جنس الإبداع عند الرجل المبدع و المرأة المبدعة
العقيد بن دحو
حتى ان كان ( اوديب ملكا) عند اليونان القديمة حاضرة الاغريق ، الرجل
المبدع تمكن من فك لغز اثينا ، و خلص الساكنة من فتك و هلاك أسئلة( ابي الهول) !.
الا انه بالمقابل يعود الفضل للفتاة الابية الحرة (اونتجون) ان خلصت المدينة من
جور وظلم قوانين المملكة ، و كذا ( الكترا) فعلت !.
من هنا يتأكد لنا في مجرى الزمن تفوق ذكاء المرأة عن الرجل ، و تحكمها عن
الرجل ؛ بفضل فيض غيظ تدفق عواطفها الجياشة؛ و صدق مشاعرها .
لذا حتى ان بدت بعض الدول الامم و
بعض الشعوب الاحتفال بالمراة ذكرى 8 مارس من كل سنة ، إلا أن خفية ذاك القلق التاريخي
بين رجل السياسة و المراة لا يزال قائما. كونهم يدركون حجم تأثير المرأة في
المجتمع ، و خشيتهم التحريض الانقلاب عليهم في أي وقت.
هم كبار قادة السياسة يدركون مقدما الرهان عن المرأة خاسرا مسبقا و لا يمكن
أن يعول عليه ، فاحكامها دائما قائمة على آخر موقف مع الرجل انى كان هذا الرجل ،
سواء كان رجل سياسة ، او رجل مال و أعمال....الخ.
ان متجول من متحولات الشخصية يميز الشخص المبدع ، يعكس كلا من الجانبين
المذكر و المؤنث من طبيعته .
واذا كان الرجال المبدعين قادرين على تقبل الجانب المؤنث من شخصيتهم دون أن
يحدث لهم اي صراع جسمي جنسي. وهذا يزيد انفتاحهم على الانفعال و المشاعر و يزيد
حسهم البديعي . والانسان يتوقع ان النساء المبدعين يجب أن يظهرن تقبلا للملامح
المذكرة في شخصياتهن.
ذاك ان جل الدراسات و البحوث تشير إلى أن الرجال المبدعين يختلفون عن غيرهم
من الرجال. كما أن النساء المبدعات يختلفن عن غيرهن من النساء العاديات. و انهن
يحتفظن بانوثتهن بالرغم من تقبلهن للملامح الذكرية. وهن في اكثر الأحيان الاقل ذكورة.
اذن الإبداع جنس ذكري و انثوي في ذات المبدع الواحد. و على الجنسين، المرأة
و الرجل المبدعين ان يتقبلا الجانبين معا المذكر و المؤنث في شخصيتها المبدعة
الابداعية البديعة.
يبقى ان نقول ان تفكير المرأة حلزوني ، جيبي ، تواترس ، اهتزازي، لذا تفكر
في عدة نماذج دفعة واحدة . بينما تفكير الرجل رتيب مستقيم لا يستطيع أن يفكر في
اكثر من نموذج واحد.
تبقى التفكير و المحاكمة و الإبداع خاصية للرجل المبدع و كذا عند المرأة
المبدعة. و يتوقف هذا عن تقبل الطرفين للجانبين المذكر و المؤنث عن حالتهما و
طبيعتها النفسية الجسمانية الجنسية الوجدانية منها.
الإبداع على الرغم ما يتركه من انطباعات و تاويلات لدى الآخرين، غالبا ما
تكون مرضية نفسية ذهنية ، و نشازا و شططا واغترابا و انفرادا اجتماعيا ، إلا أن
العديد من هؤلاء و أولئك يتمنون لو انهم ولدوا و ملعقة ذهب ابداع بافواههم او
مستهم يد (ابولو)، كونهم بالجانب الاخر -
و لو على مضض - يتركون انطباعا حسنا ، مما يولد لهم المزيد من الغيرة و الحسد و
الحقد و حتى الكراهية بغير وجه سبب !.
ذنبهم الوحيد انهم خلقوا ليحسنوا من هذا العالم.
وحتى لو طلبوا ذاك من المدرسة لابنائهم الذكور و لبناتهم الإناث ان يكونوا
مبدعين ، المدرسة تكون عاجزة كل العجز عن هذا الخلق ، فبالغالب ما يقترن الإبداع
بالجنون و المدرسة ليست وادي عبقر و لا محطة قربى قرابين لربات الشعر و مهبط وحي
الهام و إيهاب.
فالابداع اما ان يكون او لا يكون
منذ البدء . يولد مع الذات او لا ،
الإبداع لعبة الله كما تقول الصوفية الأدبية فليختار كل ذي اناس مشربه ، و منهله
من حديقة الحياة الخلفية ، اين يكون الإنسان، هو نفسه الإنسان اللعوب/ Homo ludens ، و أين
يكون الإنسان ذاته ؛ الإنسان العارف / Homo
sapiens.
كل شيئ بالمراس كما يقول ( بليندر) .