الناقد والجمال
مصطفى حامد جاد الكريم
اشارة الناقد
إلى ما "يشعر" بأنه جميل في العمل الابداعي
ليس معناه
انه اكتشف سر الجمال
لكن معناه
انه "شعر" بالجمال عند هذا الموضع
اما الجمال
نفسه فهو معقد وتساهم في انشائه عوامل عديدة من داخل الإبداع وخارجه
فمن الداخل
تتضافر كل مكونات العمل الابداعي لصنع الجمال في ذلك الموضع
ومن الخارج
تدخل فيه المعايير الجمالية في البيئة الانسانية للمبدع وللناقد
فالناقد لا
يمكنه أن يفسر لماذا "شعر" بالجمال عند ذلك الموضع
لأنه يفسر
بعقله الواعي
بينما الشعور
لا يمكن تفسيره بالعقل الواعي
بل يتعامل
معه الجزء اللاواعي من العقل
أو البرامج
العقلية اللاواعية المختصة بذلك
وبالتالي لا
يعد تحديد الناقد لمواضع الجمال دليلا إرشاديا لباقي المبدعين ليصنعوا جمالا مثله
لأن هذا
الدليل الإرشادي يضعه العقل الواعي للناقد
ويفهمه العقل
الواعي لقارئ النقد
بينما عملية
الابداع بما فبها الاتيان بما هو غير مسبوق
وإنشاء
الجمال الفني
تتعامل معها
البرامج الابداعية اللاواعية
فمثلا الملحن
والعازف يدرسان النوتة الموسيقية
لكن هل كل
عازف ملحن
طبعا لا
ونحن نسمي
هذا موهبة
تلك الكلمة
التى لا تعريف لها
والتي أطلقها
العقل الواعي على مصدر تلك الكائنات الابداعية العجيبة
التي يأتي
بها المبدعون من مصدر مجهول
فالناقد يشير
للجمال الذي "شعر" به لكنه لا يفسره
وكل نظريات
النقد التي حاولت تفسير الجمال الابداعي
لم تنجح
كما لم ينجح
علم الجمال في كشف أسرار الجمال