جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
آراءAkid Bendahou

زمن الكلمة في عصر الصورة

 

زمن الكلمة في عصر الصورة

العقيد بن دحو

ولو اننا في قلب عصر الصورة بامتياز ، لا تزال سطوة الكلمة - تلك التي كانت في البدء - تشكل المعادل الفونيتيكي السونستاسي و الايكولالي لفظا و لحظا و اشارة للمكون اللغوي اجمالا ؛ اذ الاشارة تسبق الحركة.

وحتى ان لم تكن الكلمة التي هي في البدء ، فهي اذن الفكرة ، او هي الفعل.

الكلمات و حتى ان صارت عنوانا للجغرافيا او للاقليم التاريخي و السياسي ، بل صارت الكلمات بعمق شبيهة بالتاريخ .

 " لبناء حضارة يلزمنا تاريخ و الشبيه للتاريخ " او كما قال ( مالرو).

الكلمات صارت  قبائل و عشائر و فرق ادبية و جماعات ثقاقية و مصلى ايضا.

وهذا اللغوي الفرتسي (بوهور) مزايدا على لغته الفرتسية ، متهكما ساخرا على بقية اللغات الاخرى فيقول : لغة الاسبان صفير ، و لغة الانجليز نقيق ، و لغة الايطاليين موقع ، و حدنا الفرنسيين اذا نطقنا النطق الصحيح ، ز حدهم الفرنسيون ابذين يتكلمون "

اذن انحازت الكلمات محو العائلة ، نحو القبيلة ، نحو العشيرة ، نحو الجهة ، نحو الجغرافية ، و اخيىا انزلقت نحو العنصرية

اما الا و بفعل العلم ز التكنولوجية صارت مجالا حيويا و حقا تاربخيا

لم تعد الكلمات مقطوعة من شجرة المفردات لا اصل و لا فرع لها .

الكلمات صارت مورثات بمثابة الحمض النووي (ADN) ، الناقلة لكل الصفات الصبغية من الاجداد الى الاحفاد مرورا بالابوين ، مع مراعاة الصفات السائدة و قوانين (مندل) في كل الاحتمالات الممكنة  !.

الكلمات صارت شبيهة بالتاريخ؛ لي بالاساطير. كل كلمة متحجرة تحمل حلما جماعيا في رحم الزمن.

كل كلمة عبارة عن قصيدة متحجرة تحمل ( ثيوغونيا) قبيلة او عشيرة او عرش او دوار باكمله !.

لقد استسهد ( لويس اراغون) بصديقه الشاعر السيربالي المتطرف ( ىوبرت دسنوس) قائلا: " ايتها الكلمات ، هل انت اساطير ، و هل تشبهين اس الموتى؟ ".

Mots, e^etes vous des myths , et pareil aux myryhes des morts ?.

معنى هذا ان الكلمات تقوم بدور الايحاء ، بمعنى اللفظة الاولى ( الكلمات). اهمية تقديس الكلمات في الجيانات الكبرى ، فالكلمات المجتزاة هي التي تسير الانظمة الدينية كالتعاويذ و الترانيم و مختلف الترديدات  واناشيد الكورس و جوقات الشرف.

قد نجد هذا في سفر التكوين : ان الله خلق الكون بكلمة. فقال الله كن نورا فكان نورا.

ان الكلمات كالورقة التي تسقط من الشجرة لا تعود اليها انما تذكر بها.

شانها شان الكلمات التي يلجا اليها احد المتحابين ليذكر بنوستالجيا تاريخ حبهما المتيم .

نعم الكلمات اساطير ، يمكن لصدى الحروف ان يكون قوى الوقع في نفوس البشر. بمعنى اننا ننقاد للكلمات اكثر من اي قوى اخرى.

اخيرا الكلمات كاوراق الزهور و الاس التي توصع على قبر الميت ، لت تعيده للحياة انما تذكر بعظمة ميت !.

و غي عز انفجار المعلومة و حضارة الرقم ، صارت الصورة الديجيتالية السببريالية المعادل الصوتي للكلمة.

لقد اقتصرت الصورة مختلف الاحرف ، الكلمات ، الجمل ، الفقرات ، النص في صورة واحدة تحمل عدة دلالات و تاويلات و اشكالات سيكولوجية سوسيولوجية اجتماعية و سياسية.

لم تختزل الصورة الزمن فقط و انما استبقت العصر و كانها هي من اوجدت الالة ، تماما كالفن الذي سبق الحياة.

غير ان مع الايام مسها التدوير و الترجيع و التقديس و اضحت تحمل لبوسا دينيا سياسيا و حتى امنيا عسكريا.

صورة واحدة صارت حديثا بالف صوت .

صورة واحدة لفقير بائس يحمل قارورة فارغة ليهز من حوله الدنيا و لن تقعد.

اذا ورد بالقول الشائع : احطك بالصورة !.

ها نحن  وصلنا الى عصر الصورة ابداعا و صناعة ، و ها هي بدورها ترفض ان تظل نمطية سحينة برواز او اطار ، جاعلة من الجمهور طرفا في المشكلة ان لم يكن طرفا بي الحل ، بل عملت على نقل كرسي القاضي الى كرسي الجمهور المشاهد.

لقد عوضت الصورة الكلمة و مما صارت بالبدء صارت بالمتخلل صات المخرجات و الاثر الرجعي..

بمعنى الصورة صارت مشروعا قوميا وطنيا حضاريا ، معلما يحدد ويخفظ معاني الكلمات في السنة و ملامح البشر.


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *