ بن أبي بلدة قد أسلموا ،

ففيمَ تخلُّفنا؟.. هيّا إلى مُصعب،فنؤمن معه.

ويهاجر الرسول ُ(صلى الله عليه وسلم) وصحبُه إلي المدينة ، لتستقبله  المدينة  وهم  على  دين الاسلام

مستبشرين  مهللين  بقدومِه ،  عازمين  على  نُصرته أمام قريش  التى  تطارده ، وتأتي  غزوةُ  بدرٍ فتلقى قريش  درساً  قاسياً ، وحين أرادت  أن  تثار  لقتلاها

في أُحُد، ولكن بعد أن خالف الرُّماةُ أوامرَ رسولِ الله وتخلَّوا  عن   مواقعهم   انشغالاً   بالغنائم  ،  وارتداد قريش ، ليتحوّل نصر المسلمين  إلى  هزيمة ، ويركّز فرسان  قريش  على  رسول الله  لينالوا  منه  ، أدرك (مصعب) خطورة  الأمر ، فرفع  اللواءَ عالياً ، وأطلق تكبيرةً   كالزئير  ،  ومضي  يصول   ويجولُ   مُردِّداً قوله:"ومامُحمَّدٌ إلاّ رسولٌ قد خلَت من قبلِه الرُّسُل.." ليلفت  نظر  الأعداء  إليه  ويُشغلهم عن  رسول الله،

ولكن  الأعداء  تكاثروا  عليه ،  فضُربَت  يدُه  اليُمنى وقُطِعَت،فأخذ اللواء باليسرى ، فقُطِعَت، فأخذاللواء بعضُدَيه إلى صدرِه،ومازال يردّد:"ومامُخمّدٌ إلا رسولٌ قد خلَت مِن قبلِه الرُّسُل.. " فجاءه  رمحٌ آخر ، فوقع (مُصعَب)وسقط اللواء.

وجاء   الرسولُ  وأصحابُه  يتفقدون  أرضَ  المعركةِ ويودّعون شهداءَها،وعند رؤيةِ جثمان مُصعَب،سالت

 الدموعُ عليه غزيرة ، وقال الرسول (صلى الله عليه وسلم)  حين  رآه  :  "  مِن  المؤمنين  رجالٌ  صدقوا ماعاهدوا اللهَ علَيه" ،وقال أيضاً :" لقد رأيتُك  بمكة،

ومابها أرقُّ حُلّةً ،ولاأحسنُ لِمّةً منك، ثم هأنتذا شَعِثُ الرأسِ  في  بُردة "، ثم قال  لأصحابِه : " أيها  الناس زوروهم ، وأتوهم ، وسلِّموا  عليهم ،  فوالذى  نفسي بيدِه،لايُسلِّمُ عليهم مُسلم إلي يوم  القيامة ، الاّ ردُّوا عليه السلام"

فالسلامُ السلامُ علىك يامُصعب..

السلامُ السلامُ على كلِّ شهداء الإسلام.

__________

حامد حبيب


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *