هل الجمال ذاتي ام موضوعي؟
مصطفى حامد جاد الكريم
هل الشيء الجميل جميل في حد ذاته
أم لأننا نشعر بأنه جميل
ولماذا نشعر بأنه جميل؟
هل ذلك يرجع إلى معايير مركبة في النفس
ام انها معايير مطلقة
وما هو الجمال
هل هو الارتياح الي تكوين محسوس ما
كمنظر الشروق
وهل الاحساس بجمال شيء يقل مع التعود عليه
هل الجمال فيه شيء من المفاجأة
فإذا خبَت المفاجأة قل الشعور بالجمال
والمفاجأة هي الشيء الجديد غير المتوقع
ان منظر الشروق مختلف كل يوم
ولذلك لا نمله
اما اذا صورنا شروق يوم معين
فإننا نمل الصورة بعد فترة
والرجل قد يسعى إلى الزواج من امرأة جميلة
لكنه بعد الزواج قد يمل جمالها
هل يمكن أن نسمي الجمال "لذة شعورية"
انك اذا استمريت على أكل طعام "لذيذ" مدة طويلة
ستمله
وهذا ما يحدث للشعور بالجمال
فاللذة والجمال يحققان سعادة مؤقتة
وتكرارها يسبب الملل
والجمال عكس القبح
فالقبح تكوين محسوس يسبب عدم الارتياح أو النفور
لكن هل التعود على القبح يقلل الشعور به
كما أن التعود على الجمال يقلل الشعور به
لكن من ناحية أخرى فإن التعود قد يثبِّت معايير الجمال او اللذة
فإن التعود على طعام معين منذ الصغر يجعلنا نستسيغه
وكذلك فنحن معتادون على أن الوجه به عينان
ولذلك لا يمكن أن نرى وجها جميلا بعين واحدة
مهما كانت هذه العين الواحدة جميلة
إذن فالجمال يرتبط بالتعود وبالتغيير في نفس الوقت
والارتياح للجمال الفني مركب
ففيه الارتياح الي التكوين المحسوس من الكلمات أو الألوان أو النغمات
وفيه الارتياح النفسي للتكيف المجازي
وينطبق عليه ايضا عنصر الجدة أو المفاجأة
فأنت اذا استمعت إلى اغنية أكثر من مرة في وقت قصير ستفقد استمتاعك بها
والابداع هو الاتيان بشيء جميل غير مسبوق
ولذلك فالمبدعون يزيدون الدنيا جمالا
والإنسان يبحث دائما عن التغيير ليقاوم الملل
وفي نفس الوقت يحب أن يحاط بما يألفه
فهو يميل إلى الانتقال بين الأشياء المألوفة
فالجمال تعود وتغيير
التعود يصنع أسس الجمال المألوف
والتغيير تنقل بين أشياء جميلة جديدة اسسها مألوفة
فنحن في الشرق الأوسط لا نتذوق موسيقى الشرق الأقصى
لانها غير مألوفة لنا
لكن هل الألفة تكتسب فقط من البيئة
ام تنتقل في الجينات
هذا أمر يحتاج إلى البحث
