جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
آراءAkid Bendahou

الحفظ" غيبا ليس الحل

 

الحفظ" غيبا ليس الحل

العقيد بن دحو

يبدو من خلال التشجيعات و الرعايا الرسمية ، و غير الرسمية ، و كذا الدعم و التمويل الذي يحظى به " الحفظ" كحالة ؛ تشير الى ان المجتمع قادم على اختلال توازنات  فيزيولوجية وظائف المخ بالجملة . جدال عميق بين الذكاء و الذاكرة.

حتى يبدو المجتمع معطل الحواس ، و ان بقي الحال كما هو ،سوف يقوم المخ ، و المخيخ ، و البصلة السيسائية ، و مختلف الوظائف الديناميكية و للسيكولوجية و الاخرى.... بنصف العمل.

سنقبل على مجتمع ذاكراتي " الحفظ الببغاوي" . يكتفي فيها الحافظ على ترديد ما علق بالذاكرة الحية ، او ما استدعي من الذاكرة الميتة. مما يتطلب حلولا استعجالية علاجية ، اكلينيكية لمجتمع بدات تطفو على محياه بوادر المرض ، حين اصبح المخ البشري لا يستجيب لسائر الروائز و التحفيزات الاجتماعية. و بالتالي سيكون مرتبطا بالماضي اكثر منه بالحاضر او المستقبل الذي يتطلب تحفيظ  وظيفة فيزيولوجية اخرى عمل الذكاء ، و بين الذكاء و الذاكرة تكمن المشكلة !؟

جميل ان نحفل و نفرح بابنائنا المتمدرسين الممتحنين الصغار ، اليافعين ، المراهقين ، و حتى الكبار و هم يقبلون بنهم و شراهة على حفظ ما يورد اليهم من كتاب الله ، و من اوراد ، اذكار ، متن ، والفيات واوراق صفراء اخرى. كونها ارتبطت بافلوفيا ، منعكس شرطي جائزة كبرى (....) ! حتى صار ( الحفظ غيبا) هو المدرسة النظامية ، و المدرسة القرانية ، و المجتمع ، بل وهو من اوصى بالحفظ حفظا و تحفظا و مباركا اعظما ، لا سيما عندما يكلل بشهادة تؤهله الى الحفظ الاعلى او الشرف المقدر المسجى الاسمى.

اخشى ان نصل الى مجتمع ببغاوي .

مجتمع صار يعمل بنصف قدراته ، بنصف طاقاته ، بنصف مادته الرمادية ، المخية المخيخية و كانه تعرض لحادث ،  ضرب على مؤخرة دماغة ببلطة ما و طار التفكير من دماغه ، و لما استيقظ من غيبوبة تخدير و سكرات وسوسة التبجيل المهتلسة ، و النفح باوداج التذكر ؛ استيقظ يردد ما رسخ في ذهنه بامسه السعيد !.

لقد زادت نسخة بالبلد . هكذا قال ولي صالح

 جليل ، عندما جاءه رجلا مفتخرا بابنه الصغير ، و قد حفظ هذا المتن ، و ذاك الكتاب....وذاك...وذاك !.

يكفينا تلك النسخ (....) التي تملا الرفوف القديمة و  مخازن الغبار ، و تلك القادمة من اقبية نكد عصر الضعف الفكري العربي ؛ و من خروج المسلمين من الاندلس مورسكيين ، هاربين من فردوسهم المفقود الذي صار جحيما، يبكون تحفظهم الارعن !.

منذ ان اجاب (اوديب ملكا) عن لغز مدينة "طيبة" الشهير (ابي الهول) :

ما الذي يسير على اربعة في الصباح عند اول النهار و على اثنين في الظهر وسط النهار و على ثلاثة في العصر عند اخر النهار  ؟!

ان اوديب حين اجاب " الانسان " . كشف لغز ابي الهول و حرر شعب " طيبة" من طغيانه و على ما كان يتغذى به على لحم البشر !. هكذا تقول الاسطورة الاغريقية. و لم يكن مطلوب منه حفظ ( الثيوغونيا) لهزيود ؛ و لا ( الاوديسا) لهوميروس لفك طلسم اللغز .

كان يتطلب منه ان يخدم عقله فقط !.

الاسطورة ميراث الفنون (نيكولاس فريده). الحلم الجمعي.

بمعنى ان الانسان حين يستعمل قدرته الفريدة على التفكير و المحاكمة وحل المشكلات ؛ يحرر نفسه من ضغوطات الحياة ، الناتجة عن القوى المحيطة به ، و عن حاجاته الداخلية . وقد تحتم عليه ، من  اجل ان يتغلب على المصاعب الكثيرة في طريق نموه ، ان يحلل هذه المشكلات و ان يبدع لها الحلول و ان يقوم بتنفيذ هذه الحلول.

ان انجازات الانسان العديدة و المتنوعة في الادب و الفن  و التكنولوجيا في مجرى الزمن و في مجرى التاريخ ، شواهد على قدرة الانسان على تجاوز مجرد حفظ البقاء ، و الارتقاء الى مستويات الابداع و الاكتشاف في مجالات الاخلاق و الاداب و الفنون و العلوم .

ان نوعنا البشري يسمى بالانسان العارف Homo sapiens  و القدرة على المعرفة تشمل القدرة على التفكير. القدرة على تحويل الافعال الجسدية و المادية الى رموز كلمات و ارقام و الاشارات و الصور و المخططات .

وحين يحاكم الغقل يصير التفكير الانساني مقترنا باللعب حتى سمي بالانسان اللعوب Homo Ludens ، لعبة عميقة الجذور ، القصد جراها اعادة التوازن بين الانسان و المحيط. حينئذ يصير الانسان مبدعا ، و من تمة تكون له القدرة على ثلاثية : التفكير و المحاكمة و الابداع.

الحفظ غيبا ورغم حجم الدعاية البروبجندا الا انها لا تورث ابداعا ، و لا حلولا انية لمجمل المشاكل التي تعاني منها البلاد و العباد . نريد اعتدالا ، نموا ، تدريبا ، مراسا لجهازنا التفكيري ذاكرة و ذكاء ، حتى لا ننسى . حين يعود الينا التاريخ مرتين ، مرة في شكل مسخرة و مرة في شكل ماساة. حيال حرية الخير و الشر .  حين تكون نهاية هذه الحرية نهاية هذا التاريخ .

الحفظ غيبا كلمة خدرت ونومت العديد من الاسر و العوائل تنويما مغناطيسيا ، ثم سرقت منهم نصف ما يفكرون به. ليستيقظوا صباحا بانهم منذ اوديب ملكا لا يزال يسير في اول النهار على ثلاث !. او ان مشاكلهم التاربخية السياسية الاجتماعية الثقافية الاقتصادية لا تزال تراوح نفسها ، مادام التشجيع قائما على من يحفظ اكثر ، على من يكون ببغاويا اكثر من الببغاء ذاتها !. حفظ الالقاب و الرتب ، حفظ المحافظ (...) ، المحفظة ، وواجب التحفظ  ، وحفظ الحافظ الصغير من حيث الطفل ابا الرجل و الطفل ابا الانسان ، و من حيث الاسلوب هو المجتمع Buffon . الرهان قائم على النصف الايسر من المخ البشري، العضو الذي لا يستعمل يضمر !

ان اي مدرسة او جهة او جمعية او وصاية ما تعتمد ( الحفظ) نهجا و اسلوب عمل هي جهة فاشلة و عشواء ، نصف عاطلة لا تقوم بكل وظائفها الفيزيولوجية السيكولوجية الذهنية و العضوية . دون ان يكون المتلقي شريكا في العملية التعلمية التعليمية او في اي منافسة لتحفيز الذاكرة ، و كان عقدتنا الكاداء الذاكرة و اثرها كنتيجة و كمخرج (الحفظ غيبا) .

" الحفظ غيبا ليس الحل ، انما راس حسن الاعداد ، و راس كامل الامتلاء. " / (مالرو).

" الابداعية " اولا ، الذكاء اولا و الذاكرة ثانيا. او كما جاء به Gaston   Mialaret professeur a' l'universite' de caen.

Introduction a la pedagogie.

اذا كان (اوديب) اجاب عن اللغز ، دون سائر البشر ، كونه كان الاذكى ( الذكاء) فخلص البلاد و العباد مما كان يتغذى عليه اللغز ، فما احوجنا اليوم الى اوديب جزائري اخر يخلصنا من مقدس الحفظ ، و يجعل الذكاء حالة ابداعية ، تتحرر من  ادمغة البشر الى نماذج و امثولات ، اشارات ، رموز ، صور تجلب الخلاص للعباد و البلاد ، مما عطلوه  من ادمغتنا اكثر مما هي معطلة اليوم ، تشتغل بنصف طاقتها او لا تشتغل اصلا ، مادام السادة الساديين ، المحافظين الجدد قالوا و قاموا باسم " الحفظ غيبا" هو الحل !.


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *