جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك

في درجاتِ المحبَّةِ عند الصُّوفيَّة

 

حامد حبيب

في درجاتِ المحبَّةِ عند الصُّوفيَّة

___( في درجاتِ المحبَّةِ عند الصُّوفيَّة)__

     قالوا: للمحبة أسماءٌ اشتقّت من رُتبِها ودرجاتها،

وبتزايدها تختلف أسماؤها ، وهي في الجملةِ عشر مقامات،وتنتهي في الحادي عشر إلى "العشق"وهو الغاية .

*وأولها: "الأُلفة" ، وهي مأخوذةٌ من:ألَّفتُ الشئَ إذا جمعتُ بينها ، وألّفتُ الخزرَ،إذا نظمته،وألّفتُ الكلامَ إذا جمعتُ الكلمةَ ، والكلمة بالمعنى ، ووصلت الباب بالباب الذي من جنسِه، ف"الأُلفة"علي هذا الأساس مقاربة القلب بالقلب ، واتصال الحُب بالقلب فهو :

 ائتلاف القلوب ، فقال تعالى:

(واعتصموا  بحبل  الله جميعاً  ولاتفرّقوا واذكروا

 نعمةَ الله عليكم  إذ كنتم أعداءً فالّف بين قلوبكم فاصبحتُم بنعمتهِ إخوانا…).

وقال(العباس بن الأحنف):

والفَيَن كالغُصنين شفّهما  الهوى

فروحاهما  روحٌ  وقلباهما قلبُ

يميتهما   بُعدُ  المزار   إذا   نأت

ديارهما  شوقاً ويحييهما القُربُ

* وإذا زادت الأُلفة بعض الزيادة تُسمّى "أُنساً"  وهو الرؤية،وهو مأخوذٌ من مداومةِ النظر  إلى المحبوب

مع سكون النفس إليه ، كما تقول:أنستُ إلى فلان أي سكنتُ إليه مع الرؤية ، كقول الشاعر :

أنِستُ به فلا أ بغى سواه

مخافةَ أن أضِلَّ فلا  أراه

وسمّى الله تعالي رؤيةَ موسى أُنساً،يقول(إنّ آنستُ

ناراً) أي أبصرتُ ،وإنما سمّاه أُنساً ،لأنّ موسى (عليه السلام)  مع  رؤيته  النار سكن  إليها  من  اضطرابِه فسمّاه الله تعالى أُنساً للمعنَيَين جميعاً.

*ثم"الود/المودة)، وسُمِّى الوتد وداً،لأنّ الحبلَ يُربط إليه ويُوصَل ، فصار حُب  محبوبه  ودوام  ذكره  به

كالخيل مربوطاً إلى الوتد..قال تعالى(إنَّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعلُ لهمُ الرحمنُ وُدّا).

كما أنّ الوتد يُدَقُّ في  الحائط  فسُمِّى الودُّ وداً برسوخ ذكر محبوبه في قلبه كرسوخ الوتد في الحائط.

فإذا زادت الأُلفة بعض زيادة صارت"محبة" ،وهي تُمكّن وجود ذكر المحبوب من قلب المُحِب، وفيه

قول (قابوس بن الحارث):

الحُبُّ  يترك    مَن   أحبّ   مُدَلَّهاً

حيرانَ  أو يقضى  عليه   فيسرعُ

الحُبُّ     أهونه      ثقيلٌ     فادحٌ

يوهى الجليد من الرجال ويصرعُ

من   كان   ذا  باسٍ    ورأيٍ  حازمٍ

وبسالةٍ   ،  فالحبُّ    منه    أشجع

*وإذا زادت المحبة بعض زيادة سُمِيَت "خُلّة"، والخليلُ في كلام العرب الصاحب والصديق

*فإذا زاد بعض زيادة سُمِّى"شعفاً"،وهو الفتنة،

من قولهم: شعِف بفلان،هذِىَ بذكره كثيراً.

وشعَف الحُبّ فلاناً شعفاً:أحرق قلبَه، وشعِف به شعَفاً:أحبّه وشُغِل به.

والمشعوف: من أُصيبَت شعفةُ قلبه  بحب ،  أو ذُعرٍ،أوجنون.

والشعفةُ من كل شي: أعلاه،فيقالُ شعفةُ الجبل،

وشعفةُ القلب(ج) شعاف.

*أما(الشّغف) بالغيِن :  شغفَه الحُب شغَفاً ، أصاب قلبَه،وشُغِف به شعَفاً: أحبّه وأُولِع بع،فهو مشغوف.

و"الشِّغاف":سويداءُ القلب وحبَّته.

*وهناك"الاستهتار"،وهو :  كثرةُ الهذَيان  والتذكار وشدة الشُّغل بالمحبوب والذهول به عن  كل شي..

فيقال: استُهتِر فلانٌ: ذهب عقله،وفُتِن بالشيخ أو المحبوب فلزمه غير مُبالٍ بنقدٍ ولاعتابٍ والموعظة. وفيه قول الشاعر:

يهوى بعقلي حديثُ النفسِ نحوكمُ

حتي يقول  جليسى  أنتَ  مخبولُ

*ثم ياتى بعده"الولَه" ، وهو :  ذهول العقل من شدةِ الحُزن،وهي خِفّةٌ تأخذ الإنسان من شدة الحزن ومن الطَّرَب… وولِه  فلان ولَهاً : تحيّر  من  شدة  الوجد ، كقول الشاعر:

وأرانى طرِباً في  إثرهم

طرَب الوالِه أو كالمُختبِل

*ثم" الهيَمان" ..وهو ذهابُ الصبر من حرق  نيران الحب ، والخيام : شدة العشق ، والهَيْمان : الشديد غلوجد،وهام فلان هيَمَاناً: خرج علي وجهه لايدرى أين يتوجّه ، واشتدّ عطشه ، فهو هائم (ج) هُيَّام ، وهُيَّم....وهو  من "الهيام" ، الداءُ الذي  يأخذ  الإبل فلاتُروى أبداً حتي تموت من العطش،كقول(مجنون بنى عامر):

لى الحُبُّ والداءُ الهُيامُ أصابنى

فايّاك  عنّى  لايكن  بك   مابيا

وقوله:

فأصبحتُ كالهيمانِ  لاالماءُ  مُبرّد

صداها  ولايقضى عليها   هيامُها

ثم ياتى العشق وهو غاية مقامات المحبة.

______

حامد حبيب


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *