متى نصحو؟
د.شفيق ربابعة
متى نصحو متى نصحو؟ = لماذا أظلمَ الصُبْحُ؟
لماذا العٌرْبُ قد وَهَنوا = وزادَ البؤسُ والقرْحُ؟
أرى الاقوامَ تقْتتِلُ = كأنّ زئيرَهم نَبْحُ
بلادُ العُرْب أشْتاتٌ = ووحدتُهم هي الفَتْحُ
ففي السودانِ تقتيلٌ = وكم قبرا به فتحوا؟
وزادوا الانقلابات = متى التقتيل ينْكَبحُ؟
ليحيا الناس في رَغَدٍ = على الإيمان نصْطَبِحُ
وفي ليبيا خِلافاتٌ = ومنذُ سنينَ ما فَرِحوا
بشرقِ الأرض نمرودٌ = مُناهُ الغربُ ينذبِحُ
وفي تونس مُعاناةٌ = وأنظِمَةٌ بها تَرَحُ
فعاشَ الشعبُ في كبتٍ = وفيها السعدَ ما لَمَحوا
وأهلُ الشامِ في ضَنَكٍ = فكم مليونُ قد نَزَحوا
مُلالي رافقوا روساً = وحلّوا فيه وانفَتحوا
وكم نُزلاءُ صدْنايا = به الآلافُ قد ذُبِحوا
وفي بغدادَ أحزابٌ = وأشياعٌ وما بَرِحوا
بلاد الرافدينِ غدتْ = لهم نُزُلاً بها شَطَحوا
فخافَ الناسُ وارتَعَبوا = وساء الحالُ والمرَحُ
وفي الصومال مذبحةٌ = وقرقعةٌ وما رَبِحوا
وعاشوا في نزاعاتٍ = وطول العُمْرِ ما فرِحوا
وفي الأردنّ صيحاتٌ = به الإفسادُ مُنْشَرِحُ
وعاش الناسُ مخمَصَةً = وغاب العدلُ والمِنَحُ
به الأحزابُ خمسون = وأنظمةً لها قَدَحوا
خليجٌ صار خُلْجاناً = وليس لبعضِهم فُسَحُ
وصار الصفُّ مُختَرَقاً = وشحّ النفطُ والبلحُ
فلا آمالُ في أُفُقٍ = ولا توحيدَ قد طَرَحوا
ومُرسي ماتَ مسجوناً = خيارَ الشعب قد كَبَحوا
ومرّاكشْ بها نأيٌ = معَ الجيران ما اصطَلَحوا
جزائرُ كنتُ أحسَبُها = لِلمّ الشملِ تنْجَنِحُ
تُنادي مصرَ في عَجَلٍ = ليأتي نحونا الفَرَحُ
متى يا عُرْبُ تتّحدوا؟ = متى الآمالُ تتّضِحُ؟
متى للقدس عودتنا؟ = ولمّ الشمل أقترحُ
أهلْ للقدس منزلةٌ = بذهن العُرْبِ تتّشِحُ؟
أم الأعراب لا تدري = بأنّ القدسَ تنتشحُ
يهودٌ دنّسوا الأقصى = لهم أعرابُنا سَبَحوا
فبعضٌ طبّعوا عَلَتاً = ومنهم صار يمْتدحُ
متى نصحو ونفتكرُ = بأنّ البعضَ قد فُضِحوا
أفيدوني متى نصحو؟ = فإنّ مُصابَنا ردْحُ
وأمة يَعرُبٍ أمستْ = بذيلِ الكون تنسَرِحُ
إله الكونِ آزرْنا = فآنّ الذلّ متّضِحُ
ووحّدْ شملَ أمّتنا = فنصركَ دائماً فَرَحُ