محمد الطحيني
تابع.. جمهورية افلاطون
حقيقة العدالة بأجلي مظاهرها : هي ألصق بحياة الإنسان الداخلية و مصالحه
الجوهرية منها بمظاهر حياته الخارجية و صورة عمله السطحية فلا يدع العادل قواه
الروحية تتجاوز حدود اختصاصها و تتدخل في اختصاص غيرها , فتعمل عمل ذلك الغير بل
يحسن ترتيب بيته و إذا هو سيد نفسه يعقل خلقه ليكون على أتم وئام مع نفسه و يجعل
القوى الثلاث تعطي نغمة واحدة ارتفاعاً و انخفاضاً و وسطاً كإنسان دمث يتقدم إلى
عمله سواء كان ذلك في مصالح الدولة أو في مصالحه الخاصة في كل ما يؤمن و يعترف أن
المسلك الشريف هو يصون سجية العقل التي سلف ذكرها و يقويها . وإن المعرفة الصحيحة
التي تسيطر على تصرف كهذا هي الحكمة ومن الجهة الأخرى عنده عمل التعدي يعرض الخلق
للدمار وإن الرأي المجرد المسيطر على التصرف هو حماقة.
- الفضيلة صحة النفس وجمالها وسجيتها الصالحة. والرذيلة داؤها وتشويهها
وفسادها.
- الفيلسوف الحقيقي هو المغرم كل الغرام بالحكمة في كل فروعها وعلينا أن
نميز في هذا الموقف أدق تمييز بين الفيلسوف الحقيقي وبين المدعي حب الفلسفة
تدجيلاً. وتستقر نقطة الفرق بينهما في أن الدجال يكتفي بدرس الموضوعات الجميلة
مثلاً. أما الفيلسوف الحقيقي فلا يقف عند ذلك الحد، بل يتجاوزه على إدراك الجمال
المطلق ويمكن وصف حال الأول العقلي بأنه (تصور) وحال الثاني أنه (معرفة حقيقية) أو
(علم) فهنالك الوجود الحقيقي الذي يتناوله العلم، واللاوجود أو العدم، الذي نسبته
إلى الجهل نسبة الوجود الحقيقي إلى العلم. ويتوسط بين العلم وبين الجهل التصور.
فنستنتج أن التصور يتناول الوجود الظاهري. فالذين يدرسون الوجود الحقيقي يدعون
محبي الحكمة أو (فلاسفة) والذي يدرسون الوجود الظاهري يدعون محبي التصور لا
فلاسفة.
- الراغب في تذوق كل أنواع المعرفة يكبُّ على دروسه بسرور ورغبة ولا يكف.
إن إنساناً كهذا بحق ندعوه فيلسوفاً.
أوليس القادرون على التفكير الحر في الجمال المطلق هم قلائل.
حين تقع عين الناس على شتى الأشياء الجميلة، ولكنهم لا يقدرون أن يروا
الجمال بالذات، ولا أن يتبعوا من يقودهم إليه. وحين يرون أشياء عديدة عادلة ولا
يرون العدالة بالذات وهكذا في كل مثل فأنَّا نقول لهم في كل موضوع تصوراً لا معرفة
حقيقية في الأشياء التي يتصورونها.
• مزايا الفطرة الفلسفية الحقيقية:
1- الرغبة الوقّادة في معرفة كل الموجودات الحقيقية.
2- بغض الكذب ومحبة الصدق محبة صادقة.
3- احتقار اللذات الجسدية.
4- عدم الاكتراث للمال.
5- سمو المدارك وحرية الفكر.
6- العدالة والدماثة.
7- سرعة الخاطر والذاكرة الحافظة.
8- فطرة موسيقية قانونية متزنة.
سأل اديمنتس : ما هو الخير؟ فأقر سقراط بعجزه عن إجابة هذا السؤال بالضبط،
ولكنه يستطيع إبداء رأيه على سبيل التشبيه لنا في عالم الحس، الشمس والعين
والأشياء المنظورة يقابلها في العالم العقلي الخير والذهن وصور النماذج الأصلية
وبلغة سقراط (المثل).
يتبع
محمد الطحيني