عن المشاعر
مصطفى حامد جاد الكريم
ماهى المشاعر وما دورها؟
مثلا الشعور بالخوف هو خوف من الألم
والألم قد يكون جسميا
وقد يكون نفسيا
والألم الجسمي قد يكون خارجيا من خلال الحواس
أو داخليا كالصداع
والألم النفسي يتعلق بالآخرين
فمثلا الشعور بألم الوحدة هو نتيجة لعدم وجود الاخرين
ونحن نشعر بألم الإهانة اذا اهاننا الآخرون
وألم الفقد يسببه فقد الأعزاء
فشعور الخوف هو توقع للألم
وهذا الشعور يدفعنا إلى أن نفعل ما يجنبنا حدوث الألم
إذن هو شعور وظيفي
وتصحبه أو هو حالة من التوتر الشديد
وعكسه الشعور بالأمن
حيث لا تتوقع الألم
فيذهب التوتر
ويحدث الاسترخاء
وشعور الغضب هو نتيجة لألم نفسي شديد حدث فعلا كالاهانة
وشعور الغضب يدفع إلى استخدام العنف للتخلص من هذا الالم
فشعور الغضب ايضا شعور وظيفي
وشعور الحب يدفعنا إلى الاحتفاظ بعلاقة تحقق لنا الرضا
كحب الوطن الذي يوفر لنا المأوى والامن والرزق والبيئة المألوفة
فشعور الحب كذلك شعور وظيفي
فالمشاعر وظيفية لتحقيق الرضا للذات وابعاد الألم عنها
وأحيانا يكون الألم نفسه وظيفيا
فالالام البدنية قد تنبه إلى مرض الجزء المؤلم فنتجه إلى علاج ذلك المرض
وألم الجوع يدفعنا للأكل فنحافظ على حياتنا
لكن ماذا عن المشاعر التي تنتابنا عند سماع الموسيقى أو قراءة الأدب
انها مشاعر مؤقتة تنتج من اندماجنا في العالم المجازي الذي يخلقه الإبداع
سواء المبدع أو المتلقي
وكما نرى فسلوكنا مخطط موجه
من خلال المشاعر النفسية والأحاسيس
المادية
وهذه المشاعر والأحاسيس يديرها المخ من خلال تغيرات كيميائية
فمثلا شعور السعادة يصحبه افراز مادة الدوبامين
وشعور الغضب يصحبه افراز مادة الادرينالين
فالانسان يظن أنه حر
لكنه في الحقيقة مقيد موجه
"نَّحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ ۖ وَإِذَا
شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا "
ولعل الحرية الوحيدة التي أعطيت له
هي حرية الاختيار بين الخير والشر
مصطفى حامد جاد الكريم
