عاشور الزعيم
نظرة إلى وجه الله ***
الفقراء عيال أمثالي ..
يعتنقون الحب ..
ثم يبيعونه من أجل ..
كسرة خبز .
على وجه الصبح
ينثرون القمامة بحثاً عن خطابٍ
غرامي قديم ..
أو لفافة كُتبَ فيها اسم مستعار
للوطن الفقيد
وربما تضحك في وشوشهم
عروسة من القماش
استغنت عنها بنت الأن تعمل راقصة
في مَلهىَ ليلي .
يَمُر أحد الأغنياء يَبصق عليهم
مُعتقداً أنهم ..
الوجه القبيح لهذه البلاد
مسكين ..
وهموه أنه ابن الجنة ،
وأن عائلته من الملائكة المقربين للإله .
أننا تُعساء ..
لاناقة لنا ولاجَمل .
الفقراء يزومون مثلي
عندما نجوع نُغني
أو نلعب
وربما نكتب قِصصاً
نحكي فيها عن صاحب المزرعة
الذي لايَهُش الذباب
ويجري وراءنا بالمقشة
يَكنِسنَا كنفايات مزرعته .
يغلبنا النعاس
ننام على لحم بطوننا .
الفقراء أبرياء ..
هذه البلاد السوداء ..
التي تنام وتصحوا على صفير القطارات ،
أزيز الطائرات ..
ودوريات المرور الواقفة من أجل
العربات الفارهة .
ياسادة البلاد خليكم في أنفسكم
واتركونا نتلصص أخر الليل
نتعارك مع القطط والكلاب والحشرات
حول بقايا طعامكم .
اتركونا نُفتِّش حول مقامات الأولياء
ليحنَّ الله علينا بمائدة
تنزل من السماء .
الفقراء أمثالي ..
لا ينتظرون الموت ..
ننتظر الأعياد في المقابر التي تبدوا
عامرة بالقُرصِ والكَحكِ والبيضِ
وما تشتهيه أنفسنا .
ننتظر مواسم البهجة عند الأغنياء
لنُلقِّطْ رزقنا
حتى تهدأ بطوننا من القَرِّ .
الفقراء لا شيء ..
دعونا نموت في هدوء .
__
____________________
عاشور الزعيم
الداخله مايو ٢٠٢٣