عاشور الزعيم
كأي مَيتٍ جديد
______
__________________
مِثلُ أُغنيةٌ قديمةٌ
تَغَنَّى بها فَلاحينَ البَلدةِ
في مَواسمِ الحصَادِ
مَشيتُ أمَيلَ مع نسيمِ المغاربِ
يميناً ويساراً
للخلفِ وللأمامِ
والناسُ يُركزونَ مَعي
في حالةٍ مِنْ الذهول وكأنني غَريبٌ
عنهم .
حالتي هذه كانت خُلاصةُ لتجاربٍ
هُزِمتُ فيها ولم أشتعل .
لكنني في الأخير بَقيتُ كنجمةٍ فقدتْ
ذَنبَها
وراحتْ تعَيثُ في السماءِ فساداً
الأخطرُ مِنْ ذلك
أنني لم أفقد هويتي
ظَللتُ هكذا بملابسِ الدرويش
مُتطلعاً إلى رؤيةِ حبيبتي
ربما تأتي صُدفةٌ
فخَلَّيتُ في نفسي شيء مِنْ الحُب .
اللهُ الذي يعلمُ أنني
مُتيقناً أنه ينتظرني عند الباب الأول
في السماء الأولى
يراني الأن أتَسَوقْ من بيوته في الأرض
أمشي في طرقاتٍ مُظلمةٍ
ريثما أخذ بيد كفيف
أو أسقي كلباً
أُحَرِرُ قِطاً حبسوه ظُلماً
ثم أدخل غرفتي وأغلق ستائرها
أُكَرر قبل النُعاسِ
تلك المشاهد اليومية أُمررها أمامي
في الصباح أستعد
لأكون منفتحاً أكثر على هذه الحياة .
ياسيدي المسكين
يا أنا المذموم في صدره
المقيد غياباً
في دفاتر المنهي عن لمسهم
أو حتى محاسبتهم
مَنْ أنت ؟!
لاشيء غير أنك لك قلب جرىء
لذا ستموت وأنت تُهاجر في قلوب الموتى
تَبني أعشاشاً لا تُعجب حبيبتك
ثم تقودُ نفسك
إلى تجربةٍ جديدةٍ
مع شِلَّةٍ مِنْ الأمواتِ السابقين ..
كأي مَيتٍ جديد .
_____________________
عاشور الزعيم
الداخله مايو ٢٠٢٣