اقرأ ايضاً

جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

مع البحر .🏖️

فنونأغسطس 18, 2023

مقهى الرصيف....🦜🤗.

فنونأغسطس 18, 2023

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك م
آراءAkid Bendahou

حيزية" الحلم الجمعي حديثا بالف صوت

 

حيزية" الحلم الجمعي حديثا بالف صوت

العقيد بن دحو

352815196_6163205783728789_6103644468897508130_n


كان (بول فاليري) يقول : " هناك انصابا تتكلم ؛ و هناك انصابا تغني " .

بمعنى :  و بهذا المعنى : ما من تم فرق بين الشعر و الرواية ، فالشعر رواية مغناة ؛ و الرواية شعرا مقروءا. هذا بالظاهر اما ما خفي اعظم.

يجرنا هذا البدء ، الى ما صار متداول هذه الايام حول القصيدة الدرامية التراحيدية الماساة الشعرية و الشاعرية الشعبية ، التي اوشكت ان تنتقل عبر منصات شبكات التواصل الاجتماعي من صراع درامي الى صراع اجتماعي.

ذاك ان الاشكال و التاويل ان معظم  الكتاب و الفنانون والمثقفون الجزائريون يكتفون منذ ولادتهم الادبية و الفنية على فن واحد ، في عصر اثقله منطقه ، و لم يعد القبض فيه على اللحظة الزمنية المسحورة بالامر الممكن.

يصل كل ادب و كل فن الى الضيق بذات نفسه ان ان تلحفه فنون و اداب اجناس و امم اخرى او كمايقول ( هوراس).

هذا الصراع على منصات شبكات  التواصل الاجتماعي  اوشك ان يتخذ مشكلا جهويا او قبليا او عشائريا ، بل الخشية ان ينزلق الى صراع عنصري او صراع على حساب تاثير التاريخ و الجغرافيا.

كشف هذا الصراع مدى الهوة السحيقة بين الجماعة الثقافية ( الاونتلجونسيا) الاورستقراطية ، نظرا لطبيعة الرواية ذات النظرة البرجوازية الاقطاعية. حتى القرن التاسع عشر كان ثري رجل ذاك القرن. لقد كفت عن مجاراة التاربخ و صارت الرواية فنا من الفنون. ترى كما يرى الرسام بالالوان ، و النحاث بالحجوم و اخيرا صار الروائي يرى وفق الانطباعات المعاشة او وفق علم وقائع الشعور ، واصفة الحيوان و قوقعته و الانسان و ييئته. وكذا الهوة بين الدائرة و الجماعة الشعبية ، ناهيك عن حجم الخسارة.

كون الشاعر بن قيطون الشعبي خسر "حيزية" فقط ، بينما ياتي الروائي ليقول لنا الخسارة كانت اعظم بحجم خسارة وطن.

طبقا للمقولة عندما تخسر حبيبا  تكتب شعرا ، و عندما تخسر وطنا تكتب رواية .

لكن هذه الخسارة فنية ادبية ، بقدر ما يلحقها من دمار و تشويه بقدر ما يقابلها من بناء و عمار. يقوم على نوع من  ترتيب المادة ، وايقاع يتلقاه من المبدع اكثر مما بتلقاه من المادة نفسها اي الحجوم المعمارية و الاصوات الموسيقية و الكلمات الشعرية.

- الاشكال الثاني :

ما الضير ، لو سمينا الاسماء بمسمياتها ، مع حفظ الالقاب و الرتب ، لو سمي الاثر الفني اقتباسا او تناصا ، ما العيب في هذا و ذاك ؟

و لنا في التاريخ الادبي العالمي عدة كتابا ، حتى يوجد منهم من تحصل على جائزة نوبل ، و ختى يوجد من رفضها بقدها و قضيضها و بهرجتها و طلاسم سحرها الاسر الساحر للعقول و لللالباب. مثل الكاتب الوجودي الفرنسي ( جون بول سارتر) ، من اقتبس من " الاوريستة" الاغريقية ، ثلاثية اسخيلوس (حاملة القرابين - اوريست - اجاممنون) ، نصا جديدا باسم جديد " الذباب" او " الندم". او لكان يترك لنا الاسم القديم " اوريست" كما هو في قالبه الحديث.

الاسماء و الطباع قلما لا تتفق . اللهم الا اذا كان يريد ان يقول لنا الروائي او اي فنان حاليا ،  الزمن كان متوقفا منذ ان كانت حيزية و بكاها الشاعر الشعبي دما و كلمات.

لقد كتب (سارتر) " الذباب"  و هو الاسم الذي اطلقه على صياغته الجديدة لاوريست عام 1943 خلال الاحتلال النازي الهتلري لفرتسا ، مدينة باريس.

وهنا كانت اضافاته وتحويراته تتناسب مع الوضع الجديد بل و تؤدي دورا في المقاومة بشكل تتمثل فيه فكرة الاغراب او ( الاغتراب). الذي يجعل من الاحداث القديمة اسقاطات على الاوضاع الجديدة.

ايضا قد نجد هذا عند الفنان المبدع المخرج السينمائي كوكتو ، حين استخدم و استغل التراث التقليدي الاخلاقي الكلاسيكي اليوناني ، من خلال نص " انتجون" للكاتب الدرامي التراجيدي اليوناني ( صوفوكل) و اعطاها ابعادا عالمية انسانية معاصرة جديدة اخرى. اذ ضرب بكل الوحدات المقدسة المعهودة ، كما ضرب بوحدة المذهب او المدرسة الفكرية ، اذ انتقل كوكتو المخرج من المدرسة الكلاسيكية الى المدرسة السيريالية.

و عندما يلتقي كوكتو مخرجا و بيكاسو مهندس ديكور على ركح واحد ،  فحتما سيتاكد للمتلقي فكرتي التجديد و التجريب . استطاع ان يتخطى حواجز المكان بل حواجز الزمان فيتخذ من الانسان موضوعا و من العالم موضعا و يجعل وقته هو العصر المعاصر .

يمكن ان نتخذ من شعار سوسيولوجية الادب ( روبيرا لسكاربيب) : "اقراوا قصة الفيلم في كتاب " رايا مخالفا او وحهة نظر اخرى ، اذا ما طرحنا قصة حيزية باللسان المحكي او القصيدة الشعرية المغناة كان تتحول الى كتاب ، سواء كانت رواية او اي فن زمكاني اخر. بمثابة الاعلان المثالي عن ما تعاني منه الرواية ،  ازمة المقروئية و عدم انتقالها بسلاسة و سهولة من الدائرة المثقفة ، مشكلة قربى جديدة تجمع ما كان مستحيلا ما يسمى بالادب الشعبي بما هو اكاديمي ثقافي ، ايضا قربى ثقافية شعبية ان لم تكن مكونا لمصلى ادبي.

من جهة اخرى انقذت الاسطوانة و الشريط المغناطيسي السمعي البصري و لا سيما الرقمي منه اليوم اكثر من اي وقت مضى الشعر الغنائي من التكديس في صفحات الكتب.

ومن ادرانا لعل رواية مقروءة في كتاب تبعث لنا حيزية اخرى ، صورة اخرى ، تلك اللمحة الاولى للاشياء حديث بالف صوت. او من يتكلم بالصور البيدائية يتكلم بالف صوت او كما يقول ( يانك).

- الاشكال الثالث :

الا ان هناك اطراف اخرى تقدس التاريخ ، و توهم (القراء) ان بقي من قارئ محتمل على هذه البسيطة ، انه يكتب رواية تاريخية في عز نهاية التاريخ ( فوكوياما).

كان يلجا الكاتب الى ما يسمى (ادب الهروب) ، يهرب الى التراث. و حيزية الاغنية نتاج مخيلة شاعر ، كالبروبجندا او الدعاية صارت تتغذى بالتراكم او الاضافات ، صارت حلم جمعي ، او مكونا للضمير الجمعي.

صوت الشعب من صوت الاله ، او اذا تعلق الشعب بشيئ صار قانونا او صارت ( مسطرة) ، تسطير الاولين.

بمعنى اذا كان الحلم ، سواء حلم اليقظة او حلم النوم اسطورة الفرد ؛ فان حلم الجماعة هو الاسطورة. فتصير عندئذ حيزية شبيهة بالتاريخ. اذ لبناء حضارة يلزمنا تاريخ و الشبيه للتاريخ او كما يقول ( مالرو). بمعنى العمل على ( مؤارخة) الاسطورة و احالة الاسطورة الى تاريخ او كما قال (مالرو) .

و حتى تصبح الاسطورة حيزية رواية ،  حيزية ، حتما سوف نصطدم بالبلوكاج الادبي الفني الجدال التاريخي بل ما قبل التاريخ ما بين الادب بصفة عامة و الرواية بصفة خاصة ما بين الاسطورة و الرواية مجددا ، او ما بين الرواية كاثر شعري فني مغناة و ما بين الرواية كفن حديث ، او كتمرين ادبي يتمرن عليه الاديب ليعبر لنا عن شيئ احر.

ما هذا ( الشيئ الاخر) الذي اخفته حيزية طيلة د

هذه السنين و لم تبوح به لا لاهل و لا للجيران و لا حتى لابن قيطون العشيق الولهان الشاعر الماخوذ نفسه.

سوف تصتدم الرواية المحتملة او اي فن اخر بقوة حيزية التي تتكئ على متكئ حديقة خلفية كنز المشاعر و العبرات.

تختلف الاسطورة عن الشعر و الادب عموما من حيث الشكل و المحتوى ،  الاسطورة تحيا بالمجاز ، و هذا يمكن ايصا له بالرموز اللفظية لاية لغة. الا ان الادب يحيا بفضل لغته.

الا ان راي اخر الاساطير جميعا خارج نطاق الادب. و ان القيمة ليست قيمة ادبية ، كما ان تثمينها ليست تجربة حتما.

الا ان راي ثالث مثل (مالينوسكي) يرى : الاسطورة جنين الملحمة و القصة و التراجيديا المستقبلية.

الاستعارة هي الميدان المشترك بين حيزية كاسطورة و بين الرواية. كم هو محزن و الادب الجزائري يشهد هذا الفقر الادبي او المرض الادبي ، حين يعود الاديب الى الشرائط الاغاني القديمة ، يبحث عن ارثه ، عن خلاصه باسطورة قديمة الحلم الجمعي ، بل كما يقول ( فريدريك شليكل) حاجة العصر الحديث الى اسطوريات جديدة توحد الادب الحديث ، كما وحدث الاسطورة القديمة الادب الكلاسبكي التقليدي اليوناني الروماني.

اذن الباحث عن جديد من قديم ، عن ادب حديث عالمي بقدر ما تكون عالمي (روجو) ، بنفس الاسم ، و بنفس الحلم الفردي او الجمعي ، سيكون  نوعا من انواع النرجسية. الانانية او الميكيافلية بكيفية او باخرى. و ما الحب الا للحبيب الاول. سيظل الشعر خزانا لا ينضب للاساطير الشعبية و اي محاولة اخرى على عنوان موجود كمن يحاول ان يهدم اواصل العلاقة بين حيزية رمز الهائل ، المذهل ، المدهش. بينما الشاعر الرجل يتامل هذا المدهش دون ان يتفهمه.

فالرواية تريد ان تفهم مدهش حيزية ؛ تفاجئها قبل ان تتحول الى كائن اخر.

الجدال القائم الاسم " حيزية" المشترك بين القصيدة المغناة الحرة الطليقة على جميع الالسن ، و بين ان تصير رواية اسيرة ، سجينة بين دفتي كتاب ، يحولها الكاتب الى متاعه ، الى شيئ من بين اشياءه. يخضعها الى احد غرفه عملياته ، يقوم عليها بمختلف التحارب البيولوجية الفيزيولوجية ، با يخضعها الى ما يسمى " سرير بروكست" .

لا اعتقد رواية حيزية شعرا و اسطورة سوف تجد نفس الرحب الجماهيري روائيا ، كون فنا حديثا بورجوازيا ، و هناك فضائل لا يمكن ان يمارسها الفقراء الا اذا كانوا اغنياء.

وحدهم الفقراء احبوا بعمق و عرفوا كيف يترجموا حبا الى مشاعر  لا ثقل لها. بينما الاورستقراطيون سرعان ما يحولون مشاعرهم ان كانت لهم مشاعر الى حب. Eros له ثقل مادي كحقيقة الاشياء له كتلة و مساحة و حجم و لون و سعر ايضا.

وحده الحب الشعبي ( وطن الحلول) ، فهم يسمون ابناءهم و بناتهم باسماء غربية اجنبية ، و عندما تاتي للولادة الادبية يعودون الى فهرس ؛ و الى (ثيوغونيا) Throhonie اسماء المواليد الشعبية لا نقاذ ما يمكن انقاذه.

اذن هنالك شيئ في علم زراعة الانسجة و الاعضاء البشرية يرفضها الجسم الذي يحتاج الى عضو من  جسم اخر.

وعليه كم نشعر بالثقل و اسم حيزية تقتلع من غصنها الذهبي ، من اكليلها الشعري الغنائي الى اي جنس فني اخر ، و على اي سرير اكلينيكي او اركائيكي او انثربولوحي او حتى على سرير بروكست كما جاءت به الرواية الحديثة.


***********************


***********************

الوسوم:

أكتب تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *