شكري علوان
مِصْرُ الْحِمَىٰ
( لَوْ كُنْتُ مِنْ ذَهَبٍ أَصُوغ الْأَحْرُفَا)
لَنَسَجْتُهَا
فِي حُــــــبِّ مِصْـرَ لِأَشْرُفَا
فَكَأَنَّهَـــا
مِـــــنْ حُسْنِهَــا مَعْشُوقَـــةٌ
أَلْبَسْتُهَـا
مِمَّــا أَخُـــــطُّ مِـــنَ الصَّفـا
يَا مِصْرُ
قَـــدْ هَـــاجَ الْغَرَامُ بِأَضْلُعِي
حَتَّىٰ
حَبَانِي فِــي هَــوَاكِ المِـرْشَفـا
يَـا
قِبْلَـةَ القُصَّــادِ، يَـا أَرْضَ النَّـــدَىٰ
يَا مَنْ
قَهَرْتِ عَلَى الزَّمَــانِ الْأَجْوَفَـا
فَخْـــرُ
الزَّمَــانِ بِسَالِــفٍ أَوْ حَـاضِـرٍ
صَنَعَـتْ
صَنِيعَ الْغَيْثِ مَا لَنْ يُوصَفَا
يَـا
جَنَّـــةً قَــــدْ كُنْــــتِ دَوْمًا قُـــرَّةً
للعُــرْبِ
وَالْعَجَـمِ الْعَطَــــا لَا يُكْتَفَىٰ
يَـا
أَيُّهَــا الْبَــــاغِـي رُوَيْـــــدًا إِنَّهَـــا
نَـــارٌ
عَلَىٰ مَــــنْ يَعْتَـــدِي إِنْ أَرْدَفَا
سَلْ مَنْ عَرِفْــتَ
مِنَ الطُّغَاةِ بِأَرْضِهَا
قَعَـدَتْ
بِهِــمْ أَهْوَاؤُهُـمْ رَغْـمَ الْجَفَـا
لَــمْ
يَبْلُغُـــوا فِيهَا الْمَـــــآرِبَ عُنْــوَةً
وَأَبَـــــتْ
عَــدَالَـةُ رَبِّهَـــا أَنْ تَـــرْجِفَا
فَهِـيَ
الْحِمَىٰ وَهِـيَ الْكِنَانَـةُ وَالْفِــدَا
وَهِـــيَ
الْأَمَـــانُ لِأَهْلِهَـا ولمَنْ وَفَـىٰ
يَـا رَبِّ
لَا تَـــــذَرِ الْعِثـــــارَ يَشُوبُهَــا
وَامْــحُ
الْأَسَىٰ، وَامْنُـنْ عَلَيْهَا بِالرِّفَـا
وَابْعَـثْ
إِلَيْهَـا مِــــنْ عَطَايَـــاكَ الَّتِي
تُحْيِي
الْبِــلَادَ بِهَا وَتُوقِـــظُ مَنْ غَفَا
فَنَبِيُّــكَ
الْمُخْتَــارُ قَـــدْ وَصَّــىٰ بِهَـا
وَبِجَيْشِهَـا
وَبِجُنْـدِهَـا مَــنْ يُصْطَفَىٰ
بِقَلَمِ/شُكْرِي
عِلْوَان