الرسائل الجمالية في الابداع
مصطفى حامد جاد الكريم
الجمال هو ارتياح النفس لتكوين ما
والجمال في العمل الابداعي نوعان
النوع الأول هو الجمال المادي أو الشكلي
والنوع الثاني هو الجمال التكيفي
وغالبا عندما نتكلم عن الجمال الفنى فاننا نتكلم عن الجمال الشكلي
كالصياغة البارعة في الشعر
أو البناء البارع في القصة
لكن هل يمكن أن نفسر لماذا نشعر
بذلك الجمال الشكلي
ربما يمكننا ان نلاحظ بعض الجماليات الفنية الشكلية الظاهرة
لكن الجمال الفني الشكلي معقد مثل جمال وجه المرأة
الذي قد يكون له اساسيات مثل التماثل النصفي
لكن تفصيلاته معقدة
فمن يصنع ذلك الجمال الشكلي
"المعقد"؟
في تصوري تصنعه الوظائف العقلية الابداعية أو البرامج الابداعية
إما لأنها مطلعة على قوانين الجمال التى لا يدركها الجزء النظري من العقل
أو برامج التفكير النظري
أو من خلال صنع ملايين التوليفات للوصول إلى التوليفة الجميلة
والناقد "يشعر" بالجمال الشكلي المعقد
ويشير اليه
لكنه لا يمكنه تفسيره تفسيرا دقيقا
وقديما تحدثوا عن "جزالة الشعر"
ثم وصفوها بانها "عذوبة الألفاظ في الفم"
وهو وصف ذاتي نسبي لا يمكن قياسه
والابداع نفسه يتطور بتطور البيئة الانسانية
فتتغير قواعد الجمال الفنية الشكلية
فالمسرح اليوناني كان يتمسك بوحدة الزمان والمكان
وهذه القاعدة تغيرت بعد ذلك
فالجمال هو الجمال
نشعر به ونستمتع له ولا نفهمه الا قليلا
وبالنسبة للجمال التكيفي فإنه ارتياح النفس للعالم المجازي الذي يصنعه
الإبداع
وهو أكثر تعقيدا من الجمال الشكلي
وتصنعه ايضا البرامج الابداعية
والقارئ يتلقى العمل الفني أو الأدبي بنوعي جماله الشكلي والتكيفي
ومهمة النقد أشد صعوبة اذا تصدى لتفسير الجمال التكيفي
لأن الناقد يستخدم برامج التفكير النظري لتفسير رموز ومجاز صنعتهما البرامج
الابداعية
فيكون كمفسر الاحلام
وغالبا تشوبه الذاتية والاسقاط
مصطفى حامد جاد الكريم