جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
إسلاميحامد حبيبشخصيات

الإمامُ الشافعى (٣) [ الأئمَّةُ الأربعة ]

 

الإمامُ الشافعى   (٣) [ الأئمَّةُ الأربعة ]

حامد حبيب

          


             

      _____( الإمامُ الشافعى )______

                 _ ١٥٠ : ٢٠٤ه _

وُلِدَ (الشافعى) ب"غزّة" من أرضِ فلسطين سنة

خمسين ومِئة ، ويُقالُ أنه وُلِدَ ب"عسقلان" على

بُعد ثلاثة فراسخ من غزّة.

وكانت أسرةُ  الشافعى  أسرةً فلسطينيةً  فقيرةً مُشرَّدة تقيمُ في  الأحياء ِ  اليمنية ، ولكن شرفَ

نسبِها كان عوضاً لها عن فقرِها.

مات أبوه وهو صغير،فانتقلت  به أُمُّه  إلى  مكة

وعُمرُه سنتان ، لتُحافظَ على شرفِ نسبِه، وقيل

كان عمره عشر سنوات، فنشأ يتيماً.

وكانت أمُّه من قبيلةِ "الأزد" اليمنيّة.

واسمه : أبو عبدِ اللهِ  مُحمَّدٌ  بنُ إدريس بن العباس

بنُ عثمان بنُ شافع بنُ  السايبِ  بنُ عبد  يزيد  بنُ هاشم بنُ المُطَّلب بنُ عبد مناف…فهو عربىٌّ قُرَشيٌّ مُطَّلبىّ ،  يلتقى  مع  رسول الله ( صلى  الله  عليه وسلم) فى جده عبد مناف.

ولقد شبَّ الشافعىُّ فقيراً ، حتى  إنه  احتاج  وهو يطلبُ العلمَ أن يجمعَ قِطَع الفَخار والجلود  وسعف

النخل   وعظام   الجمال   ليكتُبَ   عليها ، ويذهب

الدواوين يستوهبُ أهلها أوراقاً يكتب عليها.

حفظ القران بسُرعة وهو صغير،كما حفظ الأحاديث وكتبها،وعنىَ بتعلُّم قواعد العربية ،ورحل فى سبيل ذلك البادية ، وعاشر قبيلة "هذيل" التى كانت أفصحَ العرب،فحفظ أسعارها وأخبارها.

وكان  الشافعى  يؤمنُ  بأنَّ  تعدُّدَ  الروافدِ  لتكوين الثقافة ِ الواسعة أمرٌ ضرورىّ لابدَّ منه ، فقال :" مَن تعلَّم  القران  عظُمَت  قيمتُه ،  ومَن  كتب  الحديثَ

قويَت حُجَّتُه ، ومَن نظر فى الفقه نبُلَ قدرُه ، ومَن

نظر  فى  اللغة  رقَّ طبعُه ،  ومَن نظر  فى الحسابِ

جزُلَ رأيُه، ومَن لم يصُن نفسَه لم ينفعه علمُه".

وكان من أبرز تلاميذه (أحمد بن حنبل) ،الذى سُئلَ

عن الشافعي فقال:" لقد منَّ  الله به علينا.. لقد كنا تعلّمنا كلامَ القومِ، وكتبنا  كتبَهم ، حتى قدم  علينا الشافعى،فلما سمعنا كلامه علِمنا أنّه أعلمُ من غيرِه.." وقال ابنُ حنبل لإسحاق بن راهوَيه:" ياابا يعقوب، اقتبس من الرجل فإنه مارأت عيناى مثلَه"

وكان الشافعىُّ يُلقى درسَه بمكّة فى المسجد الحرام،

وفى سنة خمس وتسعين ومائة عاد الشافعى من مكةَ إلى بغداد،بعد أن سطع نجمُه فى الفقه،فأقبل عليه العلماء والمُحدّثون وأهلُ الرأى،وألّف بالعراق كتابَه "الرسالة" وضع به أساسَ علمِ  أصولِ  الفقه.

وكان  الشافعى فقيهاً  مُعتزّاً بالشريعة ، ولما تغلّب العنصرُ  الفارسى في  بغداد  على  العنصر  العربى،

ولما انتشرت الفلسفة  التى أيدها  المأمون ، الذي عرض على الشافعى القضاء فأبى ، ووجد أنه فى مكانٍ لايطمئن إليه، انتهز فرصة دعوة العباس بن عبد الله وإلى مصر_وهو قرشي هاشمى_يدعوه إلى السفر إلى مصر،فاستجاب الشافعى،وقال وهو يهُمّ بالرحيل:

لقد أصبحت نفسى تتوقُ إلى مِصرَ

ومِن  دونها  قطعُ  المهامة  والفقر

فوالله   ما ادرى   ألِلفَوزِ   والغِنَى

أُساقُ   إليها   أم  أُساقُ  إلى  القبر

وأقام فى مصر أربع سنين ونيِّفاً ، وصنّف فيها كتبَه،وقصده الناسُ من الشام واليمن  والعراق،

ووضع مذهبَه الجديدَ الذى ذهب إليه في مصر

بسبب تغيُّر الأوضاع  والعادات ، وضمّنه  كتابه

"الأُم".

ويُعَدُّ فقهُ الشافعى مرحلة ازدهار فقهى في تاريخ

التشريع الإسلامي،لأنه جمع بين فقه أهل العقل والرأي،وفقه أهل النقل والحديث، وهو الذى قال:

"إذا صحّ الحديثُ فهو مذهبى"

وكان يطلب من تلاميذه  أن  يتركوا  رأيَه  وياخذوا

بما يثبُت لديهم من الحديث إذا خالف رأيُه الحديث،

لذا استحقّ الشافعى أن يُسَمّى "ناصرُ الحديث"، وإن يُسمَّى أتباعه"أصحابُ الحديث".

وكان الشافعىُّ  يأخذُ  بالإجماع ، ويعتبره حُجّة بعد القران الكريم.

وكان يرى أنه لايجوزُ للإنسانِ أن يقولَ فى الشريعة برأيِه،الا إذا كان أساس هذا الرأي هو القياس ، وهو: إلحاقُ أمرٍ غير منصوص على حُكمه بأمرٍ  منصوصٍ على حُكمِه،لاشتراكهما فى عِلَّةِ الحُكم.

والميزةُ البارزةُ فى فقه الشافعى وعلمِه أنه وضع

قواعد علم"الأصول" ولذلك يقول الراوى :" أعلم

أنَّ نسبةَ الشافعى إلى علم الأصولِ كنسبةِ أرسطو إلى علم المنطق، وكنسبةِ الخليلِ بن أحمد إلى علم العَروض".

وكان  الشافعىُّ عربىَّ اللسان ، بليغاً  فصيحاً، وكان إماماً حُجّة فى لُغة العرب، وكان يرى أن تعلُّمَ اللغةِ

العربية واجبٌ على  كل  مسلم ، عربياً كان أو غير عربى. وقد ذكر ذلك  فى كتابه " الرسالة " ، وقال:

 إنّ لسانَ العربية ِ يجبُ أن  يكونَ  مُقَدَّماً على كلِّ لسان،لأنه لسانُ  القران  ولسانُ الرسول ، ولايجوز

أن يكونَ لسان المسلمين تابعاً لأى لسان ، بل يجب

أن يكون كلُّ لسانٍ تبَعاً للسانهم العربى القران المبين، ويقول:"فعلى كلِّ مسلمٍ أن يتكلّمَ من لسانِ العربِ مابلغه جهده".

كما كان الشافعىُّ شاعراً مُجيداً ، ولكنه  كان  مُقِلّاً فيه،لاشتغاله بالفقه والعلم ، وقد قال عنه (المبرّد)

:" كان الشافعى من  أشعرِ  الناس .." ويرجع  ذلك لإقامته طويلاً فى قبيلة"هذيل".

*وكان من أشعاره :

قالوا سكتَّ  وقد خُوصِمتَ  قلتُ  لهم

إنَّ    الجوابَ   لبابِ     الشر ِّ    مِفتاحُ

والصمتُ عن جاهلٍ   أو أحمقٍ   شرفٌ

وفيه   أيضاً  لصَونِ   العِرضِ   إصلاحُ

أما ترى الأُسدَ  تُخشَى   وهى  صامتةٌ

والكلبُ    يُخسَى   لَعمرى   وهو  نبّاحُ

*ومن كلماتِه :

_ مَن صدقَ فى أُخوّةِ أخيه قبلَ عِلَله،وسدّ خلَله، وغفرَ زلَله.

_من  أراد الدنيا فعليه  بالعلم ، ومن  أراد الاخرةَ

فعليه بالعلم.

_مَن طلب علماً فليُدقِّق ، والاّ ضاع دقيق العلم .

_سياسةُ الناسِ أشدُّ من سياسة الدواب.

_مَن نمَّ لك نمَّ بك ، ومَن إذا أرضيتَه قال فيك ماليس فيك ، إذا أغضبتَه قال فيك ماليس فيك.

_أرفعُ الناسِ قدراً مَن لأسرى قدرَه، وأكثرُهم فضلاً مَن لأسرى فضلَه.

_إنّ الله خلقك حُرّاً ، فكُن حُرّاً كما خلقك.

قيل له كيف أصبحت؟ فأجاب: كيف يُصبحُ من يطلبه ثمانية: الله تعالى بالقرآن،والنبىّ (صلى الله عليه وسلم) بالسُّنة ،والحفظة بما ينطق،والشيطان

بالمعاصى،والدهرُ بصروفه ، والنفس بشهواتِها،والعيالُ بالقوت،وملكُ الموت بقبض روحه.

*تُوفِّى الشافعي بمصر ليلة الخميس بعد المغرب،فى آخر ليلة ٍ من شهر رجب سنة أربع ومئتين،وعمره أربعةٌ وخمسون عاما،ودُفن يوم الجمعة.

رحم الله الامام الشافعي رحمةً واسعة


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *